دورة حياة العائلة
* تعريف مفهوم دورة حياة العائلة:
المراحل الشعورية والفكرية التى يمر بها الإنسان منذ فترة طفولته وصولاً لسن المعاش كفرد من أفراد العائلة يُطلق عليها "دورة حياة العائلة"، وفى أياً من هذه المراحل يواجه الإنسان تحديات مما تكسبه مهارات جديدة بالإضافة إلى تنمية الخبرات السابقة التى مر بها.
وسواء عن طريق اكتساب المهارات الجديدة أو تنمية الخبرات السابقة يستطيع الإنسان اجتياز التغيرات التى يعاصرها ضمن إطار هيكل العائلة التى ينتمى إليها. ومعايشة هذه المراحل لا يتوافر فيها السلاسة بشكل مطلق، فالتعرض لبعض المواقف مثل:
- المرض.
-المشاكل المالية.
- موت شخص من أفراد العائلة.
تؤثر على كيفية اجتياز الشخص لمراحله العمرية المختلفة، ولحسن الحظ إذا فات الفرد إحدى المهارات التى تكتسب فى كل مرحلة يمكنه تعلمها فى المراحل التالية.
- تعريف دورة حياة العائلة.
- أهمية فهم دورة حياة العائلة.
- العوامل التي تؤثر عليها.
- كيفية تطوير الإنسان لذاته.
* مراحل دورة حياة العائلة:
- مرحلة الاستقلال.
- مرحلة الزواج.
- مرحلة الأبوة.
- مرحلة تربية النشء.
- مرحلة المعاش والتقدم فى السن.
* مراحل دورة حياة العائلة:
- مرحلة الاستقلال.
- مرحلة الزواج.
- مرحلة الأبوة.
- مرحلة تربية النشء.
- مرحلة المعاش والتقدم فى السن.
* ما أهمية فهم دورة حياة العائلة؟
فهم وتفهم مهارات كل مرحلة عمرية، تجعل من انتقال الإنسان بين المرحلة والتى تليها شيئاً سلساً وناجحاً.
المزيد عن تأملات فى النجاح ..
وفى حالة عدم الفهم سيحدث الانتقال الحتمى لكن ستقابله صعوبات فى عملية الانتقال نفسها أو فى إقامة العلاقات مع الآخرين. وتقر دائماً نظرية "دورة حياة العائلة" أن الانتقال الناجح يساعد الإنسان على تجنب الأمراض والاضطرابات المتصلة بالضغوط.
ماهية الضغوط .. المزيد
وسواء أكنت طفلاً أم أباً، أخاً أم أختاً، تربطك صلة دم أو حب بالآخرين .. فإن خبراتك فى مراحل دورة الأسرة سوف تؤثر على كينونتك وعلى ما سوف تصبح عليه فى المستقبل، وكلما فهمت أكثر عن تحديات كل مرحلة كلما كان الانتقال سهلاً.
المزيد عن الروابط البشرية ..
المزيد عن لحب ..
المزيد عن الحب الإدمانى ..
المزيد عن حب التعذيب ..
* ما هى العوامل التى تؤثر على سير هذه الدورة الطبيعية؟
1- ضغوط معيشة الحياة اليومية.
2- محاولة التكيف مع حالة طبية مزمنة.
3- أو أية أزمات يتعرض لها الشخص.
العوامل الثلاث السابقة وغيرها من العوامل قد تؤثر بالسلب على دورة حياة الإنسان الطبيعية، وذلك بالشكل التالي:
أ- إما أن تؤجل من عملية الانتقال إلى المرحلة التى تليها.
ب- أو حدوث الانتقال بدون تأجيل لكن بدون اكتساب المهارات التى تمكنه من إحراز النجاح.
* كيف يستطيع الإنسان أن يطور من نفسه فى إطار هذه الدورة؟
لابد وأن يكون الإنسان على ثقة ويقين دائمين أنه بوسعه تعلم المهارات التى تفوته فى مرحلة ما واكتسابها.
وهذا التغيير لا يتسنى للشخص إلا من خلال اختبار النفس والتعلم وأخذ المشورة من الآخرين بكيفية تطوير هذه المهارات.
1- المرحلة الأولى – مرحلة الاستقلال
مرحلة الاستقلال أو الاستقلالية هى من أكثر المراحل الحرجة فى حياة الفرد، لأن الشخص يدخل فيها وهو فى المراهقة حيث يبدأ ميل المراهق/المراهقة لتحقيق استقلاله/استقلالها على كافة المستويات عن باقى أفراد العائلة التى يعيش/تعيش بينها.
