لأزمة متواصلة والزبائن يطالبون بتبريرات للعجز المسجل
يشكل موضوع نقص السيولة وانعدامها أزمة حقيقية في جميع مكاتب البريد بورڤلة، فبالرغم من الانفراج الحاصل بولايات أخرى، إلا أن ذات المعضلة لازالت متواصلة بالولاية لأكثر من سنتين، كما أن العديد من زبائن البريد يطالبون بتبريرات فيما يخص العجز المسجل كونهم ملوا طوابير الإنتظار التي لا طائل منها، خاصة أن عيد الأضحى على الأبواب.
استغرب زبائن البريد بورڤلة أزمة السيولة التي لازالت متواصلة في مكاتب بريد الولاية في حين لم يعد للمشكل المذكور أثر بولايات الوطن الأخرى، وهو ما يدعو في نظرهم إلى إيجاد المبرر الذي يجعل من السيولة لا تسجل غيابا كاملا بالولايات الأخرى كالذي تسجله مكاتب البريد بولايتنا، يذكر أن المشكل نفسه مسجل في آلات السحب المتواجدة بمراكز البريد أو حتى المؤسسات المصرفية، ما دفع بالكثير إلى التنقل مسافات لولايات مجاورة حتى يتمكنوا من جلب أموالهم في ظل الإختفاء المتكرر لها أو تحديد سقف للأموال المسحوبة إن وجدت، ناهيك عن الضغط الكبير على البريد المركزي بوسط الولاية، والذي سببه تدفق زبائن البريد بالمناطق النائية التابعة للولاية الذين يضطرون إلى بلوغ مسافات للوصول إلى البريد، مشكلين طوابير طويلة قبل صلاة الفجر، فيما اعتبره البعض مرتبطا بالقائمين على المكاتب والذين لم يتمكنوا بعد من تجاوز الأزمة التي ظلت تؤرق المواطنين لمدة تقارب السنة أو البحث عن حلول نهائية لها. وتجدر الإشارة إلى أن الحديث يتكرر في كل مرة عن النقص الذي تسجله السيولة ببريد الولاية، إلا أن ذات المشكل يطرح وبحدة خلال هذه الأيام في أوساط المتضررين منها، خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، وتزامن هذه الفترة مع موسم الحج وما يتطلبه من تكاليف الذهاب والعودة وغيرها، إذ يظل الأمر هاجسا يخيف العديد، باعتباره قد يكون سببا في تخلفهم عن آداء سنة العيد، وبالتالي تكرار ما حدث أيام عيد الفطر الماضي، أين حرمت السيولة أبناءهم فرحة عيد الفطر، حيث لم يتمكن بعضهم من اقتناء لباس العيد لأولاده، بسبب مشكل انعدام النقد، هذا وقد اعتبر بعضهم اقتراب عيد الأضحى في كافة ربوع الوطن يعني طرح مشكل ثمن الأضحية والمزايدات فيها من قبل الممولين كما هو مألوف، فيما الأمر يختلف بالنسبة لأهل ولاية ورڤلة هذه السنة، حيث لم يعد المشكل مرتبطا بتمكنهم من شراء الأضحية بقدر ما هو مرتبط بوجود السيولة من عدمها، وفي ذات السياق أكد الموالون في جولة قادت الشروق إلى نقاط بيع عدة، أنهم تقاضوا ثمن الأضحية بالصكوك البريدية بعد عدم تمكن العديد من توفير ثمنها نقدا، في حين لم يعترف عدد من مواطني مدينة تڤرت بمبررات انعدام السيولة بالمكاتب البريدية بدائرتهم، وتقدموا على إثر ذلك إلى وكيل الجمهورية بشكوى مفادها ضرورة النظر في هذه النقطة التي أصبحت تشكل أكبر عقبة لهم، حيث أصبح التفكير في توفر السيولة من أولويات الإنشغالات اليومية لمواطن الولاية، للعلم فإن بنك الجزائر قرر مؤخرا ضخ مبلغ 20 ألف مليار سنتيم لدعم 3400 مكتب بريدي على المستوى الوطني بعد تسليم هذه الأخيرة جدول طلباتها المحدّدة للاحتياجات المالية خلال الفترة المقبلة، وبعد تلقي إدارة البريد تعليمات من جهات عليا تشدد على اتخاذ كافة الإجراءات لتفادي تكرار سيناريو الأزمة في كل مرة.
عن الشروق