بالسم الله الرحمن الرحيم...........أما بعد
يترقب العالم بأسره في الشهر القادم رسميا إنفصال الجنوب السوداني عن شماله وبالتالي سيفقد العالم العربي والاسلامي جزء هام من أراضيه فمالذي أوصلنا وأوصل السودان إلى هذه المرحلة الخطيرة نعم خطيرة بكل المقاييس وعلى من تقع المسؤولية في ذلك وماهي عواقب هذا الانفصال؟
أن المتتبع للأحداث التي ادت الى هذا الانفصال يجد ان هناك أسباب ادت إلى ذلك منها أسباب عقائدية في إطار الصراع الحضاري بين الاسلام والمسيحية وإن كان البعض لا يركز على هذا السبب كثيرا. ثاني الاسباب هو مركزية الدولة وديكتاتورية النظام الذي حرم أطراف السودان من الثروة والعدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية ثالث هذه الاسباب هو ضعف الدولة في حد ذاتها فالدولة تقريبا غير متواجدة في بقع كثيرة من أراضيها نظرا لضعف الامكانيات فتركت تسيير شؤون هذه الاماكن للقبائل والمجالس العشائرية ودلالة ذلك وقوع نزاع بين قبائل المسيرية العربية وقبائل الدينكا الجنوبية حول الماء والكلأ ورابع الاسباب هو تدخل اطراف اجنبية في تشجيع وتدعيم الجنوبيين على الانفصال ونخص بالذكر دور الكيان الصهيوني الذي يريد تطويق العرب بكيانات تابعة له ولا يجهل احد أن الجنوب هو احد ممرات النيل وبالتالي فهو مصدر مهم للثروة المائية التي تفتقدها إسرائيل واغراض اخرى ليس هذا مجال ذكرها زائد الدور الاوغندي الذي دعم الجيش الجنوبي ووفر المأوى والاسلحة وإحتضن اللاجئيين ليس حبا فيهم ولكن مناكفة في الخرطوم لما بين النظاميين من مصالح متضاربة وخامس سبب هو غياب دور للدول الاسلامية والعربية خاصة منظمتي المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية .ومصرالجارة للسودان لم تحرك ساكنا رغم ثقلها في تلك المنطقة بل بالعكس سيرت خطوط جوية نحو الجنوب وأفتتحت ممثلية لها هناك دون إستشارة الخرطوم طبعا لسنا ضد ذلك لكن أليس بالامكان أفضل مما كان.؟ فترك السودان لقمة سائغة للمتلاعبين بمصيره.
كل هذه الاسباب اوصلتنا لنتيجة كارثية هي انشقاق الجنوب عن الشمال وليس هذا هو الخطير فقط بل إن الجنوب سيصبح دولة معادية بعلاقاته مع إسرائيل وارتمائه في حضن الغرب....إننا نتباكى على السودان ونحن من ضيعه كما ضيعنا اجزاءا أخرى لاتقل اهمية عنه وهي فلسطين الصومال والعراق وغيرهم.
نذكر أن الدولة الجزائرية عارضت هذا الانفصال وطالبت بوحدة السودان لكن هذا لا يكفي
أقتصر على ماذكرت خوفا من الاطالة ولان بقية القصة معروفة أكتب وقلبي يتفطر حزنا على السودان لكن لا ينفع الندم والبكاء. على الاقل وجب اخذ العبرة إن كنا نعي ذلك.