جدّد المئات من عمال سوناطراك في الحفّارات البترولية، بحاسي مسعود وإليزي وبشار، نداءاتهم بضرورة إسراع هذه الأخيرة في إنجاز مستشفى متخصص في الحروق البليغة، حيث وصف العمال ما يحدث بـ"العار" في شركة تملك مال قارون وتبذره على الرحلات والحفلات وشراء المياه المعدنية بصفة مبالغ فيها، وتتجاهل إنجاز هيكل صحي متخصص في الحروق بالرغم من المخاطر الكبرى التي تحيط بالعمال في الشركات التابعة لمجمع سوناطراك، وهي حوادث أغلبها مميتة ويذهب ضحيتها سنويا عمال في الحفّارات أو ينقل المصابون إلى مستشفى الدويرة في العاصمة، قصد العلاج بدلا من إنجاز مستشفى متخصص بإحدى ولايات الجنوب.
وتشير أرقام مصالح الحماية المدنية بمنطقة حاسي مسعود السنة الماضية، إلى تزايد عدد الحرائق الصناعية وتسربات البترول من عدة مواقع حساسة وسط المدينة وخارجها، وهو الأمر الذي أقلق مسؤولين على أعلى مستوى، كما توجد حوالي 25 نقطة سوداء قد تؤدي إلى كوارث مستقبلا، لذلك يتطلب التعجيل بالمستشفى المذكور لفائدة العمال -حسب قولهم -.
وكان الحريق المهول الذي شب السنة قبل الماضية، بالحفارة البترولية رقم 83 التابعة للمؤسسة الوطنية للأشغال في الآبارENTP المتواجدة بطريق مركز تكرير النفط الشمالي بعاصمة الذهب الأسود، قد خلّف ردود فعل متباينة وسط العمال بعد إصابة 3 منهم بحروق بليغة تطلبت نقلهم إلى مستشفى خارج المدينة، فضلا عن حادثة أخرى وقعت بالحوض البترولي حاسي الطويل قبل سنوات، حيث توفي على إثرها عاملان وإصابة زملائهما بعاهات وتشوهات مستديمة منعتهم من مزاولة مهامهم. وكشف عدد من العمال في رسالة حصلت "الشروق" على نسخة منها، أنه من غير المعقول أن تصنّف حاسي مسعود، بمرسوم على أنها منطقة ذات أخطار كبرى ولا تتمتع بمستشفى للحروق، كما تدر سوناطراك أمولا بالعملة الصعبة وتعجز عن إنشاء هذا المرفق الصحي، حيث لا يكلف الشركة الكثير نظرا للأموال المتدفقة عليها، علما أن الحوادث متكررة والعمال بحاجة إلى تكفل عاجل خاصة بالحفّارات البترولية المتواجدة في مناطق صحراوية معزولة.
وذكر العمال لـ"الشروق" أن من بين الفوارق الموجودة داخل مجمع سوناطراك، تنقل مسؤولين كبار دوريا للعلاج بفرنسا ودول أخرى لمجرد "وجع الرأس"، على حساب ميزانية الشركة -في إشارة إلى صرف الأموال في غير وجهتها-، فيما يعاني عشرات العمال من تشوهات ومشاكل معقدة نتيجة حرائق سابقة وأمراض مهنية دون تكفل حقيقي بهم.