عادت عائلة وليد خلف الله لاعب كرة اليد الذي كان ينشط في صنف الأكابر، ضمن فريق شباب الوادي، الذي كان ينتمي للقسم الأول، للتشبث بخيط الأمل الذي وصلها عبر بعض المواقع الإلكترونية، التي أظهرت صورة ابنها وليد خلف الله الذي اختفى منذ ست سنوات، وقيل إنه لقي مصرعه في هجوم على ثكنة أميركية في قلب العاصمة العراقية بغداد.
وكان ذلك عبر مكالمة هاتفية من العراق، تلقتها العائلة في الرابع من نوفمبر من عام 2006 من مجهول بلهجة عراقية، قال للعائلة إن ابنها استشهد بعد أن وُفق في تكبيد الأمريكان خسارة في الأرواح والعتاد، وعلى وقع هذه المكالمة، بنت العائلة مأساتها وأقامت عزاء خاصا لابنها، ولكن ظهور صوره مؤخرا عبر شبكات الانترنت، بين قائل إنه في سوريا ومتحدث عن تواجده في السجون العراقية، جعلها تتصل، نهار أمس الخميس بالشروق اليومي، لتؤكد أنها باشرت اتصالاتها الإلكترونية، وأيضا مع منظمات حقوقية لأجل بذل آخر محاولة كما قالت شقيقته وهي تبكي، بأن شقيقها الذي كان أكبر الإخوة الستة، لم تكن له توجهات متشددة، وهي على قناعة رفقة والدتها، بأن زمن ظهوره قد اقترب في واحدة من الألغاز الصعبة التي واجهت العائلة، وأهل وادي سوف، شقيقة وليد الذي أبصر النور في السادس من سبتمبر 1982، والذي كان يهوى الأنترنت ويعشق كرة اليد والسفر إلى الخارج، روت للشروق اليومي كيف سافر وليد وعمره 24 عاما إلى دبي للعمل، ونفت أي علاقة له بالسلفيين الجهاديين شكلا ومضمونا، حيث كان محبا لارتداء الألبسة الجميلة، وطموحا في أن يصل إلى المنتخب الوطني لكرة اليد، حيث كان على بعد خطوة من ذلك، بدليل أن صديقه الحميمي رياض المختفي هو أيضا عن الأنظار منذ ست سنوات، كان ضمن المنتخب الوطني للآمال في كرة اليد، ولكنها لم تنف ولعه بالانترنت، كونه تقنيا ساميا في الإعلام الآلي، وهو ما جعله ينفرد بغرفته في الإبحار في العوالم الافتراضية، وهذا تزامنا مع تفكيك مصالح الدرك بوادي سوف في تلك الفترة الكثير من الشبكات التي تجنّد الشباب للسفر إلى العراق بدعوى الجهاد.
ليقدم وليد بعد ذلك عدة حكايات لعدد من أهله، حيث قال للبعض إنه مسافر للسياحة في تونس، ولآخرين أنه يريد زيارة أقاربه في بلجيكا وإيطاليا، ولشقيقته الصغرى أنه سيكون ضمن تربص نادي وادي سوف بالجزائر العاصمة، ليختفي بعد ذلك عن الأنظار إلى أن جاءت المكالمة من العراق التي صدمت العائلة، ولا أحد صدّقها بما في ذلك والد وليد الذي يشتغل حاليا بالغرفة الفلاحية بوادي سوف، عائلة وليد تُعوّل على انسحاب القوات الأمريكية من العراق، لتعرف القصة الكاملة لابنها بحلوها وخاصة مرّها.