ويحاول المراهق/تحاول المراهقة تنمية صفات وخبرات تحدد الهوية الذاتية، ومن أهم هذه المهارات التى ينبغى أن يكتسبها الفرد خلال هذه المرحلة هى "الحميمية" وتوصف بالقدرة على تنمية والاحتفاظ بعلاقات قريبة من بعض الأشخاص للتغلب على الأوقات الصعبة التى يمر بها المراهق أو المراهقة وقهر التحديات كما يصفها المراهق كذلك من وجهة نظره.
وتتصف العلاقات الحميمية بـ:
1- الالتزام.
2- التشابه بين أطراف العلاقة.
3- التوافق.
4- الارتباط.
5- الاعتماد على شخص آخر خارج نطاق العائلة.
6- مشاركة الآخرين فى المشاعر.
البلوغ وتغيرات المراهقة .. المزيد
هل يعانى الكبار من المراهقة المتأخرة؟
كما يعى الإنسان هويته بعيداً عن نطاق أفراد الأسرة والتى يترتب عليها مدى نجاحه فى فهمها لاحقاً فى باقى مراحل حياته القادمة، كما يتعلم الإنسان كيف يفكر أو يتصرف بالطريقة التى تعكس استقلاليته.
هى مرحلة اكتشاف الرغبات والاهتمامات، وما يتوق الإنسان إلى إحرازه فى مجال حياته العملية (الوظيفية) كجزء من مهارات تنمية استقلاليته.
تبدأ رحلة الإنسان فى العناية بصحته وتلبية احتياجاتها الطبية والغذائية والجسدية، حيث يحدد لنفسه كل العادات التى سيقوم باتباعها فيما بعد لحياته سواء أتوصف بعد ذلك من قبل الآخرين بأنها عادات صحية أو غير صحية والتى تنصب على العادات الغذائية والمداومة على ممارسة الرياضى من عدمها، الابتعاد عن ممارسة الجنس غير الآمن، إيجاد وسائل السعادة للنفس.
المزيد عن السعادة على صفحات موقع فيدو ..
كما يبدأ الإنسان فى هذه المرحلة بالتفكير فى الجنس الآخر، أى تبدأ العواطف الجارفة وتنمو فكرة الارتباط عند الفتى أو الفتاة.
وملخص هذه المرحلة أن الفرد أمل فى:
- رؤية النفس بشكل مستقل عن باقى أفراد العائلة مهما كان امتدادها (فلا صديق من داخلها هذه هو الشعار المتبع).
- تقوية علاقات الصداقة الخارجية.
- التفكير فى الحياة العملية.
صفات هامة تُنمى خلال هذه المرحلة:
- الثقة.
- الأخلاقيات.
- روح المبادرة.
- الشعور بالإثم.
- تحديد الهوية.
- العمل.
المزيد عن إدمان العمل ..
2- المرحلة الثانية - الزواج
ب عد أن يمر الشخص بخبرات الاستقلال، فإن المرحلة التالية فى حياته تزج به إلى فكرة التزاوج أو الزواج ووجود شخص آخر يشاركه حياته وتكوين عائلة جديدة أو طريقة جديدة للحياة إن جاز القول. وكون الإنسان له علاقة بشخص آخر خارج فعل الزواج فهذا لا يتطلب مهارات مثل المهارات التى يتطلبها الزواج.
وعند ارتباط العائلات برابطة الزواج، فهذا معناه تكوين نظام عائلى جديدة ودورة حياة أسرية جديدة. حيث يبدأ استنساخ العائلة السابقة- لأن الأفكار الذاتية التى يكتسبها الفرد بالإضافة إلى القيم والعادات ما هى إلا نسخة من عائلته التى ينتمى إليها لتعود وتظهر من جديد فى عائلته الجديدة، أى أن: العائلة الجديدة = العائلة الأصلية.
لكن الشىء المختلف هو أن هذه العائلة الجديدة مزيج من عائلتين أصليتين وليست واحدة تندمج معتقداتهم وسلوكهم بطريقة تداوبية. وفكرة أن يدوب كل طرف فى الآخر يكون باستخدام الطاقة من كلا الطرفين لخلق وجهة نظر ثالثة يعمل بها كلاً من الشريكين والذى يكون بالخيار الأفضل دائماً فى الحياة الزوجية، أى التقاء وجهتى النظر المتناقضتين لتكون وجهة نظر أخرى مختلفة يعمل بها الطرفان باتفاق تام.
