أقيل أمس، الرئيس المدير العام لشركة سونطراك، نور الدين شرواطي، من منصبه، وعين مكانه عبد الحميد زرقين الذي كان إلى غاية اليوم يتولى منصب رئيس فرع سامكوالتابع لمجمع سوناطراك والمكلف بتسويق الغاز، والكائن مقره بلوغانو بسويسرا، وقبل ذلك تولى زرقين،61 سنة، عدة مناصب بمجمع سوناطراك منها منصب نائب رئيس مكلف بنشاط النقل عبر الأنابيب .
وبالرغم من أن خبر تنحيته تردد بشكل كبير طوال الأيام الأخيرة الماضية، إلا أنه فاجأ الجميع من حيث أن شرواطي نفاه جملة وتفصيلا أول أمس، ساعات قليلة فقط قبل تنصيب وزير الطاقة خليفته الجديد، وقال شرواطي للصحافة أن "الإشاعات المتداولة غير بريئة'' وأن وجوده على رأس سوناطراك ''يُقلق أشخاصا ومصالحَ''، موحيا بأن ذلك يعود للإجراءات التي اعتمدها "من أجل شفافية وصرامة أكبر في المناقصات والصفقات التابعة لسوناطراك" .
وقيل إن زرقين الذي عاد إلى أرض الوطن قادما من سويسرا الأسبوع الماضي "تم استقباله برئاسة الجمهورية وكذا من طرف مسؤولي قطاع الطاقة والذين اقترحوا عليه منصب الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك"، ويبدو أن الرحلة التي حملت كلا من وزير الطاقة ورئيس الجمهورية إلى قطر للمشاركة في مؤتمر الغاز، سمحت بالتعجيل في تنفيذ القرار، واختير زرقين من بين ثلاثة أسماء اقترحها وزير الطاقة لرئيس الجمهورية.
وإن ثبت فعلا أن شرواطي لم يكن يبلغ رسميا بقرار استخلافه، فإن ذلك "يعكس حالة غير مرضية كنا نعتقد أنها ولت" في إسناد المسؤوليات الكبرى في الدولة، بحسب مصدر من وزارة الطاقة قال أن "يتحدث من حيث المبدأ حتى لو افترضنا أن مبررات التغيير مقبولة".
وتردد منذ شهور أن خلافات عميقة أصبحت تسمم العلاقة بين شرواطي ووزير الطاقة يوسف يوسفي، ويعيب الأخير على مدير عام سونطراك، بحسب ما تسرب "فشله في خلق الدينامية المطلوبة" في نشاطات الشركة بعد الهزة العنيفة التي عرفتها قبل عام ونصف عندما أودع السجن مديرها العام الأسبق محمد مزيان وعدد من كبار معاونيه بتهمة الفساد.
وتواجه سونطراك وقطاع المحروقات بشكل عام منذ فترة مشاكل عديدة، أبرزها فشل أهم العروض التي طرحتها الجزائر لجلب استثمارات أجنبية جديدة للتنقيب والاستكشاف، وإخفاق ذريع عرفه مخطط الحكومة للرفع من إنتاج وصادرات الغاز، فضلا عن حركة احتجاجات عارمة وإضرابات خاضها عمال سونطراك للمطالبة برفع الأجور وتحسين ظروف العمل، غير أن مقربين من شرواطي قالوا إن تلك المشاكل هي نتاج خلل عميق في الاستشراف والتسيير من مخلفات مرحلة وزير القطاع السابق شكيب خليل. وبالرغم من ذلك يتوقع أن تبلغ مداخيل صادرات المحروقات نحو 72مليار دولار خلال العام الجاري، بفضل الارتفاع المستمر في أسعار النفط في السوق الدولية.
المصدر الشروق اليومى الجزائر