لإعلان عن إنشاء مجلس "كفيل اليتيم" بالجزائر
أعلن، الخميس،المدير التنفيذي لمرصد حقوق الطفل ميهوب ميهوبي، عن إنشاء مجلس »كفيل اليتيم« بالشراكة مع الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث التي أحيت اليوم العالمي لحقوق الطفل بعد أن لوحظ وجود عدد كبير من الأطفال اليتامى المحرومين والذين بلغ عددهم ـ حسب إحصائيات لوزارة التضامن ـ 250 ألف طفل يتيم.
وحسب »الفورام«، فإنه لا يمكن تحسين صحة الأطفال إلا بتطوير ظروفهم المعيشية، وهو ما دفعها إلى المبادرة بتنظيم برنامج التكفل باليتيم من دون إخراجهم من محيطهم المعيشي بل محاولة إعانتهم وهم بين ذويهم.
ويرتكز دور مجلس كفيل اليتيم في الإرشاد وإسداء النصائح والتوجيهات للوصول إلى أنجع السبل للتكفل باليتيم، بالإضافة إلى دور المراقبة في تسيير الأموال وترشيد صرفها.
وأوضح السيد ميهوبي في هذا الإطار، أن الإجراء يعد أول خطوة نحو السعي إلى التخلص من السياسة الظرفية والاعتماد على العمل الخيري المناسباتي وغير الدائم والمنظم. كما يعد مبادرة للتأسيس لخطط طويلة المدى هادفة وذات نتائج مفيدة، فاتحا الباب أمام الجميع للمساهمة في هذا العمل.
من جهته البروفيسور خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، كشف عن واقع أسود تعيشه الطفولة الجزائرية من خلال الأرقام التي استعرضها أثناء كلمته الافتتاحية. ورغم إقراره بانتزاع بعض المكتسبات على غرار قانون التوجيه المدرسي والمنحة المدرسية وبعض الخطوات الأخرى، إلا أن غياب قانون خاص وشامل يحمي الطفل يظل عائقا حقيقيا، فنحن ـ كما قال ـ »لازلنا نعمل بالاتفاقية الدولية لسنة 1989 وبعض القوانين المبعثرة ويصعب على غير المهني التعرف عليها«. ووصف السيد خياطي ملفات الطفولة بالثقيلة، فـ»الجزائر تسجل مابين 15 ألف إلى 20 ألف طفل مشرد ليس لديهم عائلات أغلبهم يتعاطى المخدرات ويمارس السرقة للعيش بالإضافة إلى آفات أخرى ينغمسون فيها بحكم وجودهم في الشارع«.
وعلى صعيد الحياة الاجتماعية دائما تسجل الجزائر أيضا 3 آلاف إلى 5 آلاف طفل لقيط سنويا ولا توجد أرقام دقيقة ولا منهجية معيّنة لردع الظاهرة أخلاقيا أو سياسيا وهو ما يفتح مجال التنبؤ بتضاعف الحالات الاجتماعية سواء بالنسبة للأمهات العازبات أو الأطفال غير الشرعيين الذين يواجهون صعوبات جمّة للالتحاق بالتمدرس والاندماج في الحياة الاجتماعية. وبالموازاة مع هذه الفئة، فإن الأطفال الذين يتعرضون إلى سوء المعاملة بلغ عددهم 20 ألف طفل سنويا، وهذا الواقع المرير والمريض أرّق الأطفال كثيرا وهو ما نستنتجه لدى معرفتنا أن 1250 محاولة انتحار أقدم عليها الأطفال في الفترة القليلة الماضية، كما تم تسجيل أزيد من 87 حالة اختطاف خلال السنة الماضية استنادا إلى أرقام مصالح الأمن والدرك، ما يتطلب الانتباه إلى التكفل بالجانب النفسي للطفل وهو الجانب المغيّب كثيرا، سواء من قبل الأسرة الجزائرية أو السياسة العامة سيما بالنسبة للأطفال المصدومين جرّاء الكوارث الطبيعية .