تعيش الشقيقة ليبيا منذ 17 فيفري 2011حركة انقلاب ضد حكم معمر القذافي الذي يحكم البلاد منذ الفاتح من سبتمبر 1969 أي منذ 41 سنة.......والملاحظ عن هذه الحركة أنها تتخذ طابعا عسكريا أي ما يشبه التمرد او الحرب الاهلية وبغض النظر عن صحة وجهة نظر كل طرف وأيهما له الحق....فإني سأركز على التحدي الذي تواجهه الجزائر والاخطار المحدقة بها وكيفية التعامل مع هذه الازمة خاصة وان هناك من يستغل هذه الازمة من أجل الظغط على الجزائر ولي ذراعها.
أول شيئ نستعرض أطراف الازمة
1-داخليا
أ-الحكومة اللبيبة ممثلة في العقيد معمر القذافي وأبنائه وحاشيته وبعض القبائل الموالية له
ب-المجلس الوطني الانتقالي.وهو الجهة المعارضة المسلحة المطالبة بتنحي القذافي بشتى الوسائل
2-خارجيا
أ-مجلس الامن الذي أقر حظرا جويا على ليبيا
ب-الحلف الاطلسي او ما يسمى اختصارا الناتو..وهو الجهة المكلفة بتنفيذ الحظر وحماية المدنيين
هذه هي الاطراف الظاهرة والفاعلة حاليا وعلنا ولكن هناك اطرافا اخرى لها دور كبير ومحوري وأهمها مجلس التعاون الخليجي ولعل السبب في رأي هو ان الامراء الخليجيين لم يغفروا للقذافي تطاوله عليهم وإعتبار نفسه أرفع شانا منهم عندما خاطبهم مرة بقوله ان كنتم ملوكا فانا ملك ملوك افريقيا كما لاننسى المشادات الكلامية بينه وبين الملك السعودي عبد الله الثاني وكانت العربية السعودية قد اتهمت ليبيا بتنفيذ محاولة لاغتيال وزير الداخلية السعودي على مااذكر
وهناك الجامعة العربية التي لاحول ولا قوة لها بل هي مجرد اداه توجه الى حيث يشاء الكبار من الدول الغربية
وكل ما يعيننا من هذه التجاذبات موقف الخارجية الجزائرية من هذه الاحداث وكيف يتم إستغلال هذه الازمة من طرف بعض الاطراف للظغط على الجزائر ومحاولة جرها لمستنقع لا تجد له مخرجا واقصد بهذه الاطراف خاصة المغرب وفرنسا والولايات المتحدة الامريكية.
قد يقول قائل وكيف يتم ذلك ؟
أولا تتذكرون قضية المرتزقة التي اتهمت الجزائر بنقلهم الى ليبيا للقتال الى جانب العقيد.وقيل حينها ان الجزائر نقلت الالاف من ثوار البوليساريو عبر طائراتها العسكريةالى ليبيا.وانها تغاضت عن تنقل الطوارق ةتسللهم عبر الحدود الجزائرية الجنونبية المحاذية لليبيا.
لن نكون بحاجة الى ذكاء كبير لكي ندرك من هو صاحب هذه الشائعة المغرضة يكفي ان تذكر البوليساريو لتعرف أن الجارة الشقيقة المغرب وأقصد هنا القصر الملكي هو من روج لمثل هذه الشائعات والهدف واضح وهو تحقيق عدة مصالح بضربة واحدة أولا ادراج البوليساريو كمنظمة ارهابية تروع المدنيين وتساند الديكتاتوريات
ثانيا-الظغط على الجزائر واحراجها دوليا من اجل القبول بمبادرة الحكم الذاتي المقترحة من طرف المملكة المغربية والتي تضعها البوليساريو كخيار مع تقرير المصير وليس بديلا له
ثالثا توريط النظام الجزائري مع المجموعة الدولية حتى يكون تحت الملاحظة والرقابة الشديدة
وقد اذهب بكم بعيدا فقبل تفجر الاحداث بقليل في ليبيا كانت طرابلس قد اعلنت انها فككت خلية مدعومة من القصر من الملكي هدفها زعزعة استقرار كلا من ليبيا والجزائر عن طريق دعم الامازيغ وتشجيعهم على المطالبة بالاستقلالهم وهدف القصر الملكي واضح جدا وهو خلق بلبلة في الجزائر وليبيا من اجل الكف عن دعم الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
هناك ايضا امريكا دخلت على الخط وطالبت الجزائر بفتح مجالها الجوي للناتو من اجل ضرب ليبيا انطلاقا من اراضينا والجزائر رفضت رفضا قاطعا باعتبار ذلك يمس سيادتها اولا وثانيا يناقض مبادئها باحترام سيادة الدول والشعوب .ولما رفضت الجزائر ذلك سارعت امريكا عبر وزارة خارجيتها الى القول ان خيار الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب هو الحل الامثل لحل قضية الصحراء الغربية.في محاولة لابتزاز الجزائر.
خلاصة القول ان الموقف الجزائري المتوازن وهو عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان واحترام سيادتها.وكذا اخترام خيار الشعوب هو الذي جعلها تقف موقف الحياد من الازمة الليبية.والحق يقال ان هذا الموقف فيه كثير من العقلانية لكن ضعف الديبلوماسية الجزائرية وعدم قدرتها على تبليغ رسالتها لبقية دول العالم هو الذي جعلها في موقف المتهم
واختتم كلامي بالمبدء المشهور عن سياستنا الخارجية((سياستنا واضحة وقليل لي يفهما