يؤكد كثير من الدراسات التربوية الحديثة أن الصغار الذين يحرصون على مشاهدة المصارعة الحرة على شاشات التلفاز، أصبحوا أكثر ميلا للعنف والتصرفات العدوانية مقارنة بالأطفال الآخرين، أو مقارنة بسلوكياتهم السابقة هم أنفسهم، وأن الإناث كن أكثر تأثراً من الذكور بهذه الظاهرة. كما أكدت دراسة أشرف عليها كيمبرلي تومسون البروفيسور في مدرسة الصحة العامة بجامعة هارفارد الأميركية، أن الصغار الذين شاهدوا برامج المصارعة أكثر عرضة لتبني العنف بما في ذلك حمل الأسلحة والعراك عند الخروج مع الأصدقاء نتيجة الخبرات التي يتعرضون لها. وتشير الدراسة إلى أن 63% من الذكور و35% من البنات شاهدوا برامج المصارعة خلال فترات الاستطلاع، وأن 25% من الذكور و9% من البنات شاهدوا هذه البرامج ست مرات أو أكثر. ووجدت الدراسة أن زيادة عدد مرات المشاهدة كانت مرتبطة بمشاكل سلوكية، وأن المراهقين يتأثرون بما يشاهدونه في مشاجراتهم مع الأصدقاء، وأن الأشكال الأخرى من العنف تزيد عندما يزيد التعرض للعنف.
إن المشكلة الأهم في مشاهدة الصغار لأفلام المصارعة الحرة، ذلك التوحد الغريب بشخصيات وسلوكيات وعنف بعض المصارعين الذين استطاعوا إحداث تأثير ما في قلوب الصغار، وشدهم إليهم، وشغفهم بحركاتهم وعنفهم وتصرفاتهم، وبدوا أمامهم كأبطال «أسطوريين» في عالم القوة والقدرة على التحمل، واستطاع هؤلاء النجوم أن يستحوذوا على اهتمام وشغف الصغار بالحرص على متابعتهم، واقتناء أفلامهم، وتزيين صدور ملابسهم بصورهم وأسمائهم وحركاتهم المثيرة.
منقول لافادة