عمر صخري يؤرخ لجبهة التحرير الوطني وجيشها بنكهة مصالية
لعلي لا أجافي الحقيقة إذا ما قلت بأن أهم المعلومات والحقائق التاريخية كانت متضمنة في روح الأسئلة التي طرحها الأستاذ (وهو الملم بهذا الشأن) وأراد الرائد عمر صخري أن يطمسها تارة بالتجني على المجاهدين وتارة أخرى بتحريفها وتلفيقها وفق ما يخدم توجهه أثناء الثورة التحريرية المجيدة ، ويحفظ مركزه كقيادي يرجع إليه الأمر وحده في الحديث عن تاريخ الولاية السادسة ، فهو وحده كل الجنود وهو وحده كل الفدائيين وهو وحده كل المسبلين وهو وحده كل المواطنين ، وهو كل شيء في كل شيء ، صنع أحداث الثورة وشارك في كل كبيرة وصغيرة ، في أي وقت حدثت وعلى أي بقعة وقعت ، ولا يسمح لأي كان بالحديث عنها إلا في حدود ما يراه هو صوابا وحقيقة .
ولعل الأستاذ الكريم حين فضل أن يطرح أسئلته على خلفية (صب الماء يظهر المتخوم) إنما أراد أن يوضح معالم صورة من قلبه مع ... وسيفه .....
ولكي تزداد معالم هذه الصور وضوحا وطنت نفسي على الخوض في بعض محاور موضوع الحوار
دون بعضها رغم أهميتها ( سأتناولها في مقام آخر إذا اقتضت الضرورة ذلك) ولتكن بدايتي ب:
يا حضرة الرائد :
إذا كانت قضية المجاهدين المزيفين مجرد زوبعة في فنجان تهدف إلى تقزيم الشعب الجزائري وتمس بمجد الثورة من خلال التشكيك في عدد المجاهدين والتشكيك في إطارات الدولة وتدخل في صميم مهام دفعة دوغول .. فما تعليق السيد الرائد على العملية التي شنه هو بنفسه منذ سنة 2001 وتم بموجبها سحب الإعترافات من المئات من الشهداء والمجاهدين ، وأعد قوائم مماثلة تشمل أسماء العديد من المجاهدين والشهداء المهددين على يده بذات الإجراء ؟! ومن أي مشرب يصب تطاول الرائد على سي بومدين و سي شابو وسي ابن شريف وسي الصالح زعموم وسي مصطفى بن عمر وسي محمد صايكي وسي لزهاري ، وسي بوقبة، والتشكيك في جهادهم وهم من أكبر إطارات الدولة..؟ !وهل يسمح لنا الرائد على ضوء هذه المفاتيح التي زودنا بها أن نصنفه من دفعة دوغول .. ونحن نعلم أنه يقف على الضفة الأخرى منها...؟ !
ياسيدي لما التجني على بن شريف ؟ ! فهو ماكان بحاجة إلى تزكيتكم التي تزعمون أنه طلبها منكم ليكون على رأس الولاية4، فمن قلده رتبة عقيد هو نفسه من قلد شعباني ذات الرتبة .. ولولا معارضة الولاية الثالثة و الرابعة لما أجبرت هيئة الأركان على المقايضة ، ولما كان كل منهما عقيدا ولا أنت رائدا .. وأنتم تعرفون أن رتبة شعباني التي بقي ملتزما بها في معاملاته وكل إمضاءاته إلى غاية صائفة 1962هي ضابط ثاني مسؤول منطقة فقط ، فلم يكن رائدا ولا عقيدا..
يا حضرة الرائد،
لا يحسبك أحد من القراء أكثر دراية من المجاهدين بأنفسهم ، فاحد المشكك فيهم من طرف بن شريف يقول بعضلة لسانه ويشهد على نفسه بأنه كان من رجال الشيخ زيان في عدة محطات.. والعديد من المؤرخين يرون أن الشيخ زيان مصالي وقائد جيش تحرير الشعب الجزائري التابع MNA وليس جيش التحرير الوطني ALN التابع لجبهة التحرير الوطني FLN .. وبن شريف لم يقل أكثر من هذا .. و المصاليين يتعمدون دوما تشبيه تسمية جيشهم بتسمية جيش جبهة التحرير الوطني لتضليل الشعب الجزائري الذي بات يتداول تسمية جيش التحرير فقط لسهولة نطقها، كما أنت فاعل اليوم .. فلم تذكر جبهة التحرير الوطني على إمتداد أكثر من 10سنوات سردتها في 10 صفحات من الورق (21/29) على جريدة صوت الأحرار.. فهل مازلت جبهة التحرير الوطني في نظركم مجرد بيان وزع ليلة 01 نوفمبر1954 وانتهت ؟!
