لم تكن محلات البيتزا والهمبورغر حكرا على النساء فقط ببسكرة، لكن السيدة مديحة أرادت ان يكون محلها حكرا على النساء دون الرجال، ولذلك استوحت اسم محلها من حصة نلفزيونية "ممنوع عالرجال" أو كما جاء في ملصقة كبيرة زينت بها واجهة محلها الواقع وسط حي شعبي تجاري في قلب المدينة.
مديحة، امرأة متزوجة، أم لبنت، فتحت قبل نحو شهر محلها أمام بنات جنسها، متحدية كل الظروف المحيطة بها خصوصا من يرى في ممارستها التجارة نوعا من الخروج عن المألوف، أما عن الفكرة، فتولدت منذ سنة، صارت أمرا واقعا أملته رغبتها في ممارسة هوايتها بالاعتماد على نفسها دون اللجوء إلى المؤسسات ذات الصلة بالشغل والدعم، وقد مكنها ما جمعته من مال بمساعدة من والدتها على كراء محل وتجهيزه في شارع يعج بالنساء على مدار ساعات النهار. وعلى الرغم من حداثة المحل، إلا أن بوادر النجاح بدأت تلوح ـ تقول صاحبته ـ التي تباشر نشاطها في السادسة والنصف صباحا إلى الثامنة مساء لتقديم الخدمات للنساء العاملات والمتسوقات، توفر لهن القهوة والحليب ومختلف المأكولات السريعة، من بينهن من يرافقهن رجالهن إلى المحل وينتظرنهن وفقا لمواعيد محددة، أما الفضاء فهو وسط ملائم لبنات حواء لإثارة قضاياهن ذات الطابع الاجتماعي العائلي بكل ما تحمله من أسرار بعيدا عن عالم آدم الذي تزاحمه فيه حواء، لأن محل مديحة، صاحبة مستوى ثالثة ثانوي، حكر على النساء فقط، خصوصا اللواتي يرفضن الأكل في محلات مختلطة.