اثنين، ثلثاء وأربعاءْ
أيام كلّها سواءْ
هناك، هناك...أجساد سمراء كالبذار
ملقاة مشلّعة، تبحث عن بعض من أشلاءْ
تدوسها الأرجل، يلتهمها الرصيف المعتم
كلها هناك، هناك في فلسطين
بيت لحم يبكي كنيسة القيامة، والأقصى الأقصى ينادي
في غزة أطفال عراة، أمومة سوداءْ
عجز، وهن، نحيب ظلم وبكاء
وخبيثة وجوه الغزاة
حافية أقدام العدالة، صفراء، باهتة هزيلة
فكلنا طغاة، كلنا صلبناه ذات صباح
في تلك الزاوية هناك استمتعنا
ومارسنا شتى طقوس الضغينة
هناك، هناك في شوارع القدس وأزقته...
بين ضفة وقطاع حواء تنوح، تستجدي الإله
ولدموعها تنشقّ آلاف الهياكل
يرتمي والد، بحثاً عن وليد أضاعه
على أرصفة الأمم، بين أضلع التسويات
تحت أقدام مسخ الحضارة
وحش، بالأمس، اغتصب طفولة سمراءْ
هناك... في فلسطين أرض الأنبياء
وبعد... تأتيك أم مفجوعة تدفن رضيعها
تطمّ أنينها، تحفر جراحها، وترمي أمواتها، جثث الصغار
بالأمس كانت هديل وبعدها مريم وقبلها أحمد
وسلسلة طويلة وقافلة لا تنتهي
ووجوه ووجوه
ودموع أمهات
فويلكم من غضب التراب من أحداق الأطفال
ويلكم من آهات الأمهات وعويل الثكالى
ويلكم من غضب الإله!