قررت تكملة مسيرة زوجها بعد وفاته
وهيبة تقتحم تجارة الأسماك وتنافس الرجال
لم تكن وهيبة تدري أن حبها للبحر وهي ابنة ''بوهارون'' مدينة البحر والأسماك، سيدفعها لتكون سيدة أعمال ناجحة في مجال استيراد وتصدير مختلف أنواع منتوجات البحر، لتلج بذلك عالما كان يحتكره الرجال، وتتفوق في مجال تجارة الأسماك والسر في ذلك إرادتها القوية ووفاؤها لذكرى زوجها المتوفي.
وهيبة لعيداني 44 سنة، أم لثلاثة أطفال، توفي زوجها سنة ,2003 وكان يملك شركة خاصة لتصدير منتوجات البحر. ومع بداية سنة 2004 قررت وهيبة حمل مشعل زوجها وفاء له وسعيا منها لضمان مستقبل أبنائها الثلاثة،
حيث شرعت في تسيير شؤون المؤسسة التي تصدر الجمبري وأخطبوط البحر إلى إسبانيا وإيطاليا بالنظر لأن معدل استهلاك هذه الأسماك في تلك البلدان يفوق بكثير معدل إنتاجها، فتضطر لاستيرادها من دول متوسطية.
ولم تكتفِ وهيبة باقتفاء أثر الزوج بل قررت خوض تجربة جديدة في مجال تجارة الأسماك، حيث كانت الأولى على مستوى الوطن في استيراد السردين من دول مجاورة كتونس وليبيا بتقنيات تبريد جد متطورة، بعد الأزمة الأخيرة التي شهدها السوق وأدت إلى ارتفاع سعر السردين إلى أكثر من 400 دج في بعض المناطق، حيث أضافت على سجلها التجاري نشاط الاستيراد بعد أن كان يقتصر على التصدير، كما شرعت في تسويق مأكولات جاهزة بمواد بحرية كسلطة البحار المشهورة. وصنعت وهيبة لنفسها مكانة هامة في السوق الوطنية والدولية، حيث تحظى بمعاملة طيبة وباحترام من كل المتعاملين في هذا المجال، علما أنها تحصلت على اعتماد من المجموعة الأوروبية لممارسة هذا النشاط.
وترفض وهيبة أن يكون لها منافسون أعداء في تجارتها، وإنما تعتبر كل منافسيها زملاء في العمل. وتقول إن سر نجاحها في هذا المجال، الذي عادة ما يحتكره الرجال، هو حسن معاملتها لزبنائها، وهي بصدد غرس هذه المبادئ في ابنها يوسفي عبد القادر نسيم، 21 سنة، الذي يطمح بدوره إلى حمل مشعل والده، حيث، ورغم صغر سنه، يشغل حاليا منصبا إداريا هاما في الشركة.