تيميمون سياحة و ثقافة

بأعماق صحرائنا الشاسعة، على هضبة تدمايت تحديدا، تنام مدينة تيميمون ''المسماة باسم ميمون، الولي الصالح القادم من مدينة تلمسان بإضافة ''تي'' التي تعني ''التمر'' بالبربرية''، أو الواحة الحمراء كما يلقبها أهلها، بسبب عمرانها الطيني المائل أكثر للون الأحمر·

في صمت هذه البقعة الخضراء بواحاتها تتقاطع ثقافات العرب والتوارف، بين هذا وذاك تبرز فرقة أمدوكال الموسيقية كي تجسد إحدى المعالم الثقافية للمدينة، وتشق طريقها في امتداد لفرقة أهل الليل المشهورة·
ارتبط في السابق، ولفترة طويلة، اسم تيميمون بالففارة، أقدم نظام توزيع للمياه في التاريخ، والذي يمثل إحدى عبقريات سكان الصحراء، كما ارتبط هذا الاسم أيضا بقصورها ''الفوارة''وبصناعاتها التقليدية، أما اليوم، بعد فرقة أهل الليل، صار للمدينة تقليدها الموسيقى من خلال فرقة أمدوكال التي تسعى لإبراز الموروث الثقافي الفلكلوري للمنطقة ونشره عبر الوطن·
بدأت فرقة أمدوكال خطواتها الأولى من خلال المسرح، حيث نشطت وتكونت مدة سنتين على الخشبة، قبل أن تعلن رسميا عام 1984 عن توجهها الموسيقي وتنفصل عن التمثيل المسرحي، تحاول هذه الفرقة من خلال كل الحفلات التي قامت بتنشيطها إبراز خصوصية وروحانية الموسيقى الزناتية الممتزجة بالأهازيج المحلية، موسيقى تهدف أساسا إلى بعث الوعي الروحاني عند الفرد ودفعه للتأمل أكثر في تفرد ''صالولي'' الذي غالبا ما يكون الشخص الأكبر سنا في القبيلة، ذو علم ومعرفة واسعتين. مع العلم أن مدينة تيميمون، على خلاف مناطق الوطن، تضم عددا كبيرا من الأولياء الصالحين·
منذ تأسيسها، قبل أكثر من عشرين سنة، ساهمت فرقة أمدوكال في تنشيط الفعل الثقافي بتميمون من خلال إقامة العديد من الحفلات على المستوى المحلي، ربما يكون حصولها على صيغة جمعية مستقلة ساهم أكثر في تفعيلها ومنحها حريات أوسع، كما كانت لنفس الفرقة أيضا مشاركات على المستوى الوطني، خلال المهرجان الوطني للأغنية الأمازيغية، المنظم بالبويرة عام ,1998 وهما مناسبتين كان لهما الفضل في تقريب الفرقة من الجمهور أكثر ونيلها تشريف لجان التحكيم، حيث حصدت مراتب مشرفة، كما كان للفرقة أيضا وقفة تضامنية عام 2004 ببلدية الجزائر الوسطى مع الشعب الصحراوي في نضاله من أجل تقرير المصير·
تتشكل فرقة أمدوكال'' للعلم هو إسم بربري يقصد به الأحباب'' أساسا من سبعة أفراد، نشاهدهم في غالبية حفلاتهم ببزة سوداء تقليدية، يستخدمون الكثير من الآلات الموسيقية التي تمزج بين المعاصرة والفلكلورية على غرار البانجو، الكمان، القيثارة والدربوكة التي يوظفونها غالبا لخلق إيقاع محلي· بحكم موقعها الجغرافي في المحور الفاصل بين الأجناس العربية والأجناس الترفية، نلاحظ بقوة تأثر الفرقة بالطابع الموسيقي للرجال الزرق، مع العلم بأنها تكن كثيرا من التقدير لفرقة أهل الليل، التي بحسب عبد الرحمن زهار، رئيس فرقة أمدوكال، تعتبر المنهل الحقيقي لكل الفرق الموسيقية بالجنوب عموما وبتيميمون خصوصا·
:1984 تأسيس الفرقة
:1997 المشاركة في المهرجان الأول للأغنية الأمازيغية
:1998 نيل المرتبة الثانية في المهرجان الثاني للأغنية الأمازيغية
:2004 المشاركة في حفل تضامني مع الشعب الصحراوي·