كثيرة هي الظواهر السلبية المنتشرة بمجتمعنا الجزائري نتيجة قلة الوعي وعدم الاحساس بخطر هذه الظواهر غير المبرر وجودها بمجتمع ينتمي إلى ثقافة وحضارة كان أول مانزل من قرءانها على قلب سيدنا محمد هو إقرء.الظاهرة التي سأقف عندها اليوم وأود من الأعضاء أن يشاركوني الرأي فيها هي قلة المقروئية بين أوساط المتعلمين من الجنسين خاصة منهم الشباب.فماهي أسباب هذه الظاهرة وماهي إنعكاساتها على المجتمع؟
يبلغ تعداد السكان بالجزائر على أقل تقدير 35مليون على الاقل منهم 60 بالمئة متعلمين أي ما ما يقدر بحوالي 19 مليون شخص .فكم نصيب هؤلاء من المقروئية والمطالعة؟ .في أحدث إستطلاع للأمم المتحدة((بغض النظر عن دقة هذا الاستطلاع وان كنت لا أشك في مصداقيته نظرا للواقع الذي نعايشه بمجتمعنا)) قدرت نسبة ما يقرأه الفرد العربي والجزائر جزء من العالم العربي. بنصف صحفة والله يعلم مافي هذه النصف ورقة من معلومات قيمة أم لا وماهو مضمون ماقرءه بينما الفرد البريطاني يقرأ على الاقل كتابين بالسنة لا تقل عدد صفحاتهما عن 600 صفحة وهذا يدل على البون الشاسع فيما بيننا وبينهم فلماذا دائما نستورد من الغرب فقط عاداته السيئة في اللبس والاكل والتصرفات الخاطئة ولا نستورد منه ثقافة المطالعة والتعلم؟
أذكر مرة ونحن بمقاعد الدراسة بالجامعة طرح علينا الاستاذ المحاضر بعدما عندنا من عطلة نهاية الفصل الاول.سؤال وهو كم من كتاب قرأتم وكم مرة نمتم وانتم محتضنين الكتاب؟ فلم يكن أحسننا جوابا أن زاد عن قوله قرأت مقالا للدكتور الفلاني .
وسألنا أستاذ أخر من منكم مشترك بمجلة في الاختصاص الذي ندرسه أو أي جريدة وطنية أو دولية فلم يجب أحدا منا.فعلق بالقول مالي أراكم صامتين كأن على رؤسكم الطير.لقد أسكتنا خجلنا وحياؤنا مما نحن عليه.
وعلى ذكر الجرائد تعد جريدة الشروق الاولى في الجزائر من ناحية عدد السحب عندها مايقارب المليون أو يتجاوزها بقليل نسخة حاليا.بينما تجاوز السحب عندها أثناء الأزمة الكروية بيننا وبين مصر ألى 2 مليون نسخة.وان دل هذا على شيئ فأنما يدل على ان مطالعتنا ومقرؤيتنا هي ردة فعل اكثر منها فعل ثقافي وحضاري واعي.َ
طبعا في عصرنا الحالي أصبحت الكتب والجرائد الالكترونية تنافس نظيرتها الورقية لذا قد يقول قائل أن القراء تحولو الى القراءة الالكترونية ولكن واقع الحال لا يثبت ذلك بل بالعكس هي أقل مما هي عليه في الكتب والجرائد العادية.واذا عرفنا ان نسبة المستعمليين الحقيين للانترنت بالجزائر هي أقل منها في تونس والمغرب.ولا تكاد تتجاوز 5 بالمئة كأقصى حد لها.ندرك خلالها أننا امام واقع مرير يتطلب منا مجهودات جبارة للارتقاء بثقافة المطالعة والتعلم والاهتمام بالكتاب ومصادر المعرفة الاخرى.