جيء لعبد الملك بن مروان برجل قد قامت عليه البيّنة بسرقة تقطع يده بسببها، فأمر بقطع يده، فأنشأ الرجل يقول:
يدي يا أمير المؤمنين أعيذهــــا *** بعفو من عـــتاد يشينهـــــــا
فلا خير في الدنيا ولا في نعيمها *** إذا ما شمال فارقتها يمينها
قال عبد الملك: هذا حدّ من حدود الله تعالى، ولابد من إقامته عليك.
فقالت أمّ له كبيرة السّن: يا أمير المؤمنين، حافظي، وكاسبي، وابني، وواحدي، فهبه لي.
فقال لها: بئس الحافظ، وبئس الكاسب كاسبك، لابدّ من إقامة الحد عليه.
فقالت: يا أمير المؤمنين، اجعله من ذنوبك التي تستغفر بها الله.
فقال: خلّوه، فأطلق سراحه.