يا حضرة الرائد ،
ما حملك على قول أن بوضياف هو من عرض على الشيخ زيان المشاركة في الثورة قبيل إندلاعها ،ومع أن لا علاقة سابقة تربط بينها فقد طلب منه أن يأتيه ببينة من بن مهيدي ..
فالأجدر أن يكون عرض الإنضمام هذا من بن بولعيد ، خاصة وأنه أب الثورة والمكلف بالإعداد لها وكان على إتصال دائم ومستمر-لأجل التعبئة وشراء الأسلحة - بمنطقة الصحراء ورجالها ممن يعرفون الشيخ زيان ، ولا نتصور أن يكون بن بولعيد على غير علم بالنشاط السياسي الشباني الكبير للشيخ زيان وقد كانا معا تحت مظلة حركة انتصار الحريات MTLD
ولو توسم فيه خيرا للجبهة لما تردد في ضمه ، ولو كان الشيخ زيان قد ندم فعلا على عدم تلبية دعوة بوضياف - كما تزعم- لمشاركة جبهة التحرير في ثورتها ضد فرنسا لما أرسل أول دفعة تمكن من تجنيدها ،إلى الشمال في نوفمبر 1955 (وليس ديسمبر1955 كما قلت). في حين أن جيش جبهة التحرير الوطني وصل المنطقة قادما من الأوراس في جوان 1955 أي بأكثر من 04 أشهر قبل إرسال هذه الدفعة وبشهرين قبل أن يطلق سراحه في أوت 1955 وليت الأمر توقف على هذه الدفعة التي رجعت مدعمة ب17جندي من MNA من بينهم العربي القبايلي ولم تتبعها الدفعات الأخرى
يا حضرة الرائد ،
إنه لإستخفاف منكم بعقل القاريء حين تنفون العلاقة المباشرة (الجسدية) بين الرجلين (زيان وبلونيس) في مدخل جوابكم ، وعلى مسافة سطري تمييع لحقيقة بلونيس (كمخرج نجدة) تؤكدون علاقتهما الإدارية بواسطة المراسلات وتقديم المساعدات ، تحديد إقليم النشاط والتعاطف معه ضد القبايل الذين إضطهدوه حتى وإن كانوا من جيش جبهة التحرير الوطني ،( الرسالة بعثها بلونيس في وسط جوان 1956وليس أواخر1956 كما قلت) وقد كنت حاضرا حين قرأها الشيخ زيان على مسامعكم .. حينها كان بلونيس مقهورا من طرف جنود جيش جبهة التحرير الوطني الولاية الرابعة الذين قتلوا وأسروا معظم جنوده بحيث أن من نجوا معه لم يتجاوزوا 15 جنديا فقط.. وقد أمرت الإدارة المركزية ل MNA الشيخ زيان بدعم بلونيس بمجموعة من المجندين مزودة بكل ما تحتاج من مأكل وملبس وهو ما تم بالفعل إذ أرسل إليه كتيبتين مسلحتين بأسلحة من بقايا الحرب العالمية وبنادق صيد قديمة إستبدلها لهم بلونيس بسلاح جديد ومتطور..
يا حضرة الرائد
فجبهة التحرير الوطني ، أو مفجروا الثورة (كما تفضل نطقه) ، لم تترك الصحراء دون هليكلة وما أرادتها منطقة هادئة لتعهدها بالسلاح والمؤونة .. بل ألحقتها في شقها الشرقي بالولاية الاولى وفي شقها الغربي بالولاية الخامسة.
