و أقبلت ذكرى ..
من خلف أسوار الجنة تلتحف الحياء ُ
و ما ذكرى إلا حياء ُ
أقبلت ..
و على خديها نبع حنان
و بين عينيها تاهت سماء ُ
لا الأرض تحتمل ..
و لا المكان ..
و لا قبلها و لا الوراء
أقبلت ذكرى ..
و في قدومها فتح ٌ
أنهى العبودية الحمقاء ُ
مديلي ذراعيك يا ذكرى ..
فكم إشتقت لك
و لحظنك الدافئ العميق
و لشفتك الحمراء ُ
مديلي رموشك البربرية
فهما جسر العطاء ْ
من عين لعين أبكي الفراق
و القلب يعتصر دما ً
فكم بقيت فيا دماء ُ
أقبلت ذكرى ..
فنام كل شيء ..
البحار
الوديان
الطواويس و البلابل
و ما بقي سوى ببغاء ُ
بقي يردد بعشق
أحب ذكرى .. أحب ذكرى
و ما كل و لا غلبه العناء
يا أيتها السماء ُ
هل فيك نجمة بجمال ذكرى ..؟
و هل فيك قمرا بدره كذكرى
و هل فيك سحاب .. و مطر
يطفئ نار وحشة ذكرى ؟
لا أظن فيك سوى البكاء ُ
أقبلت ذكرى و لم تصل بعد ..
.. في محطة الغرام
منذ آلاف السنين
و أنا أنتظر قطار حبيبتي
علها تلوح بفلارتها الخضراء ُ
لا حزن و لا فرح
لا ضحك و لا بكاء ُ
اقبلت ذكرى ..
و ما أبعد حضنها
و صوت قدومها معزوفة في قلبي
لذا مازلت أنتظر ْ
و لن أبرح المكان حتى أسع المنادي يقول
فلان .. فلان ..
ها هي حبيبتك الحسناء ُ