أسس موالون من مناطق الجنوب الكبير مؤخرا، عريضة لمقاضاة عدد من الحفارات البترولية التابعة لشركة سوناطراك، كانت تباشر أعمال التنقيب عن النفط بعرض مناطق صحراوية استغلها مربو إبل كأقاليم لسبي ورعي قطعانهم.
وجاء قرار متابعة هؤلاء لعدد من فروع مجمع سوناطراك، بعدما تكبدوا خسائر فادحة في قطعان إبلهم التي نفق عدد كبير منها خلال الخمس سنوات الماضية، بسبب شربها لمواد طاقوية سامة خلفتها حفرات البترول وراءها على شكل برك من دون دفنها أو اتخاذ احتياطات سلامة محيط أماكن التنقيب الجديدة المنصوص عليها في الاتفاقيات المبرمة بين سوناطراك ووزارة البيئة الخاصة بالمحافظة على البيئة، ضمن نقاط نشاط حقول النفط بالجنوب، والحفاظ على حياة البشر والحيوان أثناء الاقتراب من مثل هذه البرك المشبعة بالمواد الكيماوية السامة، أو الاحتكاك بها بغرض استغلالها من طرف البدو الرحل.
وطالب مربو الإبل والبدو الرحل وزير الفلاحة بالعمل على حماية قطعان إبلهم من بحيرات "الرهج"، وجاء في شهادات موثقة لعدد من أعضاء مجالس ولائية بست ولايات جنوبية، وقوفهم على آبار نفط قريبة من التجمعات السكانية، حيث تم ترك بؤر من مجمع بحيرات نفط دون دفنها أو ترسيم أي نظام لحمايتها، مما تسبب في هلاك عشرات رؤوس الإبل من النوق الممتازة.
كما تحصل هؤلاء على نتائج تحاليل لآبار مياه جوفية تقع بالقرب من المناطق المذكورة، تثبت تلوث كمية معتبرة من خزان المياه الجوفية في مناطق البدو الرحل بسبب حقول التنقيب عن النفط غير المراقبة بولايات الجنوب.
وفقد مربو الإبل بوادي نومر بغرداية، نهاية السنة الماضية العشرات من رؤوس الإبل والماشية إثر شربها لمياه ملوثة بالنفط، تسربت من أحد الأنابيب في منطقة وادي نومر الصناعية، كما كشفت إفادات موالين بأم العسل بأقصى تراب ولاية تندوف عن عدد من محاضر المعاينة لحوادث نفوق عشرات النوق جراء اقترابها من مواقع لشركات تعمل في مجال نقل مادة الزفت نحو ورشات شق الطرقات بالولاية ذاتها، يحدث هذا في وقت يؤسس فيه موالون من ست ولايات جنوبية لمقاضاة مجمع سوناطراك في قضية بحيرات النفط المهملة بعرض الصحراء، ويطالبون الوزارة الوصية على القطاع بتعويضهم عن الخسارة التي تكبدوها بعد هلاك عدد كبير من نوقهم جراء الحوادث المذكورة، وأكدت تقارير أعدتها مصالح الفلاحة بعدد من ولايات الجنوب، تسبب برك نفطية مهملة بعرض الصحراء في نفوق وهلاك عدد من الإبل المعتمد أصحابها على نظام سبي الماشية بأقاليم رعي غير محددة.