وإنه لخرف أن تنسب لقادة جبهة التحرير الوطني تعليمات أعطتها MNA للشيخ زيان تصب في سياق تجسيد مشاريع OCRS التي أنشأتها فرنسا لجعل الصحراء (عمالة الواحات مصدر البترول) منطقة هادئة مطوقة بجيش له قيادة محلية يتولى مهمة التصدي لزحف جيش جبهة التحرير الوطني عليها ونقل عدوى الثورة إليها ، مع إلزام الجنود بعدم مواجهة فرنسا ، بديل أنه خلال فترة قيادة الشيخ زيان لم تنشب أية معركة بالصحراء مع فرنسا باستثناء بعض الإشتباكات مع اللفيف الأجني أو عمليات السطو لنهب الأسلحة وقد جرت كلها بعيدا عن الصحراء.
وبعد أن توفى الشيخ زيان ودب الخلاف بشأن خلافته في صفوف المصاليين بين جماعة محمد بن الهادي وجماعة بلونيس المدعوم في بداية الأمر من فرنسا التي سعت إلى إقناعهم بأهليته لخلافة الشيخ زيان فساءت علاقتهم بها ( قد نتناول هذا الخلاف وتداعيات في مناسبة أخرى) ، تلقى جيش جبهة التحرير الوطني الولاية الخامسة معلومات من عيونه بالجهة تفيد بوجود جيش يحرض المواطنين ضد الجبهة ويتهمها بالخبث والشيوعية والخروج عن الشرع وطاعة الزعيم مصالي فما كان من الأمر إلا أن تنقلت في بداية أفريل 1957 كتيبتان إلى منطقة تقرسان غرب الجلفة 30كلم أين إلتقت بكتيبة عبد الرحمن بلهادي ( ليس عمر ادريس كما قلت انت) ـ الذي تم اعتقاله في ريشات السبيعين وسجن بالأغواط ـ وتولى قيادتها من بعده أخوه محمد بن الهادي
الهارب من عين الملح ، فقامتا بمحاصرتها وتجريدها من السلاح واقتيادها إلى قعدة القمامتة 120كلم غرب تقرسان أين تم حبسها، وبعد محاولة يائسة لتحريرها بالقوة من طرف جيش مفتاح ،لم يجد المصاليين بدا من الليونة ومحاولة التفاوض ،فاستغلوا شخصيات لها سمعتها الطيبة عند جيش جبهة التحرير الوطني ، ولم يوفق الوفد الأول بقيادة سي أحميدة في مهمته فعرض الأمر على سي أعمر فقبل بشرط أن يتخلى المصاليون على موقفهم المعادي لجيش جبهة التحرير الوطني وينضمّوا للثورة تحت لوائه.
وعلى أساس هذا الإتفاق تنقل سي أعمر في 05/05/1957 إلى القعدة أين إلتقى سي لطفي الوافد إليها لإستطلاع أمر الكتيبة المحتجزة ، فعقدا لقاء ضم مجموعة كبيرة من جنود الولاية الخامسة وبعض الأعيان ، تم خلاله الإتفاق على جملة من النقاط
ـ اطلاق سراح المحتجزين وانضواء المصاليين تحت لواء جبهة التحرير الوطني .
ـ تجريد كل القياديين المصاليين من رتبهم .
ـ تشكيل وفد مشترك تنقل إلى قعيقع عقد بها إجتماعا ثان مع مجموعة كبيرة من الجنود المصاليين شرحت لهم النقاط التي تم الإتفاق عليها ، وقد أثارت نقطة تجريد القياديين المصاليين من رتبهم حفيظة بعضهم (سي الحاج ، سي سالم ، سي معاش .....الخ) فكان جزاؤهم التكبيل ومحاولة إعدامهم لكن سي لطفي كان لطيفا معهم فحولهم إلى وجدة بالمغرب لعرض أمر إعدامهم على بوصوف بصفته قائدة الولاية الخامسة ، وكان سي أعمر ادريس حريصا على حياة هؤلاء فاضطر إلى اللحاق بهم بالمغرب ،بعد أن ترك مكانه العربي القبايلي وحاشي عبد الرحمن ، واستطاع سي أعمر أن يقنع بوصوف بالعدول عن الإعدام و الإكتفاء بسجنهم .
