أحمد يوسف يكتب : ( أختاه لست رخيصة )

إلى كل أخت قصرت فى حــق ربها , أو ألمّـــت بشىء مما يعترى بنى البشر ...أدعو الله تعالى أن ينزل كلامى على قلبك بردا و سلاما و يبصرك الطريق المستقيم الذى أنت بفضل الله عليه ..... و يجلـّـى لك الخُـــلق القويم الذى تنتمين إليه ..... و لكن الضباب حينما يكثر و نتوه فى الطريق و لا نبصر ....... و نمشى على غير هدى و نتعثـــر ...... و يجعلنا ذلك غير قادرين على رفع القدم ........خشية الزلل و من ثم الندم ..... كثيرا بكينا فى بداية التزامنا من محاضرة ....... غلبت عليها العبرة و الموعظة ....... ثم مرت علينا السنون .......و لم تعد تؤثر فينا المواعظ و لا المنون ....... حتى اذا سمعنا يوما عظة أو حديثا ........ فلا يؤثر لأننا سمعناه قديما أو حديثا ....... فتمنينا لو ان الشيخ خرج من جهاز التسجيل أو التلفاز و يعنفنا و لا يكتفى بإيجاز و إيعاز ......... ونقول له محبيــــــــن راضيــــــــــــــــن بالله يا شيخنا عنفنـــى و لو شئت سبنى و أضربنى ....... فلم تعد الكلمات تجدى نفعا ....... أو تسخن مشاعرى و تحرك قلبا ...... أفقنى اكرمك ربى .....عسى بكلماتك يصيبنى التقى فأبكى ........ و أنتحب توبة فيمحى ربى إجرامى و يغفر ذنبى .......... فها أنا اختى أبذل تلك الكلمات ....... فلعلها برحمته ترسم على أيامك البسمات ...... و تزداد سعادتك و تقابلى بها الضحكات ..... و أنا فى ربى كلى يقين .... أنه بها سيجعلنا من الفائزين ..... عساه يرحمنا و يجعلنا من أهل اليمين ...... و بالله إذا بكلماتى انتفعـــتِ ....فلا تبخلى بها على كل أخـــتِ ....... فقد أحاطت بنا الفتن من كل الجهــــات ..... و مُـــزقــت قلوبنا و ذقنا الشتات ...... زمان الفتن الذى قال فيه صلى الله عليه وسلم ((يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر ) ..... فهو زمان الجمر بعينه ترمقنا ..... تحيـــط بنا قصدها تهلكنا .... فُــتحـــت أبــوابُ الفتن على القلب... و أتانا الخطبُ يدمى القلب بعده خطب ...... حتى تكاثرت على ضعفنا الخطوب ..... فلم يسلم كبير أو صغير من العيوب ... وضاع القلب بِــغَيـــّـِــه فضجـــت منـّـا الذنــــوب ... فتن كأنها أقسمت أن تنام فى سريـرنا ..... و لا تتركنا إلا فى قبـــورنـا ...... كأنها سخرت منا و زاحمتنا فى الدروب ...... حتى فى مناجاتنا لعلام الغيوب ...... فأنشبت فى القلب المخالب .... و أحدثت فى تقوانا المثالب ....... فغفلنـــا أن نيرانا تلظى هى العواقب ....... وان الذنب مقدمة المهالك و المصائب ......
أختــــــــــــــاه ....أكلمــك أنت أُخُــــيتـــى ... نعم أنت فلا تستغربى ....... و تقولين لا يقصدنى يا نفس أهربى ....... ولا يعنيــــنى فتغافلـــى و أمرحــــى ...و على الغــّى أقبلى ولاتترددى ....... فيفجأك الموت يا مسكينة و أنت تلعبــى ..... لا بل إياك أختاه أعنى ...... و سهم الكلام لقلبك أرمى .....كيف لا و أنت دينى و عرضى ..... لحمك لحمى ودمك دمى وهمـــك همـــى .... و عزك هو راية شرفى .... وإن أستقمت رفعت للدنيا و أظهــرت فخرى ... و للورى أظهــرت عزى و سامقت النجوم رأسى ........ مالى أراك قـــــــد أتخــــــذت أخدانــــا ....... من شيب و شبانا ......... قائلة إنـه كأبـى أو إبـنى أو إنـــِّـــا دومــا أخوانا ........ ألم يبلغك من الله أمره........ و زجـــره و شديـــد وعــده ...... فمضيت على الطريق لا تعبأين ..... إن بكى من اجلك مشفق أو بحت أصوات الناصحين ........حتى أصبحت فى أيديهم لعبة ... ونصبوا لك الفخاخ بخبث و خسة .......... وأستسلهوا الصعب فى تدنيس شرفك ...... ليكون يوما من الذكريات طهرك ......... و تناسوا خلقتك و ضعفك ...... و خانوا ربهم و خانوا أهلك ...... و عاملوك كساقطة ومطية و عاء ذليل و بـَـغيـّـــة .... ومهما قالـــوا من معســول الكـــلام ...... وقالــوا أنــك أحيـَيـتِ فى القلب الغرام ........ أو أيقظت الحب الذى نام ....... لا تنخدعى فمقامك عندهم لا يعدو وضيع المقام ....!!!! فإن بكيت شوقا لإنقاذ نفسك .... عايروك و قطعوا عليك دربك ..... ليخدعوك فيوهموك أنك غير شريفة ..... ممتهنة فاجرة حقيرة ..... و لم يراعوا لك أدمية رقيقة ..... فاذا ما سقطت من عينى نفسك ...... و غاب عنك إدراكك و وعيك ...... و نسيت عذاب و وعيـــد ربك ... ضعـــت كما ضاع من قبــلك كثـيــــر ...... و نسيتِ أنه كم من تائب لله يسيـــر ...... و انزلقت قدماك لشر مستطير ....... زَينـّـه لك فاجر مكير ... فاق فجرُه كل شيطان حقير ...... فنسيـــت الرب الجليل ......... و جنان قِطفُــها ذليل ...... و نيران كل جسد امام حَـــرِّها نحيـــل ..... و نسيت أبـــًا يفخـــر فى الورى ببــنــته ...... و زوج دنست أنت بالغيب عرضَــه ....... و ابن ماتمنى هكذا تكون أمـَّــه ...... فهل ترضين ذلك لنفسك ؟؟؟!!! ..... أهذى امنياتك ومقام عقلك ... ؟؟؟!!! ... فلا تقولى إنه كلام برىء ..... و فى الوقت المناسب سأرجع لربى وأفيىء ..!!!!
فكيف إن فاجأك من عشت منه تهربين و نسيت مجيئه ولا تتوقعين ...... كيف بمـــلك ينتزع منك الروح .... وقتها لا تجىء قدمٌ لطاعة أو تروح ,,حينئذ ستعاينين للنزع سكرات ... و الاحباب حولك لا يسمعون صرخات و أهات .,, أو يروا دمعات لك وقد مضى نفــــــع الدمعات ...ستسوقين وقتها لقبرك ... لتلاقين صنيعك و عملك ..... و يبدأ فى القبر حسابك .... إما الجنان و إما عذابك ....
فأحمدى من أسبل عليك ستره .... و عافاك من الفضيحة و المعرة ...... و الا فكيف إن علم بحالك أهلك ... و أشتهر - عافاك الله – بين الورى صنعك ... فبكى ابوك و سألك كيف هنت عليك ؟؟؟.... و طـــأطــــأ أبنــــك رأســـه حزنــــا بيـــن يديـــك ,, و دمع زوجك ألمـــًا منك و ألمــــًا عليك ؟؟؟ وقالت لك طفلتك أماه ما الحقيقة ...؟؟
هل ستصحبنى لعنتك و اعيش عمرى ذليلة.؟؟؟!!! ....
وقتها ستفارقين متع حقيــــقية و لـــذات .... و بيـــتًا عشتــى فيه ما بين ضحكاتٍ و رحمات .... بيـــتًا خلفك تتركينه وترمقين أولادك باكيــن فى الشرفات ...... إحمدى الله أيتها الابية فأنت لست العوبة بل بالله أنــــت قــويــــة ... لقنــــى الذئـــــاب الدروس ... وكونى فى بيتك ملكة و إن خرجت أسدا عبـــوس .......
ولا تذهبى للفتن أبدا برجلك .... بل دوما أبعدى و أحفظى لله عهدك .....فهيا أختى أنفضى عنك الخنــــوع ... وأسكبــى الدمع فذا وقت الدموع ..... و أفيئى الى ربـــك فما أروعـــه من رجـــوع ,,,,واللـــه ليفرحــــن ربـــك بك .... و يكون بفضلـــه لــك .... ويـحميـــك و يقوى عزمك .... و يكفيك ما أهمك و أغمك......أفيقى وان خطوت فى الذنب كثيرا ..... فإن الله غفارا غفورا ...أقبضى أختاه عى الجمر و لا تستلسمى ... أقبضى و أحتسبى كى لا تندمى ...
و ليكن فعلك كما قال الشاعر :

