جلول الشطي عضو نشيط
عدد الرسائل : 191 العمر : 47 المدينة التي تقطن بها : ورقلة الوظيفة : جامعي السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 28/01/2010
| موضوع: صوت صفير البلبل الأحد يونيو 27, 2010 9:43 pm | |
| ولد الأصمعي في البصرة سنة 740 م، وكنيته أبو سعيد ويلقبونه براوية العرب وهو أحد علماء اللغة المصنفين فيها، وكان كثير التجوال في البوادي يقتبس علومها ويتلقى أخبارها ويتحف بها الخلفاء فيكافأ علها بالعطايا الوافرة .
وكان الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور لا يعطي مالا للشاعر على قصيدة نقلها من غيره.
وكان الخليفة يحفظ ما يسمع من أول مرة ، وله وزير يحفظ القصيدة من مرتين، و جارية تحفظ القصيدة من ثلاث . فكان الشاعر يكتب قصيدة ليلقيها أمام الخليفة طمعا في ماله، فيقول له الخليفة :إن كانت من قولك أعطيناك وزن الذي كتبته عليها ذهبا، وإن كانت من منقولك لم نعطك عليها شيئا، فيوافق الشاعر .. ويلقيها على مسامع الخليفة فيحفظها الخليفة من أول مرة فيقول له هذه قصيدة منقولة إنني أحفظها منذ زمن بعيد ويعيد قراءتها عليه ثم يأمر وزيره فيعيدها لأنه سمعها مرتين ثم يدعو جارته فتعيدها لأنها سمعتها ثلاث مرات وهكذا مع كل الشعراء ويصرفهم دون مقابل.
وأخيرا شكا الشعراء حالهم للأصمعي
حين ضاق الأمر بهم فقال لهم : دعوا الأمر لي فكتب قصيدته المشهورة وتنكر بزي أعرابي وأتى الأمير ليسمعه شعره، فقال الخليفة : أتعرف الشروط قال : نعم قال : هات القصيدة.
فأنشد الأصمعي يقول :
صَـوْتُ صَفِيْـرِ البُلْبُــلِ ****** هَـيَّـجَ قَلْبِـيَ الثَــــمِــلِ
الـمَاءُ وَالـزَّهْـرُ مَعَــاً ****** مَـعَ زَهـرِ لَحْظِ الـمُقَلِ
وَأَنْـتَ يَـاسَيِّــدَ لِـي ****** وَسَيِّـدِي وَمَـوْلَـى لِـي
فَكَـمْ فَكَـمْ تَـيَّمَنِــي ****** غُــــــزَيِّـــــلٌ عَـقَيْقَــلـي
قَطَّفْـتُ مِـنْ وَجْنَـةِ ****** مِـنْ لَثْـمِ وَرْدِ الخَجَـلِ
فَـقَـــالَ لاَ لاَ لاَ لاَ لاَ ****** وَقَــدْ غَـدَا مُهَــرْولِ
وَالـخُودُ مَالَـتْ طَـرَبَـاً ****** مِـنْ فِعْـلِ هَـذَا الرَّجُـلِ
فَوَلْـوَلَـتْ وَوَلْـوَلَــتُ ****** وَلي وَلي يَـاوَيْـلَ لِــي
فَقُـلْـتُ لا تُـوَلْـوِلِـي ****** وَبَـيِّنِـي اللُـؤْلُـؤَلَـي
قَالَـتْ لَهُ حِيْـنَ كَـذَا ****** انْهَـضْ وَجِدْ بِالنَّـقَـلِ
وَفِـتْيَـةٍ سَـقَـوْنَنِـي ****** قَهْـوَةً كَالعَـسَلَ لِــي
شَـمَمْتُـهَا بِـأَنْـفِـي ****** أَزْكَـى مِـنَ القَرَنْفُــلِ
فِي وَسْـطِ بُسْتَانٍ حُلِـي ****** بالزَّهْـرِ وَالسُـرُورُ لِـي
وَالعُـودُ دَنْ دَنْـدَنَ لِـي ****** وَالطَّبْـلُ طَبْ طَبَّلَ لِـي
طب طبطب طب طبطب ****** طب طبطب طبطب طب لي
وَالسَّقْفُ قَدْ سَقْسَـقَ لِـي ****** وَالرَّقْـصُ قَدْ طَبْطَبَ لِـي
شَوَى شَوَى وَشَـاهِـشُ ****** عَـلَـى وَرَقْ سِفَرجَـلِ
وَغَـرَّدَ القِمْـرِ يَصِيـحُ ****** مِـنْ مَلَـلٍ فِـي مَلَـلِ
فَلَـوْ تَـرَانِـي رَاكِـباً ****** عَلَـى حِمَـارٍ أَهْــزَلِ
يَـمْشِـي عَلَـى ثَلاثَـةٍ ****** كَـمَشْيَـةِ العَـرَنْجِـلِ