وبهذه المناسبة يستغل العربي القبايلي فرصة وجوده على رأس القيادة وبعد أن جس نبضهم بشأن الإتفاقية التي تمت مع جبهة التحرير الوطني والمعروفة باتفاقية الصلح والانضمام، وتأكده من عدم إقتناعهم به وأنهم قبلوا به فقط
لتخليص الكتيبة المحتجزة ، وأن ولاءهم للمصالية ثابت لا يتزعزع ، بعدها أشاع أن جبهة التحرير الوطني أعدمت القادة المحولين للمحاكمة بالمغرب والحقت بهم سي أعمر ومرافقيه وأن الأمر يقتضي عقد إجتماع طارئ لاختيار خليفة الشيخ زيان والإعداد للإنتقام للقادة من جبهة التحرير الوطني فاستجابوا بحماس لهذه الدعوة وحضروا الإجتماع ، وبعد أن الهب حقدهم على جبهة التحرير الوطني عرض عليهم تزكية بلونيس لخلافة الشيخ زيان فقابلوا اقتراحه برفض عنيف ولما لم تكن محاولة تليين موقفهم مجدية أمر باعتقالهم وسجنهم وأشاع بين جنودهم أنهم يرفضون محاربة جبهة التحرير الوطني وبهذا ضمن ولاءهم وقبولهم أن يكون بلونيس قائدهم .
وما إن تولى بلونيس في جوان 1957 القيادة ، لم يعدم المسؤولين المحبوسين الرافضين له حفاظا على ولاء جنودهم له ، وخوفا من ردة فعلهم أظهر تسامحا كبيرا مع كل توسط لهم الأعيان شريطة ضمان ولاءهم له فاطلق سراحهم وأدمجوا في وحدات جيشه ، ولم يبق في الاعتقال إلا القيادة صعبة المراس والتي أزعجته بمحاولات الفرار والتخطيط للانقلاب فلم يجد بدا من أعدامهم في الزباش (بتقرسان) . هكذا إذا الجيش الذي أوهم سي أعمر بأنه قائده ينضم أغلبه إلى بلونيس ويتمرد بعضه على سي أعمر وعلى بلونيس ليشكل مايسمى ب بلهاديست ممن يرون محمد بلهادي الناجي الوحيد من الإعدام مؤهلا لخلافة الشيخ زيان . وتحتدم المواجهة بين الفريقين وتسود لغة السلاح والاقتتال ويصبح جيش تحرير الشعب الجزائري التابع MNA المصالية ثلاثة أجنحة :
- جناح بلونيس (ينقسم بعد تمرد بلونيس على فرنسا إلى جناح مفتاح وجناح بلونيس)
ـ جناح بلهاديست (الزيانيين) انضم إليهم جناح مفتاح المنشق على بلونيس
-جناح الحواس الذي كان في هذه الأثناء يواجه حكم الإعدام في الأوراس بتهمة المصالية.
وأنت يا حضرة الرائد
حين تتشدق بأن الكتيبة كانت تحت قيادة سي أعمر بالقعدة فترك محمد بلهادي على رأسها وأمره أن يسلم المنطقة لجنود الولاية الخامسة فور وصولهم ، فاذا كان الأمر كذلك فما الداعي إلى تسليم السلاح ؟ فالموقف لا يحتاج أكثر من توديع جنود الولاية الخامسة حين وصولهم والعودة إلى الصحراء ، ثم ما حمل سي أعمر على الإتصال ب سي لطفي والتنقل إلى المغرب وإنشاء منطقة 9
أكيد أنك تجهل هذه المنطقة ولم تزرها قط لاخلال الثورة ولا بعدها ، ويقينا أنك لم تشهد الوقائع ولم تكن قريبا منها ، وأن ما رويته تحريف لما تناهى إلى مسامعكم بالتواتر، وإلا كيف تلحق جغرافيا منطقة تقرسان بقعدة القمامتة ؟ والمسافة بينهما أكثر من 120كلم . وكيف لك أن تجعل من اللا مشكل ( حسب روايتك أن سي عمر أمر محمد بلهادي بتسليم المنطقة للولاية5) سببا لتنقل سي أعمر إلى المغرب وإنشاء المنطقة التاسعة 9 من الولاية الخامسة على المنطقة محل الخلاف (الجلفة والأغواط) فلو كان الخلاف نظاميا فعلا لتمت معالجته مع العقيد علي ملاح بصفته قائد الولاية السادسة وليس سي أعمر ادريس ، ولو كان الخلاف متعلقا بتبعية منطقة بعينها لما اضطر سي أعمر للإنضمام إلى الولاية الخامسة وتعيينه من طرف بوصوف على رأس المنطقة التاسعة9 وتزويده بكتيبتين من جيشها. وإنه لمن السذاجة أن تحاول إيهامنا بأن الخلاف كان على منطقة جغرافية ، فحقيقة الأمر أن المنطقة9 من الولاية5 و المنطقة4 من الولاية4 جاءتا لتعويض غياب جبهة التحرير الوطني بالصحراء وشمالها أين تمركز المصاليين ( بلهاديست وبلونيست الأخوة الأعداء وحواسيست ) وأحكموا سيطرتهم خاصة بعد أن تمكنوا من إغتيال العقيد علي ملاح الذي سعى لهيكلة الولاية 6 بعد تعيينه على رأسها ولم يتمكن من دخول إقليمها.
