القيلولة تجدد نشاطك بقية اليوم
السبيل
يحتاج المرء إلى قسط من الراحة، كي يتسنى له مواصلة يومه بنشاط وحيوية، وتُسهم قيلولة ما بعد الغداء في تجديد نشاط الإنسان لاستكمال النصف الآخر من يومه، ليس فقط أثناء وجوده بالمنزل، ولكن في العمل أيضاً.
وتتمثل أهمية القيلولة فيما تتمتع به من تأثير فعّال في الحد من الضغط العصبي الذي يتعرض له الموظف طوال يومه، حيث يستعيد بعد استيقاظه من النوم قدرته على الإنجاز ولياقته البدنية أيضاً. كما تُسهم القيلولة في تحسين قدرة الإنسان على التركيز ورفع قدرته على التجاوب والتفاعل مع ما يحدث حوله.
ويسهم أخذ الإنسان لقسط من النوم منتصف النهار في ضبط إيقاع الجهاز العصبي، الذي طالما يتعرض للضغط على مدار اليوم.
ونظراً لهذه الأهمية البالغة التي تتمتع بها القيلولة في مسار صحة الإنسان، قام المستشفى الجامعي بمدينة بامبرغ الألمانية بإدراجها ضمن البرنامج الرئيس للمرضى.
ويقول البروفسور غوران هاياك، رئيس قسم الطب النفسي والعلاج النفسي والطب النفسجسدي بالمستشفى الجامعي بمدينة بامبرغ الألمانية، إن "من المهم أن يحصل كل من الجسد والروح على قسط من الراحة والهدوء، بحيث يسترخي خلالها جسم الإنسان بأكمله، ومن ثمّ تتراجع عوامل الضغط العصبي التي تتسبب في توتره".
أما عن المدة المثالية للقيلولة أثناء العمل، فينصح البروفسور هاياك أن تتراوح بين 15 وثلاثين دقيقة، "أما إذا ازدادت عن ذلك، فيُصبح الموظف حينئذٍ عُرضة للدخول في مراحل عميقة من النوم، مما يتسبب في تغيير إيقاع يومه تماماً".
وبشأن فوائد قيلولة بعد الغداء على الصحة بشكل عام تستند هايدرون هولشتاين، الطبيبة بمركز استعلامات المستهلك بمدينة كارلسروهه الألمانية، إلى نتائج دراسة أجراها بعض العلماء من أثينا وبوسطن عام 2007، والتي أكدت انخفاض خطر الوفاة الناتج عن الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية لدى مَن يواظب على قيلولة ما بعد الغداء.
اعتقاد خاطئ
وعلى عكس الاعتقاد السائد، لا تُمثل وجبة الغداء، التي يتناولها الإنسان منتصف النهار، سبباً في الشعور بالتعب والإنهاك المعتاد خلال هذه الفترة، وإنما تعمل فقط على زيادة الشعور بالإجهاد.
ويفسر البروفسور شتيمبل ذلك قائلا "كلما ازدادت كمية الطعام التي يتناولها الإنسان في الغداء وارتفعت عناصرها الغذائية، أدى ذلك إلى زيادة شعوره بالتعب والإعياء، حيث تحتاج المعدة حينئذٍ لكمية كبيرة للغاية من الدم لإتمام عملية الهضم. بينما ينبغي في نفس الوقت إمداد القلب وباقي أعضاء الجسم بكمية وفيرة من الطاقة".
وكي ينعم الموظف بقيلولة هادئة في العمل، عليه أولاً اختيار المكان المناسب، بحيث يكون مظلماً وتتوافر به أريكة مريحة.
وأوضحت الطبيبة هولشتاين أنه ينبغي على الموظف أثناء قيامه بهذه الاستعدادات الخارجية، أن يقوم بتهيئة نفسه من الداخل أيضاً للحصول على قيلولة مريحة، بحيث يتوقف عن التفكير والانتباه إلى أية مؤثرات خارجية.
المصدر: (الألمانية)