ضعف كبير في عدد المشتركين يبرره الفقر الزاحف والعزلة القاتلة
تسجل ولاية ورفلة ضعفا كبيرا في الربط بشبكة الانترنت خاصة في الوسط الريفي، كما يوازي هذا الوضع فوضى في فضاءات الانترنت تضع أغلبها خارج مجال المراقبة الأخلاقية والقانونية والجبائية.
تشير المعطيات التقريبية المتاحة في هذا المجال إلى عدم تجاوز عدد المرتبطين بشبكة الانترنت في ولاية ورفلة، سقف العشرة آلاف مشترك، وهو رقم يبدو ضعيفا جدا في هذا الوقت بمقارنته بإجمالي سكان الولاية الذي يتجاوز 600 ألف نسمة، وعند معرفة النسبة الهامة التي تشكّلها الهيئات العمومية والمؤسسات والشركات من إجمالي المشتركين، مما يعطي مؤشرا متواضعا جدا حول مستوى التغطية والاشتراك الفردي.
كما تشير معطيات أخرى إلى أن متوسط مستعملي الأنترنت يصل إلى نحو 25 ألفا، يجد أغلبهم فرصته في ذلك من خلال فضاءات وقاعات الانترنت المتاحة والتي يصل عددها ''الخام'' إلى نحو 100 قاعة، غير أن الملاحظة التي تقفز إلى الواجهة في هذا الشأن، هي حال الفوضى التي تبقى تطبع نشاط هذه القاعات والتي يفتقر أغلبها للسجلات أو التراخيص القانونية المنظمة لنشاطها كمؤسسات مصنفة، حيث لا يوجد إلا نحو 10 منها معتمدة، وهو وضع يضعها خارج دائرة المراقبة بمفهومها الأخلاقي والقانوني والجبائي.
ويلاحظ مهتمون بهذا الموضوع في ورفلة أنه وبالإضافة إلى حال الفقر الزاحف الذي تعاني منها المناطق الريفية في مختلف جهات الولاية، والتي تضع فكرة اقتناء حاسوب، والربط بالانترنت ـ إن وصل صداها إلى تلك المناطق ـ في ''خانة الترف العبثي'' وفي ذيل الاهتمامات، فإن العزلة وضعف التغطية بشبكة الهاتف الثابت الذي يبقى السبيل الشائع في عمليات الاشتراك في الانترنت، زادت بدورها في تضييق دائرة انتشار هذه الثقافة. كما تلعب ظاهرة كثرة انقطاعات خدمة الهاتف بسبب كثرة عمليات الحفر وتعرض الشبكات للتخريب من طرف عصابات سرقة الكوابل النحاسية التي نهبت سنة 2007 أكثر من 35 كلم من الشبكة وعزلت مئات المشتركين وكلّفت الشركة خسائر جسيمة، دورا سلبيا في كبح مساعي توسيع الخدمة وعدد المشتركين، وهو وضع يكرس أسباب التخلف الكبير المسجل في هذا المجال ويعرّض مع الوقت أطفال وشباب هذه المناطق المحرومة، خاصة في الوسط الريفي، أين تتمظهر كل صور العزلة والحرمان، وتنعدم كل وسائط التثقيف والاتصال الحديثة إلى ''عاهات'' معرفية خطيرة سيكون لها الأثر السلبي على نمو وتوازن شخصيتهم.