انتشرت في مختلف المواقع والمنتديات الجزائرية ملايين المواضيع بعناوين مختلفة تدعوا التلاميذ لتحميل أخر الدروس والمذكرات الخاصة بكل الأطوار التعليمية من الابتدائي وحتى الجامعة وبمجرد محاولتك تحميل ما تريد تجد نفسك تزور موقعا آخر غالبا ما يكون أجنبيا فيما يعرف بمواقع الدفع مقابل التحميل.
مواقع الدفع مقابل التحميل عرفت انتشارا واسعا بين بعض أصحاب النفوس الضعيفة الذين يستغلون حاجة التلاميذ إلى الدروس أو البحوث من أجل الحصول على آلاف الدولارات شهريا، حيث نجد أن بعض هذه المواقع يدفع حتى 40 دولارا »4000 دينار جزائري« لكل ألف عملية تحميل للملف وفي أغلب الأحيان كل ما يجده الطالب هو ملف يحتوي على فيروسات أو ملفات خالية من المحتوى المطلوب، حيث إن صاحب الملف غايته الربح وليس خدمة الباحث والملفت للانتباه هو أن السعر الذي تدفعه تلك الشركات يزيد كلما زاد حجم الملف، لذلك نجد أصحاب هذه المواضيع يملؤونها بأي شيء يمكنهم من الاستفادة أكثر من الأشخاص الذين يقومون بتحميل ملفهم وهي الطريقة التي أصبحت لها استراتيجيات ودروس تقدم عبر بعض المنتديات التي تروج لوسائل الربح من الانترنت هدفها كيفية الوصول إلى أكبر عدد ممكن من التحميلات في اليوم الواحد.
أصحاب الشركات يستغلون مشتركيهم والمشتركون يستغلون الجزائريين
الظاهرة ومع انتشارها بشكر كبير أدت بنا إلى التعمق أكثر في حقيقة هذه المواقع التي توفر مساحات كبيرة للتحميل المجاني على مواقعها وتدفع عن كل ألف تحميل لذلك الملف عشرات الدولارات وفي حقيقة الأمر هي استراتيجية معمول بها للحصول على أكبر عائدات ممكنة من الاشهارات من طرف العميل صاحب الملف الذي يكون له دخل من تلك الأموال، حيث إن الظاهرة تنتشر بصفة أكبر في الجزائر..
في الغرب الظاهرة منتشرة في مواقع مشاركة الملفات المقرصنة
هذه الظاهرة عرفت انتشارا محدودا في الغرب وفي المواقع التي تنشر روابط تحميل البرامج والملفات المقرصنة بمختلف أنواعها، نظرا لان اغلب شركات الإعلان ترفض عرض إعلاناتها على تلك المواقع التي تعتبر غير شرعية، فوجدوا طريقة أخرى للحصول على مدخول مادي من مواقعهم عن طريق تحميل الملفات عبر مواقع التحميل المجاني التي تدفع لهم مقابل ذلك. لكن في الجزائر، أسهل طريقة وجدها المهتمون بالربح من تلك المواقع، هو استغلال جهل وعدم علم العديد من التلاميذ بمحتوى تلك الملفات وأصحابها في عملية استغلال كبيرة لهذه الفئة من مستعملي الانترنت في الجزائر، في حين لو تصفحنا في كل مواقع التعليم في العالم لا نجد هذه الظاهرة، بل نجد المواقع الأجنبية توفر كل الدروس مكتوبة على صفحاتها ولا يحتاج زوارها لتحميل أي شيئ من روابط خارجية.
قرصنة الحواسيب عن طريق وضع ملفات ملغومة باسم التربية والتعليم
الخطير في انتشار تلك الملفات عبر المنتديات خصوصا هو استعمالها من الهاكرز في وضع برامج ملغمة وملفات تحتوي على فيروسات يقومون من خلالها باختراق أجهزة ضحاياهم فبمجرد ضغط المستعمل على البرنامج أو الملف الذي قام بتحميله حتى يكون أصبح بين أيدي الهاكر ويصبح هذا الأخير يتحكم في جهازه ويمكنه سرقة المعلومات الشخصية الموضوعة في كمبيوتر الضحية بكل سهولة.
آلاف الجزائريين يتم قرصنتهم يوميا
ارتفعت نسبة قرصنة حواسيب الجزائريين بشكل كبير في الأشهر الأخيرة مع انتشار عمليات التحميل من مصادر غير موثوقة، حيث تتم سرقة آلاف حسابات الانترنت بشكل يومي وما لاحظناه هو وجود العديد من الأشخاص ممن يعيدون بيع حسابات خطوط انترنت مسروقة بأسعار جد رمزية عبر العديد من المواقع، في حين أن سرقة الايمايلات وحسابات الفيسبوك أصبحت في كل ثانية ودقيقة في غياب ما يعرف بالثقافة الالكترونية لغالبية الجزائريين والتي تمكنهم من معرفة الصحيح والمزيف وكيفية حماية انفسمهم من عالم افتراضي مجنون لا يستطيع أحد التحكم فيما يجري به، كما أن أصحاب تلك المنتديات يتحملون جزءا من المسؤولية أيضا بسبب عدم مراقبتهم لما ينشر عبر مواقعهم.
الحل يكمن في مواقع تقدم محتوى مفيدا للتلاميذ وليس روابط لمواقع تحميل
للقضاء على هذه الظاهرة، لابد على أصحاب المنتديات إعادة النظر فيما يكتب من مواضيع على صفحات مواقعهم والتي تتسبب في كوارث لآلاف مستعملي الانترنت يوميا من الطلبة والتلاميذ الذين لا تتجاوز في بعض الأحيان أعمارهم 11 سنة بتوفير المواد التعليمية عبر سيرفرات الموقع نفسه أو توفيرها مكتوبة بدون الحاجة للتحميل قبل أن يفقد الناس ثقتهم في المحتوى التي تقدمه المواقع الجزائرية التي يغلب عليها التشابه والمحتوى المكرر .