وإذا دعا للفســـقِ آلافُ الدُّعـــاة..
وبكى الحياءُ على التعفّفِ والثبات
والإثمُ يرقصُ في الليالي الصاخبات
فاصرخى معاذ الله من درب مشين ** إني أخافُ الله ربَّ العالمين

وإذا اصطلى الوجدانُ من حَـرِّ الذنوبْ
وتنكرّت لشتــاتِ خطــوتكَ الدروبْ
وأتاك يُسدي النـّـُصحَ سمسارٌ كذوبْ
فاصرخى معاذ الله من درب مشين ** إني أخافُ الله ربَّ العالمين

واليومَ يا أختاهُ جرحكِ ينضحُ
ومصابُنا فيــكِ أطـــمُّ وأفــدحُ
والجيلُ يُهدى من هداكِ ويجنحُ
فقلي: معاذ الله من درب مشين ** إني أخافُ الله ربَّ العالمين

أنت بربك قوية ... فلا تخشين أحدا يريد أن يرجعك الى الضلال ...... وأفيئى الى ربك حبيــــبك الرحمن ذى الجلال ....... أنت بربــك قويـــة (وأعلمى أن الأمة لو اجتمعت على ان تضرك بشىء لن تضرك الا بما كتبه الله عليك) فتصرفى عن عقيدة راسخة.... و اقولها لك قوية شامخة ...( أنــــت مـــــن المتــقيــــــــن طـــاهـــــــــــرة).... هكذا حكــــم ربك فيك فقد أخبرنا .... عن دينك الصلب و قد أنبأنـــا... فقال عزوجل ( إن الذين أتقوا ) أنظرى الذين ماذا ؟؟؟ أتــــــــــــــقوا ( إن الذين أتقوا اذا مسهم طائف من الشــــــــــــــيطان تذكـــــــــــــروا فإذا هم مبصرون ) الأعراف ( 201) ....فالله لم ينف أن المتقين قد يمسهم طائف من الشيطان ...و انت نحسبك و الله من المتقين من الصالحات .... فلا تكونى من اليـــائـــســـات البائـــســـات ..... إياك ان تفقدى ثقتك فى نفسك ..... أو تخسرى يقينك بربك ..... فانت على الجادة و على الطريق المستقيم ... و بأوبتك لله سيشملك الخير العميم ؟؟؟؟أنظرى الى نفسك ايام الانتخابات .... و انت لحازم من المساندات ..... اليس ذلك لله ومن أجل شرعه ... وأن يسود الدين و يعلو لله حكمه ... أليس الفرح لفوز مرسى كان وصفك و حالك ..... أليس حب الشرع هو ما حملك على ذلك ؟؟؟ ..... فيا لك من فاضلة نقية طاهرة ...... أبية عزيــــزة و حفيدة عائشة ..... و سينتظرك زوجها صلى الله عليه و سلم مبتسما على الحوض .. ... ثم الجنان محلك و تسمتعين بروض من بعد روض ...... تذكرى أختى كم بكيت لله تعالى شوقا و حب ...... فهل يدمع من الشوق إلا المحب ....
أخيتى بالله أنت قوية ....و عفيفة فاضلة سوية ..... فليعلم الطامعون فيك أنك لست رخيصة مهانة .... يـُــطمع فيك كالساقطات كل وغد بل أنت درة مكنونة و لؤلؤة مصونة ....... لا تنال إلا بكلمة ربها .....لزوج كريم هو و حده حبيبها .....

أخيتى أعلم انك تقـــدّرى قول ربك إذا بشرك و وعظك .. فهيا أسمعيه برقة قلبك
و هو يقول ( إذا تقرب عبدي مني شبرا تقربت منه ذراعا ، وإذا تقرب مني ذراعا ، تقربت منه باعا أو بوعا ، وإذا تقرب مني باعا أتيته هرولة)
وألا نتقتدى بنبى الله موسى حبيــــنا ....صلى الله عليه ونبينا إذ قال له ربه (وما أعجلك عن قومك يا موسى , قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى )
وهو هو نداء ربك اختى أتسمعين ؟؟ فو الله ظنى بك تستجيبين و يخشع قلبك و تدمعين
يقول ربنا ( وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين )
و يقول تعالى في وصف أنبيائه ورسله .... أصفياءه و أشراف خلقه
( كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين)
و قال تعالى
(أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون )
وقال تعالى
(فاستبقـوا الخيــرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيـــه تختلفــون)
وها هو حبيبك صلى الله عليه و سلم ينصحك .... و يدلك على الخير و يسددك ... فقال
( بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا ، ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا )
وقال تعالى
(و لينصرن الله من ينصره)
قال الله تعالى
( و الذين جــــــــــــاهدوا فيــــــــــــــنا لنهدينهم سبلنا و ان الله لمع المحســــــــــــــنين ) فكونى منهم من المحسنين
صدقت ياربى ( و من اصدق من الله قيلا )

................................منقول...............................