الطالب هو المحور الأهم في عملية التعليم/ التعلّم. وهو المركز الرئيس الذي يُسلَّط عليه الضوء. فالمناهج نفسها توضع من أجله، وتُطوَّر وتُحسَّن من أجله. ومهما كانت الفلسفة التي بُنيت عليها تلك المناهج، فإن أهدافها تنصبّ على النمو النفسي والعقلي والجسمي والعاطفي والاجتماعي للطالب، ليصبح في المستقبل لبنة خيّرة من لبنات مجتمعه، وعنصراً فعالاً نشطاً، قادراً على تحمّل المسؤوليات والأعباء التي ستُلقى على كاهله، متفاعلاً مع الأحداث التي تمر ّبه، مالكاً للمهارات الأساسية التي تساعده في حلّ المشكلات، مستعداً للتكيّف مع الظروف التي يعيشها، متيقظاً للمتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية، ومستجيباً لما تتطلبه تلك المتغيرات.
ولكي يساهم الطالب بدوره الفاعل ، يُتوقع منه:
1. أن يشارك في الأنشطة المدرسية المختلفة التي تساعده على تطوير قدراته وتحسين مهاراته. وأن ينبه معلمه إلى مواطن الضعف لديه، والأسلوب الذي يمكّنه من فهم المحتوى. فعمليّة التعليم/التعلم عملية نموّ متواصلة، تُبنى من خلالها الخبرات الجديدة للطالب على خبراته السابقة.
2. أن يتعلّم كيف يتعلّم بنفسه. وأن يحاول تقييم قدراته على الفهم. بهذا يقلّ اعتماده على معلمه من جهة، ويصبح قادراً على التعلُّم الذاتي المستقلّ الذي يبقى معه مدى الحياة وأن لا يتردّد في اللجوء إلى غيره إذا وجد أيّة صعوبة في ذلك.
3. أن يحدّد أهدافاً خاصة به يطمحُ إلى تحقيقها. فالطالب الذي يرغب في التعلّم يسهل تعليمه. وإذا طلب من معلمه استزادة في المعرفة، فإنه يرحب بذلك. إذ لا شيء يعدل عند المعلم الرغبة الأكيدة للتعلّم لدى تلاميذه. ومن أجل ذلك، يحسن بكل طالب أن يضع أهدافاً لمستقبله، وأن يحاول الوصول إلى تلك الأهداف. بهذا تظلّ درجة الدافعيّة للتعلّم عنده قوية وفعّالة.
4. أن يكون لطيفاً ومهذباً في التعامل مع مديره ومعلميه وزملائه.
5. أن لا يتردّد في طلب المساعدة من مربي صفه أو المرشد النفسي إذا واجهته أية مشكلة نفسية قد تؤثر على تحصيله العلمي في الصف.
6. أن يُكثر من المطالعة الحرّة أيّاً كان مصدرها. فهي تساعد على إثراء حصيلته اللغوية والمعرفية التي يحتاجها في حياته اليوميّة، والتي قد يفتقر إليها المنهاج نفسه.
7. أن يقتني دفتراً خاصاً به، يدوّن فيه كلّ ما يروقه من معلومات أو أشعار أو خواطر أو ملخصات كتب، أو مذكرات يومية.. الخ.
هذا الدفتر يتحوّل مع مرور الزمن إلى جزء حميم من المنهاج الذي يكون الطالب قد ساهم في وضعه بنفسه. وهو بالتالي لا يكون عزيزاً عليه فحسب، وإنما مالئاً الثغرة التي لم يتمكن واضعو ومطوّرو المناهج من ملئها، وهي تلبية حاجات الطلبة وميولهم ورغباتهم على اختلاف أمزجتهم وأذواقهم.