وقد يجد الفرد فى هذه المرحلة بأن هناك بعض الأفكار التى كان يعتنقها أو بعض التوقعات التى كان يؤمن بها بأنها غير واقعية فى مرحلة الزواج هذه.
العوامل التى تؤثر على مرحلة الزواج:
- الأمور المالية.
- نمط الحياة المتبع.
- الأنشطة والهوايات.
- العلاقات مع العائلات الجديدة من ناحية الزوج والزوجة.
- الصداقة.
- الجنس أو التوافق الجنسى.
المزيد عن أوضاع الاتصال الجنسى ..
المزيد عن فوائد ممارسة العملية الجنسية ..
- الأولوية لاحتياجات شخص أخر غير النفس.
وأقصى هدف لهذه المرحلة هو تحقيق الاستقلال الذى يحدث عندما يكون الشخص قادراً على الدخول فى علاقة مع طرف آخر. كما أن الاستقلال أو الاستقلالية تتطلب مشاركة الأهداف وأن يكون الشخص لديه القدرة بين الحين والآخر على إجابة متطلبات شريكه/شريكته قبل إجابة متطلباته الذاتية (أى تفضيل الغير على الذات)، وهذا لم يكن يحدث قبل علاقة الارتباط.
وهناك قاعدة هامة للغاية "قبل أن يحرز الإنسان الاستقلالية عليه أن يعرف كيف يقوم باكتسابها".
ومهارات علاقة الارتباط أو الزواج هى فى حقيقة الأمر الأساس للعلاقات الأخرى التى تأتى فيما بعد، مثل علاقة الآباء بالأبناء، علاقة المدرس بالطلبة، علاقة الطبيب بالمريض .. الخ.
أثناء الزواج يتعلم الإنسان التالى:
- الارتباط والتواصل بين أطراف العلاقة.
- مهارات حل المشكلات.
- كيفية خلق حدود فى العلاقات المختلفة.
- وجود أهداف مشتركة سواء أكانت أهداف عاطفية أم وجدانية.
- تفضيل الغير والابتعاد عن الأنانية، حيث يتعلم الشخص متى يقوم بإحلال احتياجات الطرف الذى يشاركه الحياة قبل احتياجاته حسب الأهمية.
وتشير غالبية الأبحاث أن الزواج السعيد ينقسم إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى هى تلك المرحلة المليئة بالعواطف والولع الجنسى والتى تصبح أقل فى الأهمية فيما بعد.
المرحلة الثانية وهى التى يُطلق عليها "الزواج الذى يتسم برضاء الشريكين عن بعضهما البعض"، والذى يكون فيه الفعل الطيب وليس القول هو المعيار الأساسى الذى يحكم الزواج وليس العاطفة كما كان فى المرحلة الأولى. ويتمثل ذلك فى فعل الأشياء الجميلة للطرف الآخر بدون أن يطلب هو ذلك، وتقديم الثناء والكلمات المعبرة عن الامتنان.
ومهارات هذه المرحلة هامة فى تنمية الاستقلالية والقدرة على خلق مناخ من العلاقة الصحية التى تسودها روح التعاون.
من تحديات هذه المرحلة:
- الانتقال إلى نظام عائلى جديد.
- دمج الزوج/الزوجة فى العلاقات الموجودة فى حياة الشخص من الأصدقاء وأفراد العائلة (التى ينتمى إليها كل طرف).
- الالتزام بجعل الزواج ناجحاً.
- أولوية احتياجات الطرف الآخر.
وستكون الضغوط الممارسة على الزوج/الزوجة أقل إذا كان الانتقال إلى إطار العائلة الجديد يتم بطريقة بسيطة بدون تعقيدات، وهذا معناه ضغوط أقل وصحة أفضل.
أهداف العائلة هنا:
أ- تكوين عائلة جديدة مع الزوج/الزوجة.
ب- انضمام فرد جديد للعائلة الأصلية وللأصدقاء.
3- المرحلة الثالثة – الأبوة (من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة)
أخذ القرار لإنجاب الأطفال. عند نقطة ما فى الزواج، سيكون هناك وجود للأطفال على الرغم من أن هناك البعض الذى لا يكون لديه الرغبة فى الإنجاب.
