بك أستجير ومن يجير سواكا
فأجر ضعيفا يحتمي بحماك
دنياي غرتني وعفوك غرني
ماحيلتي في هذه أو ذا كا
إن لم تكن عيني تراك فإنني
في كل شيء أستبين علاكا
رباه هأنذا خلصت من الهوى
واستقبل القلب الخلي هواكا
وتركت أنسي بالحياة ولهوها
ولقيت كل الأنس في نجواكا
ياغافر الذنب العظيم وقابلا
للتوب: قلب تائب ناجاكا
أترده وترد صادق توبتي
حاشاك ترفض تائبا حاشاك
يارب جئتك نادماً أبكي على
ما قدمته يداي لا أتباكى
يارب عدت إلى رحابك تائبا
مستسلما مستمسكاً بعراكا
إني أويت لكل مأوى في الحياة
فما رأيت أعز من مأواكا
وبحثت عن سر السعادة جاهدا
فوجدت هذا السر في تقواكا
أدعوك ياربي لتغفر حوبتي
وتعينني وتمدني بهداكا
فاقبل دعائي واستجب لرجاوتي
ماخاب يوما من دعا ورجاكا
يارب هذا العصر ألحد عندما
سخرت ياربي له دنياكا
علمته من علمك النوويَّ ما
علمته فإذا به عاداكا
وما درى الانسان أن جميع ما
وصلت إليه يداه من نعماكا
ماكنت تقوى أن تفتت ذرة
منهن لولا الله الذي سواكا
والعقل ليس بمدرك شيئا اذا
مالله لم يكتب له الإدراكا
والكون مشحون بأسرار إذا
حاولت تفسيراً لها أعياكا
قل للمريض نجا وعوفي بعد ما
عجزت فنون الطب : من عافاكا؟
قل للبصير وكان يحذر حفرة
فهوى بها من ذا الذي أهواكا؟
بل سائل الأعمى خطا بين الزَّحام
بلا اصطدام : من يقود خطاكا؟
قل للجنين يعيش معزولا بلا
راع ومرعى : مالذي يرعاكا؟
قل للوليد بكى وأجهش بالبكاء
لدى الولادة : مالذي أبكاكا؟
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه
فاسأله : من ذا بالسموم حشاكا؟
وأسأله كيف تعيش ياثعبان أو
تحيا وهذا السم يملأ فاكا؟
وأسأل بطون النحل كيف تقاطرت
شهداً وقل للشهد من حلاَّكا؟
بل سائل اللبن المصفى كان بين
دم وفرث مالذي صفاكا؟
وإذا رأيت النخل مشقوق النوى
فاسأله : من يانخل شق نواكا؟
هذي عجائب طالما أخذت بها
عيناك وانفتحت بها أذناكا
والله في كل العجائب ماثل
إن لم تكن لتراه فهو يراكا؟
*****
للشاعر السوداني
إبراهيم علي بديوي
( رحمه الله)
..