دائما كانت اللغة العربية من اجمل اللغات في العالم لقدرة حروفها وكلماتها على التعبير عن كل الحالات الانسانية التي يمكن ان يصادفها خلال حياته ... ثم ياتي بعد ذالك الشعر لقدرته ايضا على الوصف بطريقة رائعة وجميلة متخذا من ماقل ودل منهجا في هذا الوصف
ومن هنا يحضرني البيت الشعري القائل :
ملأى السنابل تنحني بتواضع ... و الفارغاتُ رؤوسُهن شوامخُ
هذا البيت الشعري وان كان يتحدث عن السنابل الملأى التي تنحني تواضعا امام هبوب الرياح بينما الفارغات منها ترتفع رؤوسها الى الأعلى .. الا انه يعبر بصدق عن الكثير من النماذج البشرية التي نصادفها في حياتنا اليومية .. حيث نجد ان كثيرا منها تتخذ من التواضع اسلوبا في التعامل عبر مختلف المواقف .. تعالج الامور بحكمة وروية .. تستمع للصغير قبل الكبير .. لاتقمع رايا مهما اختلف معها ..و لاتغتر بمنصب او جاه ..
بينما هناك نماذج ترتفع تكبرا ورؤوسها فارغة وهي تحسب نفسها انها افضل من كل من حولها .. متعجرفة .. متكبرة .. ليست لها قابلية للاستماع الى الاخر .. يعتقدون ان رايهم هو الصواب وان مادون ذالك خطأ وجرم عظيم .. يأولون كل فعل او راي او كلام الى انه ضدهم .. يقيسون كل شيء الى محدودية فكرهم وافكارهم وتجاربهم التي عاشوها .. واغلبها تكون تجارب سلبية .. !!
فمتى نكون مثل السنابل الملأى والمتواضعة خجلا وكبرياء ..؟؟
نسأل الله ان يجعلنا من المتواضعين الخاضعين لله عزوجل ولخلق الله