الأبوة والأمومة هى إحدى التحديات الحاسمة فى دورة حياة العائلة وهى المرحلة الثالثة فى هذه الدورة، وقرار إنجاب الطفل من الخطوات التى تؤثر على فكرة التطوير الذاتى وعلى هوية العائلة التى ينتمى إليها الشخص، بالإضافة إلى تأثيرها على الحياة الزوجية نفسها بين الشريكين أو طرفى العلاقة الزوجية وهما المرأة والرجل.
الأطفال مستهلكى للوقت، والمهارات التى لم تكتسب فى المراحل السابقة سيكون من الصعب إيجاد وقت لها لاكتسابها فى هذه المرحلة.
قدرات الفرد على التواصل بمن حوله وقدراته على حل المشكلات غالباً ما تتعرض للضغوط. تقديم طفل للعائلة ينتج عنه تغيير فى دور شريكك ودور شريكتك، فكل أب وأم لهما أدوار ثلاثة مختلفة: دور الفرد العادى الذى يعكس الهوية الذاتية، دور الزوج أو الزوجة، دور الأب أو الأم (الأبوة والأمومة).
وكآباء جدد لابد من تعلم المهارة التى يستطيع الإنسان من خلالها الانتقال بين الأدوار الثلاثة. وفكرة وجود طفل جديد فى العائلة تأتى بمفهوم السعادة والسرور داخل إطار العائلة وفى نفس الوقت يأتى معها كم من الضغوط والخوف تجاه التغيرات التى سيقابلها الآباء. فالمرأة تخشى تجربة الحمل وما تمر به من مصاعب أثناء هذه الفترة وأثناء الولادة وما بعدها وما ستجده من مصاعب التربية. أما الآباء فعلى الرغم من قلقهم لما سيتحملونه من مسئولية الإنفاق إلا أنهم يبقون على هذه الضغوط سراً بينهم وبين أنفسهم مما يجعلهم يصابون ببعض الأمراض الصحية.
أ- تربة طفل صغير:
علاقة الأبوة بجانب علاقة الزواج هى خطوة شعورية رئيسية، حيث يكون الانتقال من حياة ثنائية يكون طرفيها الزوج والزوجة إلى حياة بها فرد ثالث أو من المحتمل أن يكون أكثر من ذلك (فى حالة التوائم). وكون الرجل أباً والمرأة أماً تزيد من قوة رابطة الزواج لوجود طرف يخص كلاً من الزوج والزوجة سوياً، والذى يكون هناك دائماً التشاور التعاونى بشأنه.
ونمو الطفل الصحى يعتمد على قدرة الآباء على توفير بيئة آمنة ومحبة ومنظمة، ودائماً ما يعود بالنتيجة الإيجابية على الأبناء إذا كان الآباء تربطهم علاقة زواج قوية.
والعناية بالطفل يكثر من كم الوقت الذى من الممكن قضائه فى استجمام مع النفس أو مع الشريك الآخر، وإذا لم يتعلم الفرد مهارة العمل من أجل صالح العائلة فى المراحل السابقة فسوف يتأثر الزواج .. ونجد أن الطلاق أو الانفصال يحدث بنسب أعلى أثناء فترة تربية الأبناء لعدم تعلم الآباء مهارات تفضيل مصلحة العائلة.
الانفصال بين الرجل والمرأة ..
أما الأشخاص التى تمتلك الأدوات الصحيحة، فهذه المرحلة بالنسبة لهم من أسعد أوقات حياتهم على الرغم من ملئها بالتحديات.
من أهداف انضمام طفل جديد للعائلة:
- تكييف نظام الزواج بإيجاد مساحة لوجود الطفل ضمن أعضاء العائلة.
- تقمص دور الأبوة.
- مد نطاق العلاقات داخل العائلة الأصلية لوجود الحفيد والجدود.
ب- تربية المراهق/المراهقة:
تزداد درجة الصعوبة هنا فى تنشئة الأبناء، فهو اختبار حقيقي للأهل فى عملية التربية. كما أنه الوقت الحاسم لاختبار النمو الإيجابي والاكتشاف الإبداعي لكافة أفرد العائلة .. والعائلات التي تكمل مسيرتها بنجاح يكون من بين سماتها:
- وجود العلاقة القوية الحميمة بين أفراد عائلتها.
- وجود المرونة.
- وجود التواصل.
