الملح سلاح ذو حدين
يعتبر الملح هو أساس تركيب الدم إذ يحتوي كل لتر بلازما علي ثمانية جرامات ملح أي نحو ثلاثة جرمات صوديوم كذلك فإن السوائل الموجودة بين الخلايا تحتوي علي نسبة الملح الموجودة في الدم ثمانية جرامات أو ثلاثة جرمات صوديوم لكل لتر في حين تحتوي السوائل داخل الخلايا أساسآ علي البوتاسيوم وليس الصوديوم
يحافظ الجسم باستمرار علي تركيز الأملاح في سوائل الجسم المختلفة وفي داخل الخلايا وذلك عن طريق تحكمه في كميات الملح التي يتخلص منها الجسم يوميآ خلال البول والبراز والعرق أي أن هناك علاقة بين كميات الملح التي تؤخذ يوميآ مع الغذاء وتلك التي يتخلص منها الجسم
وفي نفس الوقت يلعب الماء كمكون للغذاء وكمكون لإفرازات الجسم دورآ مهمآ في محافظة سوائل الجسم علي تركيبها دون تغير
ويتم هذا التحكم داخل الجسم عن طريق الهرمونات التي تحدد الكميات التي يجب علي الجسم التخلص منها إلي جانب إحداث شعور بالعطش وإذا زاد تركيز الملح في الدم وتم إحداث شعور بالرغبة في أكل الأغذية الملحية في حالة قلة الملح في الدم فإن الجهاز العصبي يتحكم في ذلك
وللملح أهمية أخري عظيمة وهي نقل الإحساس خلال الأعصاب وذلك بتبادله مع عنصرالبوتاسيوم
ولعل ألأهمية الكبري للملح بالنسبة إلي الإنسان الطعم فالإنسان لا يأكل لكي يمد جسمه بالبروتين أو الفيتامينات أو الأملاح المعدنية ولكنه يأكل لأن طعم الغذاء يشبع عنده رغبات ويشعره بالسعادة
وعن الكمية التي يحتاج إليها الإنسان يوميآ من الملح
تتراوح ما بين 3 و5 جرمات ملح للفرد البالغ لكل يوم وتتوقف الكمية علي كمية العمل اليومي ودرجة حرارة الجو وتتراوح هذه النسبة بين 2 و 7 جرامات ملح لكل لترماء يفقد يوميآ زيادة علي المعدل ألطبيعي
وعمومآ أقل كمية يجب أن يتناولها الإنسان من الملح هي 2.8 جرام في اليوم فأقل من ذلك يسبب أعراض نقص الملح
وبالنسبة إلي المرأة الحامل اختلف خبراء التغذية فالبعض يحذر من زيادة نسبة الملح لأن هذا يزيد من كمية السوائل داخل الجسم وبعضهم يحذر أيضآ من تقليل نسبةالملح في الغذاء الحامل ولكن اتفق معظمهم علي أن الإسراف في زيادة الملح أو الإسراف في تقليله يعتبر كلاهما ضارآ
لذلك فإن علي الحامل استهلاك نفس معدلات الملح المعتدلة من 3 إلي 5 جرامات في اليوم إلاأنه في حالة وجود حالة مرضية ملازمة للحمل يحدد الطبيب المباشر الكميات المسموح بها
أما بالنسبة إلي الأطفال الرضع فهناك إجماع علي ضرورة احتواء الغذاء الإضافي الذي يقدم للأطفال علي أقل كمية من الملح لأن كلية الطفل الرضع غير مكتملة النمو ولا يمكنها التخلص من الملح الزائد
ويعد نقص الملح في الجسم له سببان :
أولآ قلة كمية الملح في الغذاء
ثانيآ زيادة الفقد من خلال الكليتين والأمعاء والجلد
وعن أعراض نقص الملح نتيجة فقده من الجسم
- زيادة المجهود العضلي في الصيف حيث يفقد الإنسان كمية كبيرة من الملح مع العرق
- فقد الملح في حالات الإسهال الحادة
- للتغلب من ذلك يجب علي الإنسان تناول كمية كبيرة من السوائل المحتوية علي ملح الطعام
- ولا يكفي الماء بمفرده للتغلب علي جفاف الأطفال أو تعويض الفقد الذي يحدث عند زيادة معدلات العرق لأن الماء بمفردة يزيد من فقد الملح