د. جاسم محمد الياقوت
ما أجمل أن يودع المسلمون شهر رمضان شهر الخير والبركات ويستقبلون يوم العيد بالفرحة والسرور .
يقولون العيد سعادة وفرحة
يقولون العيد جمعة ولمة
يقولون العيد تواصل ورحمة
يقولون العيد عيدية وإنسانية
يقولون العيد مشاعر حب وألفة
يقولون العيد محبة ومودة
نعـم عيـد الفطر المبارك هو أول أعياد المسلمين الذي يحتفل فيه الناس في أول يوم من أيام شهر شوال يأتي بعد صباح شهر رمضان ويكون أول يوم يفطر فيه المسلمون بعد صباح الشهر كله ولذلك (سمي بعيد الفطر ويحرم صيام هذا اليوم ويستمر العيد مدة ثلاثة أيام)
ويتميز عيد الفطر بأنه أخر يوم يمكن قبله رفع زكاه الفطر الواجبة على المسلمين ويؤدي المسلمون في صباح العيد بعد شروق الشمس بثلث ساعة تقريباً صلاة العيد ، ويلتقي الناس في العيد ويتبادلون التهاني ويزورون أهلهم وأقرباءهم ، وهذا ما يعرف بصلة الرحم . كما يكون هناك تبادل الزيارات بين الأصحاب والجيران ويعطفون على الفقراء ، ومن السنة وكما جرت العادة في كثير من البلدان الإسلامية ان يأكل المسلمون في العيد بعض التمرات قبل الخروج إلى الصلاة أو قطـعا مـن كـعـك الـعـيـد . . . ويقال عند التهنئة بالعيد : تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ، عيدكم مبارك ، وكل عام وانتم بخير ، عساكم من عواده ، كل سنة وانتم طيبون ، من العايدين .
وتتميز أعياد المسلمين عن غيرها من الأعياد بأنها قربة وطاعة لله وفيها تعظيم الله وذكره كالتكبير في العيدين وحضور الصلاة في جماعة وتوزيع زكاة الفطر مع إظهار الفرح والسرور على نعمة العيدين ونعمة إتمام الصيام في الفطر والمسلمون يتسامون بأعيادهم ويربطونها بأمجادهم ، ويتحقق في العيد البعد الروحي للدين الإسلامي ويكون للعيد من العموم والشمول ما يجعل الناس جميعاً يشاركون في تحقيق هذه المعاني واستشعار أثارها المباركة ومعايشة أحداث العيد كلما دار الزمن وتجدد العيد . فالعيد في الإسلام ليس ذكريات مضت أو مواقف خاصة بالعصماء أو الزعماء بل كل مسلم له بالعيد صلة وواقع متجدد على مدى الحياة . نعم في العيد تتجلى الكثير من معاني الإسلام الاجتماعية والإنسانية وفي العيد تتقارب القلوب على الود ويجتمع الناس بعد افتراق ويتصافون بعد كدر . وفي العيد تذكير بحق الضعفاء في المجتمع الإسلامي حتى تشمل الفرحة ، بالعيد كل بيت ، وتعم النعمة كل أسرة وهذا هو الهدف من تشريع صدقة الفطر في عيد الفطر فأيام العيد محل رحب واستثمار جيد لنشر بذور المحبة والاستقرار والأمن النفسي بين أفراد الأسرة ، من خلال الرحلات إلى الأماكن العامة والترفيهية للترويح عن الأسرة ونرى الأطفال يلعبون ويمرحون ، يلتفون حول أبائهم وأمهاتهم فرحين مسرورين يشاركونهم فرحة العيد ، فنرى الأماكن السياحية والترفيهية والشواطئ مكتظة بالاف الأسر مع أبنائهم يشاركونهم في اللهو والمرح ، مما يكون له الأثر الطيب على نفس هؤلاء الأبناء ، وبالتالي يستعيد الآباء والأمهات ذكريات الماضي ويحاولون بشكل أو بآخر استثمار تلك الأوقات وتجديد العلاقات وقضاء أيام فرحة ملؤها بالحب والحنان .
وأن هذه اللحظات والمناسبات السعيدة والأعياد تزيد من التواصل والتراحم وصفاء النفوس بين الأهل والأصدقاء وهذا أروع ما في العيد فرحة الناس ، وتناسي الأحزان والتسامح والمحبة التي تظهر على وجوه الصغار والكبار فرحة العيد لا تعادلها أي فرحة .