إلى إخواننا المسلمين المصابين والمكلومين والمظلومين في سوريا , اعلموا – ثبتكم الله- أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا , كما قال ذلك نبيكم صلى الله عليه وسلم , واعلموا أن الله تعالى ما ابتلاكم إلا ليغفر لكم , ويرفع درجاتكم , فإنه (من يرد الله به خيرا يصب منه ) كما صح به الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , وفي الحديث : إذا أحب الله قوما ابتلاهم , فالذي أريد أن أذكركم به هو أن تعتقدوا عن يقين لا شك فيه أن ما يحصل لكم من أمور فضيعة من قتل وغيره خير لكم كما قال صلى الله عليه وسلم : (عجبا لأمر المؤمن ؛ إن أمره كله خير , وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن , إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له , وإن أصابته ضراء صبر , فكان خيرا له) , وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا ، وإذا أراد الله بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة ) , فما يحصل لكم من بلاء عظيم هو خير لكم , لتمحص ذنوبكم , ويقوى صبركم , وتعودوا إلى الله , وتكثروا التضرع , كما قال تعالى : (فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ) , حتى إن المؤمن ليحمد الله على المصيبة , لما ترتب عليها من حصول زيادة الإيمان له , وذوق حلاوة المناجاة , والزهد في الدنيا والتوجه إلى الآخرة , وقوة التعلق بالله وحسن الظن به , وقد نزل بنبينا صلى الله عليه وسلم وعلى سائر النبيين قبله عليهم السلام ما لن يلحق أحد بعدهم ما لحق بهم , فصبروا واحتسبوا وعلموا أنه بما أنهم على طريق الإسلام أنه خير لهم وأن العاقبة لهم , والخزي على أعدائهم.