قال صلى الله علیه سلم: (لا یخلوّنّ أحدكم بامرأة إلا مع ذي محرم) متفق علیه.
لقد أثبتت التجارب والمشاهدات الواقعیة، أن اختلاط الرجال بالنساء یثیر في النفس الغریزة الجنسیة
بصورة تهدد كیان المجتمع ...
كما ذكر أحد العلماء الأمریكیین جورج بالوشي في كتاب الثورة الجنسیة .. وقال بأن الرئیس
الأمریكى الراحل كنیدى قد صرح عام ١٩٦٢ بأن مستقبل أمریكا في خطر لأن شبابها ما ئع منحل
غارق في الشهوات لا یقدر المسئولیة الملقاة على عاتقه وأن من بین كل سبعة شبان یتقدمون للتجنید
یوجد ستة غیر صالحین لأن الشهوات التي أغرقوا فیها أفسدت لیاقتهم الطبیة والنفسیة ...
ونتیجة للاختلاط الكائن بین الطلاب والطالبات في المدارس والجامعات ذكرت جریدة لبنانیة: أن
الطالبة في المدرسة والجامعة لا تفكر إلا بعواطفها والوسائل التي تتجاوب مع هذه العاطفة .. وأن
أكثر من ستین في المائة من الطالبات سقطن في الامتحانات، وتعود أسباب الفشل إلى أنهن یفكرن
في الجنس أكثر من دروسهن وحتى مستقبلهن ..
وهذا مصداق لما یذهب إلیه الدكتور ألكس كارلیل إذ یقول: عندما تتحرك الغریزة الجنسیة لدى
الإنسان تفرز نوعا من المادة التي تتسرب في الدم إلى دماغه وتخدره فلا یعود قادرا على التفكیر
الصافي .. ولذا فدعاة الاختلاط لا تسوقهم عقولهم، وإنما تسوقهم شهواتهم،
وهم یبتعدون عن الاعتبار بما وصلت إلیه الشعوب التي تبیح الاختلاط والتحرر في العلاقات
الاجتماعیة بین الرجل والمرأة .. من ذلك ما أورده تقریر لجنة الكونجرس الأمریكیة عن تحقیق
جرائم الأحداث، من أن أهم أسبابها الاختلاط بین الشباب من الجنسین بصورة كبیرة .. وغیر ذلك
من شواهد یومیة تقرر الحكمة العلمیة والعملیة للحدیث الشریف، مما یعد إطارا منهجیا في تحدید
مجالات العلاقات الاجتماعیة بوجه عام، وبین الرجل والمرأة بوجه خاص..
ثم إن الاختلاط من أعظم آثاره تلاشى الحیاء الذى یعتبر سیاجا لصیانة وعصمة المرأة بوجه خاص،
ویؤدى إلى انحرافات سلوكیة تبیح تقلید الغیر تحت شعار الحضریة والتحرر، ولقد ثبت من خلال
فحصكثیر من الجرائم الخلقیة أن الاختلاط المباح هو المسئول الأول عنها ..
وماذا یقول أنصار الاختلاط عن فضیحة وزیر الصناعة في إنجلترا مع سكرتیرته التي أشارت
إحدى الصحف إلیها بأنها تنتظر مولودا منه،
الغریب أن صحیفة التایمز البریطانیة قد أشارت إلى أن مارجریت تاتشر، قد لعبت دورا رئیسیا في
إقناع وزیر الصناعة باركنسون بعدم الزواج من سكرتیرته والاستمرار مع زوجته على أمل ألا
یحط زواجه من السكرتیرة من قدره ... وهذا الخبر یحمل في مضمونه أثر الاختلاط بین وزیر
وسكرتیرته بدون محرم ... هذا من ناحیة، من ناحیة أخرى یحمل عدم الاعتراف بما نجم عن هذا
الاختلاط، وهذا یعنى بصورة غیر مباشرة عدم الاعتراف بالاختلاط والاستمرار فیه.
فالاختلاط في عمومه یحمل من الآثار السیئة ما یجعل كثیرا من الدعاة المخلصین یدعون إلى
تنظیمة في إطار محدد یمنع شروره ... مما یعد رجوعا إلى الهدى النبوى الشریف منذ أربعة عشر
قرنا .
المصدر "الإعجاز العلمي في الإسلام السنة النبویة" لمحمد كامل عبد الصمد
PDF