السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلماتٌ طيبة أنقلها لكم عسى أن يكون لها مكانٌ في قلوبكم...
يقول تعالى : "وَلَا
تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ
أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ
وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)" "فصلت"
ذات يوم كنت متوجهاً للمطار مع صاحب
التاكسي"الإجرة". وبينما كنا نسير في الطريق وكان سائق التاكسي ملتزما
بمساره الصحيح... انطلقت سيارة من موقف سيارات بجانب الطريق بشكل مفاجئ
أمامنا.
وبسرعة ضغط سائق الإجرة بقوة على الفرامل، وكاد أن يصدم بتلك السيارة .
الغريب في الموقف أن سائق السيارة الأخرى "الأحمق" أدار رأسه نحونا وانطلق بالصراخ والشتائم تجاهنا .
فما كان من سائق التاكسي الا أن كظم غيظه ولوح له بالإعذار والإبتسامه !!!. { خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ }.
استغربت من فعله وسألته: لماذا تعتذر منه وهو المخطيء ؟ هذا الرجل كاد ان يتسبب لنا في حادث صدام ؟
هنا لقنني سائق التاكسي درساً، أصبحت أسميه فيما بعد: قاعدة شاحنة النفايات
قال: كثير من الناس مثل شاحنة النفايات، تدور في الأنحاء محملة بأكوام
النفايات " المشاكل بأنواعها ، الإحباط، الغضب، وخيبة الأمل" وعندما تتراكم
هذه النفايات داخلهم، يحتاجون إلى إفراغها في أي مكان قريب ، فلا تجعل من
نفسك مكبا للنفايات . لا تأخذ الأمر بشكل شخصي، فقط ابتسم وتجاوز الموقف
ثم انطلق في طريقك ، وادع أن الله يهديهم ويفرج كربهم. يقول صلى الله
عليه وسلم : (( مَنْ كَظَمَ غَيظاً ،
وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أنْ يُنْفِذَهُ ، دَعَاهُ اللهُ سُبحَانَهُ
وَتَعَالى عَلَى رُؤُوسِ الخَلائِقِ يَومَ القِيامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ
مِنَ الحُورِ العِينِ مَا شَاءَ )) رواه أَبو داود والترمذي
وليكن في ذلك عبرة لك واحذر أن تكون مثل هذه الفئة من الناس تجمع النفايات وتلقيها على أشخاص آخرين في العمل، البيت ، أو في الطريق.
يقول أحد الحكماء كنت اسير في الطريق ولسبب ما قال لي رجل يا حـمار فابتسمت لأن الله خلقني انسان وهو يراني حمار فلم اكترث لما قال.
أما بالنسبة لكم فحافظوا على أنفسكم في مزاج حسن و استمتعوا بيومكم بل
بأيامكم جميعها مهما صادفتم من سلوكيات غريبة و غير مبررة ممن حولكم.
دمتم بحفظ الله ورعايته
منقول