قال المخرج الجزائري الشهير محمد حازورلي، إن المخرجين الجزائريين قادرون على صناعة أفلام سينمائية عالية المستوى، إذا ما توفرت الإرادة السياسية ووضع الثقة في العنصر المحلي إخراجا.
يأتي ذلك في إشارة ضمنية لرفض التصريحات الأخيرة لوزيرة الثقافة خليدة تومي حول البحث عن مخرج عالمي من أجل تجسيد شخصية الأمير عبد القادر سينمائيا، وذلك في ردها على سؤال شفهي لنائب برلماني حول تأخر إنجاز الفيلم السينمائي لمؤسس الدولة الجزائرية.
وأوضح حازورلي "أن المواهب والمهارات الفنية لا يمكن استيرادها من الخارج تمثيلا وإنتاجا"، داعيا السلطات العليا إلى إنتاج مسلسل تاريخي يعرض في رمضان حول شخصية الأمير،بحسب صحيفة الشروق الجزائرية 28 يونيو/حزيران.
وفي الوقت نفسه، كسّر حازورلي قاعدة التبعية للآخر، وعقدة الخواجة من خلال عرضه للفيلم الوثائقي "حلم النسور" ضمن سلسلة الأعمال السينمائية المعروضة في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، مستعرضا حياة الأمير عبد القادر من جميع جوانبها السياسية والعسكرية والثقافية والدينية.
وتطرق الفيلم لأهم مراحل الأمير وتحديدا مرحلة الشباب؛ حيث استنطق المخرج حازورلي فنيّا أهم مواقف القائد الجزائري، متجنبا الغوص في الجانب التوثيقي والتأريخي، مستعينا بكوكبة من الممثلين الهواة الذين كشفوا على قدرات كبيرة في التمثيل السينمائي وبينهم الممثل الهاوي مصطفى حلفاوي الذي لعب دور الأمير عبد القادر.
وعن سبب اعتماده على الوجوه الجديدة لبطولة العمل، أشار حازورلي، عقب عرض الفيلم مساء أمس الأول، أن اختيار الوجوه الشابة جاء وفق معايير تقنية وفنية فرضها العرض السينمائي قبل أن يؤكد على أن دور شخصية الأمير الذي أسند لممثل شاب هو منح الفرصة لهؤلاء الشباب حتى يتمكنوا من إبراز قدراتهم.
وقد أثبت مخرج فليم "حلم النسور" على مدى 50 دقيقة -ومن خلال المشاهد السينمائية- أن السينما الجزائرية قادرة على الذهاب بعيدا في حالة ما إذا توفرت الشروط وإعادة الاعتبار للإخراج السينمائي المحلي.