- القدرة على حل المشكلات.
- الاهتمام المتبادل.
- الدعم.
- توافر الثقة.
وعلاقة المراهق/المراهقة بأفراد العائلة هي علاقة يغلب عليها التنافر والابتعاد والصراع إن جاز القول، لاعتناقهم الأفكار والمعتقدات الغريبة. ومواطن القوة لدى الآباء تكون بوصفهم أفراد لهم هويتهم المستقلة أو بوصفهم جزء من علاقة الزواج تواجهها التحديات لتربية المراهق.
الكفاح من أجل إيجاد مناخ متوازن يشعر فيه المراهق بالدعم والأمان العاطفي، وإيجاد الفرصة له للخوض فى سلوك وحياة جديدة عليه شيء صعب للغاية على الآباء. ولذا فإن أهم مهارة خلال هذه المرحلة هي "المرونة"، فعلى الآباء تشجيع الابن أو الابنة على الاستقلالية والإبداع، وإقامة الحدود مع المراهق/المراهقة وفى نفس الوقت تشجيعه على الاكتشاف هي معادلة صعبة للغاية.
وإذا استطاع الشخص أن ينمى هويته الذاتية فى مرحلة مبكرة من مراحل حياته فسوف يمثل ذلك الأمان للتغيرات التي سيمر بها الطفل.
ومهارة المرونة ليست مقتصرة على التعامل مع المراهق أو المراهقة، وإنما تمتد إلى المسئولية التي يتحملها الآباء والتي تتمثل فى متطلبات الوظيفة أو العناية بفرد مريض من أفراد العائلة، بالإضافة إلى المرونة فى تغيير أدوار أفراد العائلة وتبادلها.
قد ينتاب أفراد العائلة أثناء هذه لفتة شعور بالاكتئاب والإحباط، وتظهر الشكوى من بعض العلة الجسدية على الرغم من غياب السبب (مثل الصداع أو اضطرابات المعدة) بجانب بعض الاضطرابات المتصلة بالضغوط.
تغذية الزواج وتطور الهوية الذاتية قد تهمل فى بعض الأحيان فى هذه المرحلة، وعند نهايتها يبدأ الآباء فى التركيز على تأهيل المراهق بعد نضجه للتفكير فى مستقبل حياته العملية والزواج. والإهمال فى التطوير الذاتي والزواج قد يجعل من الانتقال أمراً صعباً.
وقد يتداخل مع دور تربية المراهق الاعتناء بالجدود (الآباء المسنين)، والرعاية الصحية التي تقدم للنفس فى هذه المرحلة تساعد على الدخول والانتقال إلى المرحلة التالية من دورة حياة العائلة.
أهداف مرحلة تربية المراهق/المراهقة:
- الانتقال من مرحلة تربية الطفل الصغير واندماج الطفل الكبير فى نظام العائلة.
- التركيز على حياة منتصف العمر والحياة العملية.
- العناية بالجيل السابق (الجدود).
4- المرحلة الرابعة – مرحلة الشباب (الأبناء البالغون)
وهنا يقوم الابن/الابنة بتحمل تحديات الحياة بما أنهم أصبحوا بالغون أي الوصول إلى النقطة أو المرحلة التي بدأ عندها الآباء .. ومع هذه المرحلة يبدأ الآباء بالتحرر نوعاً ما من متطلبات الأبوة وليس من المسئولية كلية لوجود عامل الاعتماد على النفس والنضج.
والمهارة الأساسية لنجاح هذه المرحلة هو تنمية أو تطوير علاقة الأبوة بشخص ناضج لم يعد طفلاً أو مراهقاً "مهارة التعامل مع شخص ناضج"، ويكونون على استعداد لتقبل عضو جديد بين أفراد العائلة لزواج الأبناء.
وبجانب علاقة الأبوة يبدأ الكبار فى التركيز على تجديد أولويات حياتهم، مسامحة من اخطئوا فى حقهم وإعادة تقييم معتقداتهم عن الحياة نفسها.
ومثلها مثل أي مرحلة أخرى، إذا لم ينتقل الآباء لها مع اقتناء أدواتها الصحيحة فلن يكونوا قادرين على تعليم أبنائهم المهارات التي يحتاجونها لكي يعيشون معتمدين على أنفسهم. وإذا لم يتم الانتقال الثنائي من جانب الزوج والزوجة سوياً فلن يشعروا بتوافق بينهما .. لكنه لم يفت الوقت للتعلم طالما أن الإنسان مازال على قيد الحياة.