وَالـنَّـاسُ تَرْجِمْ جَمَلِـي ****** فِي السُـوقِ بالـقُلْقُلَـلِ
وَالكُـلُّ كَعْكَعْ كَعِكَـعْ ****** خَلْفِـي وَمِنْ حُوَيْلَـلِـي
لكِـنْ مَشَيـتُ هَـارِبا ****** مِـنْ خَشْيَـةِ العَقَنْقِـلِي
إِلَـى لِقَــاءِ مَلِــكٍ ****** مُـعَظَّــمٍ مُـبَجَّــلِ
يَـأْمُـرُلِـي بِـخَلْعَـةٍ ****** حَمْـرَاءْ كَالـدَّمْ دَمَلِـي
أَجُـرُّ فِيـهَا مَـاشِـيـاً ****** مُـبَغْــدِدَاً لـلذِّيَّــلِ
أَنَـا الأَدِيْـبُ الأَلْمَعِـي ****** مِنْ حَـيِّ أَرْضِ المُوْصِـلِ
نَظِمْـتُ قِطعاً زُخْرِفَـتْ ****** يَعْجِـزُ عَنْهَا الأَدْبُ لِـي
أَقُـوْلُ فِـي مَطْلَعِـهَـا ****** صَـوْتُ صَفيـرِ البُلْبُـلِ
فلم يستطيع الخليفة حفظها لصعوبة كلماتها وتنوع معانيها.
وهكذا كان مع الغلام والجارية فقال له الخليفة: أحضر ما كتبته عليها لنعطيك وزنه ذهبا فقال الأصمعي : كتبتها على عمود رخام وهو على ظهر الناقة لا يحمله إلا أربعة من الجنود.
عندها أطال الوزير النظر في وجه الأصمعي بتمعن ثم التفت إلى الخليفة وقال له : والله لا يفعل هذا إلا الأصمعي، فقال له الخليفة : ما دفعك لهذا فقص له الأصمعي ما سمعه من الشعراء فابتسم الخليفة حين عرف حيلته ووعده أن يعطي الشعراء حقهم من أجل تشجيعهم
واستمعوا للقصة يرويها الشيخ أحمد القطان بأسلوبه الرائع
صوت صفير البلبل
إذا لم يعمل استخدم الرابط التالي
صوت صفير البلبل
للحفظ اضغط على الرابط بيمين الفأرة واختر حفظ الهدف باسم أو Save target as
|
|
الاشبيلي شخصيّة رفيعة بالمنتدى
عدد الرسائل : 822 العمر : 48 الموقع : ashpele@hotmail.fr المدينة التي تقطن بها : الوادي الوظيفة : تاريخ الاندلس السٌّمعَة : 41 تاريخ التسجيل : 03/06/2010
| موضوع: رد: صوت صفير البلبل الإثنين يونيو 28, 2010 10:27 am | |
| أخي جلول الشطي بارك الله فيك لكن اود ان الفت انتباهك الى ان هذه القصة مختلقة ولا تصح على الاصمعي كما ذكر اهل الاخبار والتاريخ الا ترى معي ايها الحبيب أن الاصمعي عاش في عصر خلافة الرشيد والقصة تحكي انه في خلافة المنصور واين هذا من الاخر على العموم القصة تروى على سبيل التندر فبورك فيكم مرة اخرى
عدل سابقا من قبل الاشبيلي في الإثنين يونيو 28, 2010 1:29 pm عدل 1 مرات |
|
بنت ورقلة مشرفة قسم المختارات المنوعة
عدد الرسائل : 1352 العمر : 35 الموقع : ورقلة المدينة التي تقطن بها : ورقلة الوظيفة : طالبة جامعية السٌّمعَة : 29 تاريخ التسجيل : 29/03/2010
| موضوع: رد: صوت صفير البلبل الإثنين يونيو 28, 2010 11:48 am | |
| بارك الله فيك اخي الكريم الف تحية وشكر اعجبتني كثيرا والله اني لم امل من سماعها وخاصة من شيخنا احمد القطان سلمت يمناك |
|
جلول الشطي عضو نشيط
عدد الرسائل : 191 العمر : 47 المدينة التي تقطن بها : ورقلة الوظيفة : جامعي السٌّمعَة : 4 تاريخ التسجيل : 28/01/2010
| موضوع: رد: صوت صفير البلبل الإثنين يونيو 28, 2010 2:36 pm | |
| شكرا أختي بنت ورقلة وشكرا وبارك الله فيك أخي الأشبيلي على التنبيه وقد قمت ببحث سريع على الشبكة وقد وجدت ما يؤيد ما قلته وهذا القليل منه
هذه القصة أو الحكاية مكذوبة على الأصمعي وغير صحيحة من عدة وجوه.
