من مواليد مدينة فالمة العام .1953 جميلة، أنيقة، مرحة ومحبة للآخرين، هي صفات تتحلى بها مضيفة الطيران، غنية حشوف، التي قضت 40 سنة في التحليق في السماء على معظم الثقافات وزارت جميع بلدان العالم.
تقول غنية: ''عشقت منذ صغري هذه المهنة.. درست ونجحت وأجريت تكوينا في هذا المجال، لتلتحق بشركة الخطوط الجوية الجزائرية، حيث كانت أول رحلة تقوم بها في سنة 1973 من الجزائر باتجاه ليون الفرنسية.''
التقيناها في مدينة سياتل الأمريكية أين كانت ضمن فريق الجوية الذي استلم طائرة بوينغ من نوع 737ـ 800 فاسترجعنا معها أهم المحطات في حياتها المهنية، تقول إنها ستبلغ عامها الستين في 2013 الذي سيحيلها على التقاعد، هي تأسف لمثل هذا، إلا أنها عادت وقالت إنه يجب أن تترك الفرص للأجيال القادمة لتحمل المشعل. وهي تقلب في دفاتر ذكرياتها، تحدثت السيدة حشوف عن تشرفها بالعمل مع رؤساء الجمهورية أمثال الشادلي بن جديد، والرئيس الراحل هواري بومدين. وعن هذا الأخير تروي غنية تفاصيل أول لقاء معه: ''لمست تواضعه وطيبته وحنكته كرجل سياسي يحسب له ألف حساب وصرامته في العمل حتى في أبسط الأشياء، كما أنه كان يشجع دائما المرأة الجزائرية ويدفع بها إلى الأمام''.
زوجي صانع نجاحي
عندما تتحدث غنية عن دعم الرجل للمرأة لا تنس زوجها الذي يعمل مهندسا بنفس الشركة، ولولاه لما استعبر الخطوط الجويةمرت في عملها كمضيفة فبعد زواجها، ووضعها لمولودها الأول، قررت المكوث بالبيت والتوقف عن العمل، إلا أن زوجها شجعها على العودة إلى عملها من جديد ودعمها معنويا، وساعدها في تربية أبنائها الثلاثة، وكان متفهما لطبيعة عملها الذي يجعلها دائمة الترحال. ''هو صنع نجاحي'' ولو أن كل رجل، حسبها، شجع زوجته مثلما فعل زوجها معها لقدمت نساء الجزائر الكثير.
اليوم تحضر ابنتها لخلافتها في منصبها حيث تحثها على الاجتهاد في الدراسة، ونصحتها بتعلم أكبر عدد من اللغات للتحكم في زمام الأمور جيدا، لأن مضيف الطائرة، حسبها، يتعامل مع كل الجنسيات، وعليه أن يكون مستعدا لمخاطبة وتقديم الخدمة للجميع. تقول غنية: ''زرت كل دول العالم، وتظل الصين من أجمل البلدان التي أعجبتني، لأنها دولة متطورة في كل المجالات؛ النظافة، التكنولوجيا، والمعاملة والابتكار''. وعن رسالتها لعاشقات هذه المهنة ترى غنية بأن ''يجعلن المعاملة الحسنة أساسا لعملهن، لأنها الطريق لكسب محبة الآخرين'