الحالة الصحية للآباء تأخذ زاوية الانحدار، فقد يعانى البعض من الأمراض المزمنة التي تؤثر على مزاولة الإنسان لأنشطته اليومية الطبيعية، أو الاستمتاع بما كان يمارسه فى الماضي، ومن بعض هذه الاضطرابات:
- ضغط الدم المرتفع .. المزيد
- مشاكل الوزن .. مؤشر الوزن المثال
- التهاب المفاصل .. المزيد
- سن انقطاع الدورة الشهرية .. المزيد
- هشاشة العظام .. المزيد
- أمراض القلب (أمراض الشرايين التاجية).
- الاكتئاب .. المزيد
- أمراض ناتجة عن الضغوط.
وقد يولى الشخص عناية بالآباء المسنين، الأمر الذي يكون مدعاة للضغوط ويؤثر على الصحة بالمثل.
أهداف هذه المرحلة:
- إعادة التركيز على العائلة الأصلية بدون وجود أطفال.
- تنمية علاقة التعامل مع شاب ناضج.
- تكوين الأبناء لعائلات جديدة تدخل ضمن هيكل العائلة الأصلية بزواجهم.
5- المرحلة الخامسة والأخيرة – سن المعاش:
تحدث العديد من التغيرات فى هذه المرحلة، فإما أن ترحب العائلة الأصلية بضيوف جديدة تنضم لها أو تودع أعضاء قد رحلوا عنها بالوفاة. فهي المرحلة التي تشهد زواج الأبناء ورؤية الجدود للأحفاد.
يتم جنى ثمار ما تم عمله على مدار الحياة مع التحرر من مسئولية الأبناء، لكنه توجد تحديات فى هذه المرحلة أيضاً سواء من رعاية أفراد العائلة الآخرين (فلا يكون هناك تخلى عن المسئوليات كلية أو المشاركة فى عملية التربية لأن هناك عنصر جديد من الأحفاد)، كما أن هناك مسئولية تجديد الزواج والتركيز على الأنشطة والهوايات، أو العناية بالآباء المسنين.
وقد يخضع الشخص لتغيرات التي تمتد إلى قدراته العقلية والجسدية، بالإضافة إلى الوضع الاجتماعي والمالي. فى بعض الأحيان قد يعانى أحد الشريكين من فقد الشريك الآخر أو أحد أفراد العائلة.
جودة حياة الشخص لها أهمية جلية فى هذه المرحلة، ويعتمد تحقيقها حسبما سلكه الإنسان من أنماط للحياة فى المراحل السابقة من حياته ومدى عنايته بصحته. والتقدم فى العمر الطبيعي يؤثر على الجسم، فنجد: قلة كثافة العظام، ظهور التجاعيد، وجود الآلام، واحتمالات ظهور الأمراض الجسدية أو العقلية المزمنة تزداد مع هذه المرحلة .. لكن هذا ليس معناه أنها مرحلة المرور بحالة صحية ضعيفة.
الوصول إلى سن المعاش قد تكون كلمة مزعجة لصاحبها ولمن يوجد من حوله، إلا إذا استُغلت بطريقة صحيحة من الممكن أن تكون من أسعد وأنجح المراحل التي قد مر بها الشخص وخاصة إذا كان هناك وجود للأحفاد حيث يكون الاستمتاع بهم كبيراً لغياب تحدى التربية.
أهداف المرحلة الأخيرة من دورة حياة العائلة، تتمثل فى:
- التركيز على اهتمامات الفرد الذاتية بعيداً عن مسئولية تربية الأبناء، بالإضافة إلى العناية الصحية بالجسد.
- تقديم الدعم العاطفي للأبناء البالغين وللآباء المسنين.
- التعامل مع فقد الزوج أو الزوجة، أحد الأصدقاء أو فرداً من أفراد العائلة.
- مراجعة الحياة وما اكتسبه الإنسان على مدارها.
- إيجاد مساحة فى النظام العائلي للحكمة وخبرة البالغين من الأبناء فى العائلة.
- اكتشاف أدوار اجتماعية جديدة.
- رعاية كبار السن لكن بدون بذل مجهود مثل مجهود تربية الأبناء من قبل.
بالله عليكم اخوتي في الله لا تنسوني بالدعاء.
التوقيع: بلمهدي محمود