أولاً: الأصمعي كان نديماً لهارون الرشيد، واشتهرت القصص معه لا مع أبي جعفر المنصور، ولم يورد إلا هذا الخبر مع المنصور، وجُل أخباره كانت مع هارون الرشيد، فكان من الخاصة لديه ومن ندمائه.
ثانيا: كانت حياة الأصمعي ما بين 123 هـ…. إلى 216 هـ وكانت فترة حكم أبي جعفر المنصور 136 هـ…. إلى 158 هـ
أي كان عمر الأصمعي وقت ما كان حاكم ما بين العشرين والثلاثين، وأرى أنه إلى الآن لم يكن شيخ زمانه في الشعر والأدب إلا بعد هذا العمر، وفي هذا الوقت كان تلميذاً لدى خلف الأحمر وعمرو بن العلاء، وكان كثير الطواف في البلدان وسماع الأخبار بها؛ لذلك أقول: إنه كان غير مقيم في بغداد إلا وقت المهدي وبعدها.
ثالثا: قال الأخفش كان الأصمعي ((أعلم الناس بالشعر))، وكان يميز الغث من السمين، وكان راوية العرب، وكان يحفظ أكثر من عشرة ألاف أرجوزة غير الشعر، ولكنه لم يكن شاعراً أبداً.
رابعا: لم يُرْوَ من شعر الأصمعي إلا هذه القصيدة، فهل يا ترى العالم الأصمعي الذي كان يدرس تلاميذه أجود الشعر يقول هذه القصيدة التي لا معنى لها، وركيكة جداً، وألفاظها هجينة؟
قيل للأصمعي: لماذا لا تقول الشعر؟ قال: الذي أريده لا يواتيني، والذي يواتيني لا أريده، أنا كالمِسَنّ أشحذ ولا أقطع.
وهذا دليل على أن الأصمعي ليس بشاعر.
خامسا: تفرد بهذه القصة ونشرها الأتليدي في كتابه "إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس"، ولم تُرْوَ في غير هذا الموضع.
والأتليدي معروف بالكذب ونسب الأخبار الغير صحيحة منها البرامكة والكذب عليهم، كما أن هذا الكتاب من قرأ عنوانه ظن أنه فقط خاص بالبرامكة، ولكن ما تكلم عن البرامكة فيه صفحات قليلة فهذا من كذبه.
--------------------------
وفي الحقيقة منذ سماعي لهذه القصة أول مرة أيام الثانوية من شريط لشيخ أحمد القطان تعجبت من قوة الحفظ من مرة واحدة عند لخليفة ومن معه ومن لجوء الخليفة لحيلة من أجل الحفاظ على المال العام وكان بإمكانه أن يصدر قرارا بعدم إعطاء الشعراء شيئا أو إعطائهم بقدر معين ومن شجاعة الأصمعي في محاولته خداع الخليفة بأنه أعرابي وأي خليفة إنه أبو جعفر المنصور
وشكرا مرة أخرى أخي الأشبيلي |
|