لعلّ بداية السنة فرصة لكي أقتني دفتراً هاتفيًّا جديداً، أنقل عليه ما نجا من الأسماء.. و ما صمد من الأرقام. يتناقص الأصدقاء عاماً بعد عام، بعضهم سقط من القطار، و آخرون سقطوا من القلب.ـ

لا وقت لي لأنتشل أحداً. لذا أحتفظ بدفتر هاتفي تعيد الأيام تشكيل أرقامه. لا أكترث لفوضاه، و لأرقام كتبتُ بعضها على عجل دون أسماء، كأنّني أعرف أصحابها. و ها أنا لا أدري أيّ اسم أضع عليها.ـ

قلّما أهاتف أحداً. عدا صديقات ثلاثة يتناوبن على شغل هاتفي ليل نهار.ـ
أتصفّح مفكّرة كأنّها مقبرة لأناس كان بعضهم يشغل صفحتها الأولى، و كانت يدي تطلبهم أكثر من مرّة في اليوم في هواتف عابرة للقارات و لم تبق اليوم سوى أطلالهم شواهد قبر مكتوبة كيفما اتفق حسب التسلسل الأبجدي للخذلان.ـ

يا لرقمهم الغالي ذاك كيف مات! الأرقام تموت أيضا بموت أصحابها في قلوبنا و ترخص حين يرخصون.ـ
الأرقام الحبيبة التي أصبحت غريبة عنا حدّ الأذى. الأرقام التي خانتنا و فتحت قلبها لصوت غير صوتنا، كلما وقعنا عليها في دفتر هاتفنا أحزننا التعثر بجثتها.ـ

لا أجد ما أقوله عن هاته الأرقام سوى قولي لصاحبة الأرقام دع الأرقام و سجلي الذكربات الجيدة عبر صفحاتك لعلك تعودين لأرقام الصفحات في يوم ما و تأكدي أنك لا يمكن أن تلذغين لأنك دونت الذكريات و عرفت أن كثرت الأرقام لا تهمنا بقدر ما يهمنا مكانة صاحب الأرقام عندك شكرا لك دمت لنا و لمنتدانا أختاه

مشكور منتصر على المرور

العفو طارق

من أنتم حتى تحكمون أفكار الآخرين

شكرا اخت زينب

بارك الله فيك
وعلى مساهمتك وعراكك مع ارقام تلا شت وارقام كتبت دون اسماء اصحابها وارقام حذفت من ذاكرة
وارقام اصحابها اصبحوا بدون هواتف وبدون ارقام
وهل يبقى انسان دون ذاكرة يا ترى؟
بارك الله فيك زينب

وفيك بركة عزوز