تعيش بعثة الأئمة الجزائريين بجامعة الأزهر الشريف بمصر، أوضاعا مزرية بسبب الإقصاء المبرمج من طرف هيئة التدريس، والإهانات المتكررة التي يتعرضون لها داخل الأقسام، من قبل إطارات ومسؤولي الأزهر، زيادة على تجميد منحهم من قبل وزارة التعليم العالي، رغم أن هذه المنح هي القيمة المالية الوحيدة التي يعيشون عليها في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها مصر، زيادة على الإقصاء والتهميش المبرمج الذي يعيشونه.
وحسب ممثلين عن مجموعة 45 إماما التي تم اختيارها شهر أكتوبر من السنة الفارطة لمواصلة دراستها وتكوينها، تحضيرا لشهادة الماجيستير والدكتوراه، بعد الإتفاقية المبرمة بين وزارة الشؤون الدينية الجزائرية وجامعة الأزهر، أين تم اختيار أئمة أساتذة من مختلف ولايات الوطن حسب الشهادات المحصل عليها في الجامعات الجزائرية، وذلك بغرض التكوين لمدة سنتين بمصر على مستوى جامعة الأزهر الشريف.
وزامن التحاق البعثة الأحداث التي شهدتها مصر، والثورة الشعبية التي أطاحت بالرئيس مبارك، وما أعقبها من تداعيات على كل المؤسسات بمصر، حيث راح الأئمة الجزائريون ضحايا تلك الأحداث، حيث رفض الأساتذة بالأزهر تكوين الجزائريين بحجة أن وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية تعاقدت مع النظام القديم ''نظام مبارك''، حسب ما جاء في تصريح الأئمة الذين فتحوا قلوبهم ارتأوا نقل معاناتهم عبر جريدة لـ''النهار''. وزيادة على ذلك أشار الأئمة إلى أنهم لم يتلقوا دروسهم داخل الحرم الجامعي بالأزهر، بل اقتصر على تسليمهم دروسا مطبوعة فقط، نتيجة إلى إقصاء كل الأئمة من النجاح في السنة الأولى، ما عدا 4 منهم، أين ظهر مشكل آخر إضافة لكل ذلك، أين تم إضافة ثلاث سنوات أخرى في مدة التكوين زيادة على السنتين اللتين تم الإتفاق بشأنهما بين وزارة الشؤون الدينية وجامعة الأزهر مسبقا. وقال الأئمة الذين تحدثوا إلى ''النهار'' أن المعاناة التي يعيشونها من قبل إطارات وأساتذة الأزهر، ثم أضيف إليها قرار وزارة التعليم العالي بتجميد المنح التي كانت تمنح لهم من قبلها، ليجد الأئمة أنفسهم أمام وضع غامض، حيث تجدر الإشارة إلى أنهم يقيمون في فنادق ومساكن مؤجرة ولا بد من دفع مستحقاتها، ويتنقلون بأموالهم الخاصة، الأمر الذي زاد الطين بلة أمام الأوضاع المزرية التي يعيشونها. ودفع ذلك بالأئمة إلى مراسلة سفير الجزائر بالقاهرة عبد القادر حجار وقدموا له تقريرا مفصلا عن وضعيتهم، حيث قام هذا الأخير بإرسال ذلك التقرير إلى وزارة الشؤون الدينية، من أجل إطلاعها على الوضعية المزرية التي يعيشها إطاراتها في مصر، إلا أن ذلك لم يلق أي رد واضح، مما جعلهم يطالبون بضرورة تحويلهم إلى جامعة القاهرة في أقرب الآجال، وإعادة صرف منحهم، إذ أن الآجال القانونية لمرحلة التحويل ستنتهي بعد أسبوع على الأكثر.
حجار لـ''النهار'': السفارة لم تتلق أية شكوى من قبل هؤلاء الأئمة
قال السفير الجزائري بالقهارة عبد القادر حجار، أنه لم يتلق أي تقرير بشأن الوضعية المزرية التي تحدث عنها الأئمة المتواجدون بجامع الأزهر، في إطار الإتفاقية المبرمة بين وزارة الشؤون الدينية وهذا الأخير، كما أنه لم يراسل الوزارة في هذا الشأن، وأن المشكلات المتداولة هي روتينية مع بداية كل سنة وبالنسبة إلى أغلب الطلبة والتي تتعلق بالمنحة والتحويلات.
وأضاف حجار في اتصال مع ''النهار'' أنه كان في عطلة ولم يتلق أي تقرير من هذا النوع، كما لم يتم إخطاره من طرف إطارات السفارة حول هذا الموضوع، مشيرا إلى أنه لم يستقبل أي طالب في هذا الشأن أو اتصال من طرفهم لعرض هذه القضية.
ومن جهتها، ''النهار'' حاولت الإتصال بوزارة الشؤون الدينية دون جدوى بغرض الإستفسار حول وضعية هؤلاء الأئمة الذين أكدوا تعرضهم لظروف قاهرة في مصر.
عن النهار