اتهم صالح ڤوجيل، منسق حركة التقويم والتأصيل، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، باستعمال الحيلة لإفشال مساعي الصلح التي باشرها جناحا الحزب للم الشمل والدخول في الانتخابات التشريعية المقبلة، بقوائم موحدة.
وقال ڤوجيل : "إنما الحيلة في ترك الحيل"، وساق هذا المثل الفرنسي، بينما كان يتحدث عن الأسباب التي أدت إلى فشل جولات الحوار مع بلخادم، وانتهائها إلى طريق مسدود، وتجلى ذلك من خلال حرصه على دعوة أنصار التقويمية، بوقف عمليات جمع التوقيعات، من أجل التقدم بقوائم حرة، يقول المتحدث.
وذكر عضو المكتب السياسي السابق للأفلان أن الطرف الآخر لم يكن جادا في جولات الحوار السابقة، وحاول حصر مشاكل الحزب في الانتخابات التشريعية، في حين أن أزمة الأزمة هيكلية وتعود إلى المؤتمر التاسع، حسب المتحدث، الذي أكدا أن شريكه في المفاوضات لم يكن متحكما في أمور بيته وأضاف: "قلت لبلخادم خلال لقاءاتي الأخيرة معه، أنا لا أناقش معك ملفات 3500 مترشح، وحصرت العدد في 120 ملف فقط، هم رؤوس القوائم والمراتب المتقدمة في بعض الولايات، وقد سلمته كافة الأسماء المترشحة من جانبنا، غير أنه عجز عن تقديم رؤوس القوائم من جانبه، إلى غاية اليوم الأخير، وهو ما عرقل التوصل إلى حل".
صالح ڤوجيل أبدى تساهلا بشأن الحوار مستقبلا مع بلخادم، بشكل أزعج بعض رفاقه، ولم يغلق الباب أمام العودة إليه مجددا، وقال: "سنغير الأسلوب إذا تقررت العودة للحوار، لا بد من شهود سواء من جانب بلخادم أو من جانبنا، ليحكموا على المتسبب في الفشل"، وذلك بينما كان بصدد الرد على سؤال لـ"الشروق"، حول موقفه من الحوار مستقبلا.
كما أبدى الكثير من التحفظ بشأن تعاطي التقويمية في الحملة الانتخابية، على مستوى الولايات التي لم تتقدم فيها بقوائم حرة، ولاسيما عندما قال: "نحن أبناء حزب جبهة التحرير الوطني وسنبقى كذلك"، وهو ما أثار حفيظة الناطق الرسمي باسم التصحيحية، النائب محمد الصغير قارة، الذي لم يتردد في تناول الكلمة ليهاجم عبد العزيز بلخادم، متهما إياه بتغليب منطق الشكارة في الترشيحات، كما تمسك بالنضال إلى غاية إسقاط الأمين العام للحزب.
وفي سياق متصل، رفض ڤوجيل التعليق على الغليان الذي يعيشه الحزب العتيد بعد الكشف عن قوائم المترشحين، ولاحظ "هذا أمر لا يهمنا"، غير أنه استدرك ليؤكد بأن حالة التململ الحالية "تكشف صحة الخطوة التي أقدمنا عليها منذ المؤتمر التاسع للحزب"، كما استغل الفرصة لينتقد طريقة معالجة ملفات المترشحين متسائلا: "كيف يعجز حزب عمره خمسين عاما عن انتقاء مرشحين بعيدا عن الفوضى؟".