يا حضرة الرائد ،
حين تقول أن لزهاري بلغ الولاية4 بأن أتباع الشيخ زيان مصاليين ، فأرسلته إلى العقيد لطفي وهو بدوره أرسله كديل كتيبة إلى القعدة فهل يحتاج تبليغ هذا الخبر إلى تتنقل كتيبة بكاملها إلى القعدة ؟ وهل تحتاج أيضا كتيبة من الولاية5 إلى أن يكون دليلها على إقليمها جندي من الولاية6 ؟
إذا كان لزهاري هو من أوحى بأن جيش الشيخ زيان مصاليون فهل هو أيضا من أوحى ؟: ـ
- إلى عبان رمضان في فيفري 1956 حين أرسل إلى الأوراس امرا باعدام كل من له علاقة بالمصاليين دون محاكمة.
- إلى قيادة الصومام لتكلف عبد الرحمن ميرة بالزحف على الصحراء والحضنة في سبتمبر1956.
- إلى اوعمران وسي ملاح بان جنودهما ال 35 الذين ارسلاهم في 22/10/1956 الى الصحراء قد اعدمهم المصاليين.
- إلى سي بوقرة حين كلف المنطقة4 بملاحقة المصاليين بشمال الصحراء.
- إلى جيش الأوراس حين قيد الحواس في افريل 57 وكاد يعدمه بتهمة المصالية.
- إلى افواج جيش جبهة التحرير الوطني بمغادرة الصحراء والعودة من حيث أتت.
- إلى سي عبد الغني بأن بن جلول وشداد مناوئان للثورة .
- إلى سي أعمر ببسط نفوذ المنطقة9 من الولاية5 ليمتد إلى حدود مسيلة وبسكرة ، وبملاحقة المصاليين في مقر تمركزهم بالصحراء وشمالها ابتداء من سبتمبر1957
ياحضرة الرائد
إن ما رآه لزهاري من الشيخ زيان وجنوده يبعث على الريبة خاصة وأن :
- العربي القبايلي أسر له سنة 1956 بأنه أرسل إلى الصحراء للإلتحاق بجيش الشيخ زيان الذي يقاتل تحت راية مصالي.
- الشيخ زيان وبّخهم على حرق حافلة وقتل فرنسيون حاولو الفرار
- القيادة (الإدارة ) تتعامل مع أشخاص متأكد من خيانتهم وعمالتهم وبعد أن كشف ذلك للعربي القبايلي الذي لم ينزعج ، بدا له أن الأمر مدبر وأن حياته في خطر، فلم يتردد لحظة في الهروب والإلتحاق بالقيادة الحقيقة للولاية6 التي تمركزت في إقليم الولاية4 ومنها أرسله سي ملاح ضمن كتيبة يقودها سي مصطفى بن عمر لجلب حصة الولاية6 من السلاح .
وختاما أود أن أعرف سر إنزعاج الرائد حين يلحق الشيخ زيان بالمصالية حتى وإن أجمعت كل المصادر بما فيها جنوده وأتباعه وعشيرته الأقربون بأنه مصالي حتى النخاع .