مدينة مسعد ( الجلفة )
--------------------------------------------------------------------------------
الموقع الفلكي :
تقع بين خطي عرض 34.09 شمالا و خط طول 3.30 شرقا .
تقع مسعد جنوب ولاية الجلفة , وإذا نظرنا لها على أساس التقسيم الإداري , يحدها شمالا عين الإبل والمجبارة وغربا والجنوب الغربي يحدها دلدول وسد رحال ومن الجنوب قطارة وأم العظام ومن الشرق سلمانة . تبلغ مساحتها ( بلدية مسعد ) 13962 كلم , وبلغ عدد سكانها : 77754 نسمة وهي دائرة منذ 1974 .
التضاريس :
يغلب عليها الطابع الصحراوي , بها بعض المرتفعات من سلاسل الأطلس الصحراوي , وأهم هذه المرتفعات ( جبال بوكحيل ) ويمر بها بعض الأودية منها واد مسعد الذي يشق المدينة ويسمى عند العامة ( الحميضة ) وجنوبا واد جدي .
المناخ :
يسودها المناخ الصحراوي , وتأثيرات المناخ القاري , حيث تتميز بشتاء بارد قليل الأمطار , وصيف حار جاف
أما النبات فيتمثل في النباتات السهبية و الصحراوية مثل نبات الحلفاء و الشيح والنباتات الشوكية , إضافة إلى الأشجار المثمرة حول ضفاف واد مسعد , وتشتهر مسعد بإنتاج المشمش والرمان والخضر والفواكه , كما تشتهر بتربية المواشي ( أغنام , ماعز ) فهي منطقة رعوية بطبيعتها , ويقوم اقتصادها أيضا على الصناعات التقليدية منها ( البرنوس , والزرابي ) وتنتشر بعض الحرف الأخرى ( حدادة , نجارة , تجارة ) .
نمط المعيشة والبيئة :
ظروف الحياة والبيئة كانت مشابهة لظروف حياة العرب في العصر الجاهلي , خاصة في البادية فالمساكن كانت عبارة عن خيم منسوجة من الصوف والوبر بلون أحمر وأسود وهذا مايميز خيمة أولاد نائل عن باقي القبائل الاخرى , والمال عندهم أنعام ينتقلون بها تبعا للكلأ و الماء فيضربون خيمهم حيث يتيسر رزقهم , ذلك لأن عدد السكان كان قليلا , كما كانت أدوات العمل لديهم بدائية وهذا ما جعلهم يمارسون حياة الرعي و الترحال عبرمختلف العصور التاريخية .
وقساوة المنطقة وطبيعتها فرضت عليهم أن يغيروا نمط معيشتهم ويستقرون في المنطقة بتوزيع اقليمي معين أدى الى تشكل القرى والبلديات . مما جعل السكان يستقرون في المناطق الجافة والاراضي التي تتوفر على مياه جوفية
لممارسة النشاط الفلاحي وهو النشاط الممارس اليوم بالمنطقة .
نسب السكان :
ينحدر أصل السكان من جدهم نائل واسمه محمد بن عبدالله , ونائل لقبه من الالقاب المادحة , لانه أسم فاعل مشتق من نال , فهو نائل . زاصله من المغرب الاقصى وقد عثر على نسب محمد نائل في خزينة الاشراف بالمغرب ( فاس ) وعاش نائل فترة زمنية طويلة يالمغرب خلال خروج العرب من الاندلس بعد نكبة بني الاحمر
وكان نائل حاكما مهابا طموحا في اقليم الساقية الحمراء (1)
ويكون سيدي نائل من القرن العاشر الهجري وهو من السبعة المذابيح الذين امتحنهم شيخهم سيدي أحمد بن يوسف اذ قال لهم يوم عيد الاضحى اني أحتاج منكم سبعة رجال لأضحي بهم وكان قد أعد سبعة كباش , وقال لخادمه الموكل بذبح الكباش , كلما دخل عليك رجل من السبعة أذبح كبشا فيخرج دم الكبش ليوهم أن المذبوح هو الرجل , فلم يثبت لهذا الامتحان العظيم من أولئك التلاميذ الا سبعة منهم سيدي نائل , وهذه القصة متواترة ذكرها العدول والثقاة مثل الشيخ محمد بن أبي القاسم شيخ الطريقة الرحمانية , ولعل محمدا نائلا قد غير اسمه لاسباب تدعوا الى ذلك وهذا التغيير كثير الوقوع في تاريخ العرب في أوقات الفتن والاضطرابات .
ويعد وفاة الشيخ أحمد بن يوسف , أرتحل نائل وقصد الجزائر ومكث فيها لعدة سنوات ثم تحول الى الونشريس ونزل عند سيدي شعيب بن سيدي بوريد فتلقاه بالاكرام وأنزله خير منزل وأصهر له في ابنته , وطلب منه أن يعلم أولاده القرآن والفقه فذاع صيته لعشرين سنة وانتفع به خلق كثير .
لغة السكان :
لان اصل السكان واحد جعلهم يحافظون على لهجتهم , واللغة العامية هي المستخدمة فيما بينهم , فبالرغم من انشاء المدارس الفرنسية اثناء الاحتلال الفرنسي فان اقبال الناس عليها كان ضئيلا لتكون نسبة متعلمي الفرنسية ضعيفة جدا .
أما تعلم العربية فنجده متوفرا في الكتاب في القرى والمدن , وعلى هذا الاساس تكون لغة السكان المتداوالة بينهم هي ( الدارجة ) اللهجة العامية وهي لغتهم في الاسواق واغلبها عربية .
المعتقدات :
مع الاستعمار ظهرت بعض المعتقدات الخاطئة مثل الاعتقاد بالولاية و الاولياء و السحر , تصدى لها علماء المنطقة منهم الريس محمد وعبدالقادر بن أبراهيم وأحمد بن عطية .
التجمعات الشعبية :
يلعب السوق دورا في حياة السكان فهو ملتقى سكان القرى و البدو الرحل مع التجار والحرفيين وذلك لقضاء الحاجات في يوم محدد , حيث كان السوق ملتقى للتجار والحرفيين ومهن الطب الشعبي ورواة القصص والالعاب السحرية , فالسوق اضافة لكونه ظاهرة اقتصادية فهو ظاهرة ثقافية .وتمثل افراح الزواج والختان مناسبات لاجتماع الاقارب و الجيران للمشاركة في البهجة و الافراح حيث الاهازيج و المدائح والغناء , كما كانت العاب الفروسية في المواسم الدينية والوطنية حاضرة لتنال اعجاب السكان , ومنذ القديم ظهرت عادة التعاون الجماعي
والمتمثلة في ظاهرة ( التويزة ) في البناء والحصاد وعند النساء في صناعة المنسوجات التقليدية .
أصل التسمية :
يقال أن رجلا صالحا كانت له أبنة اسمها مسعد , ولما توفيت دفنها في المنطقة فسميت المنطقة باسمها , ويعتقد أن هذا الرجل كان من الفاتخين .
أقدم المعالم :
ـ أقدم مسجد : المسجد العتيق ( الراس )
ـ أقدم حي : حي البريد القديم .
ـ أول ابتدائية : الرايس محمد وأول مدير لها السيدة : بيريجي .
ـ أول اكمالية : الشايب التجاني .
ـ أول ثانوية : حاشي عبد الرحمان.
وفي الخاتم اتمنى ان يكون قد اعجبكم موضوعي