السودان
فقد السودان الحبيب جزء من أراضيه لصالح الجنوبيين بعد كر وفر بدءا من سنة 1956 تاريخ نيل إستقلاله.وإشتد النزاع بين الشمال والجنوب سنة 1984 أين أسس الراحل العقيد جون قرنق حركة مسلحة تسمى الجيش الشعبي لتحرير السودان.ولا يخفى على أحد من أين كانت تلقى الدعم والتمويل والمنابر الاعلامية والسياسية.ونقصد خصوصا ثلاثة أطراف وهي إسرائيل بالدرجة الاولى.لعدة إعتبارات أهمها وضع قدم في منطقة القرن الافريقي هذه المنطقة المهمة من الناحية الجيو إستراتيجية.لإشتمالها على مضيق باب المندب وسعت إسرائيل أيضا لتطويق الوطن العربي في عمقه الاستراتيجي والسيطرة على مياه نهر النيل التي تنبع من بحيرات فيكتوريا.وكذلك تهجير يهود إثيوبيا المعروفين باسم الفلاشا.وقد نجحت إسرائيل في مخططاتها الاستراتيجية ورغم نفي الحركة علاقتها باسرائيل إلا أن الواقع يكذب ذلك.والجميع يعلم أن للحركة الشعبية مكتب تمثيلي لها بتل أبيب .
والطرف الثاني الذي دعم الحركة وشجعها على إنصالها هي دولة إوغندا المجاورة للجنوب السوداني.ووفرت المأوى للاجئين الجنوبيين والسلاح ومراكز التدريب وكل انواع الدعم اللوجيستي .والسبب هو عقائدي عرقي بالدرجة الأولى فأوغندا وجنوب السودان جميعهم قبائل إفريقية وثنية ومسيحية.والطرف الثالث هو أمريكا التي رأت في إعتلاء حركة الانقاذ الاسلامية لسدة الحكم في 1989 من القرن الماضي بقيادة البشير تهديدا مباشرا لها ولمصالحها بالمنطقة خاصة مع تواجد ابن لادن في السودان سنة 1996 وتقديم المعونة للدولة عبر استثمارات تجازوت المليار دولار.وبعث الشباب الى الصومال.
كانت السودان هي البلد الافريقي الاكبر في افريقيا والوطن العربي وبفقدها لجنوبها ستصبح الجزائر هي البلد الاكبر مساحة افريقيا وعربيا.بمساحة إجمالية تقدر ب 2مليون و400 الف كلم مربع.وهذه هي محور ماانا بصدد طرحه وهو اليوم السودان وغدا الجزائر.
قد يقول قائل وهل المساحة هي السبب الرئيس للتقسيم؟ الجواب لا طبعا ولكنها شيئ مغري وجذاب خاصة مع وجود أسباب اخرى داخلية وخارجية.والسؤال الذي اطرحه هنا هو ماهي عوامل التقسيم الداخلية والخارجية المساعدة على ذلك؟وهل ستصمد الجزائر أمام هذه التحديات أم لا؟
الجزائر دولة شاسعة المساحة تقارب 2 مليون ونصف كلم مربع يقطنها مزيج من العرب والبربر تعايشو على مر الازمان منذ دخول الاسلام للشمال الافريقي في القرن الاول هجري حتى أن بعض القبائل تعربت واخرى عربية إندمجت في الامازيغ بسبب التزاوج وتشابك العلاقات بين الطرفين.والشعب الجزائري كله مسلم تقريبا.99.99بالمئة على مذهب أهل السنة والجماعة وكلهم على طريقة الامام مالك رحمة الله عليه وهناك طائفة صغيرة بالجنوب الجزائري تعتنق المذهب الأباضي.إذا الملاحظ أن عوامل الوحدة متوافرة بحمد لله.إلا أنه لوحظ أن هناك من يلعب على أوتار العرقية لأسباب سياسية واضحة بينة وجلية.ونقصد بهم بعض الشواذ من منطقة القبائل وعلىرأسهم المغني المدعو فرحات مهني الذي شكل حكومة برعاية فرنسية وأطراف عربية سماها حكومة القبائل الحرة.سعيا وراء الشهرة وإكتساب مجد زائف.ومع أن غالبية الشعب الجزائري لم يسمع عنه إلا أنني أعتبر هذه الخطوة خطيرة للغاية لأنها تشكل مدخل لأطراف أجنبية ومنها حتى العربية للأسف لدخول والتسلل عبرها لضرب الوحدة الوطنية والترابية للجزائر.ومؤخرا أعلنت ليبيا عن إكتشاف خلية تسعى لتمزيق وحدة الاراضي الليبية والجزائرية وأشارت إليهم بالإسم والجنسية.وهم مرتبطون بجهات فرنسية امريكية إسرائلية وعربية.وتم إطلاق سراحهم بتدخل مسؤولين من هذه الدولة العربية((عموما التقرير موجود لمن أراد الاطلاع عليه وقد نشر في جرائد عربية عدة))
لست أشك لحظة واحدة في أن الجزائر مستهدفة فكل ذي نعمة محسود.ليس لأني من أنصار نظرية المؤامرة ولكن الوقائع والدلائل تشير إلى ذلك.ولكن للأسف السلطة في الجزائر تعمل على تكريس هذه الفرقة بين أبناء الوطن الواحد عن طريق مركزية الدولة والتوزيع غير العادل للثروة والإقصاء السياسي.إضافة إلى مواقف الجزائر المشرفة أثناء حرب الخليج الثانية ومع القضية الفلسطينية والعربية عموما.جعلها في مركز العاصفة.
في ظل هذه المعطيات يبقى التحدي أمامنا كبير من أجل صياغة لحمة وطنية جديدة مستمدة من قيمنا الحضارية ومن مرتكزات ثورة نوفمبر الخالدة وإلا فإننا الهدف المباشر بعد السودان.وساعتها لن ينفع الندم