شهد الاثنين، الطريق الوطني الرابط بين دائرة فنوغيل ومقر ولاية أدرار، وبالضبط في حدود بلدية تمنطيط أمام مقر بيت الشباب، تجمهرا غفيرا للسكان من جميع الفئات العمرية و قطعا للطريق العام وإضرام النار في العجلات المطاطية، احتجاجا على انقطاع الكهرباء مما تطلب تدخل مصالح الدرك لتهدئة الأوضاع وتنظيم حركة المرور التي شلت تفاديا لانزلاق الوضع.
هدد المحتجون بتصعيد الاحتجاج في حال بقاء الوضع على ما هو عليه بعد الانقطاع المتكرر للتيار وقت الذروة، بعد أن أقدم العشرات منهم على قطع الطريق الوطني رقم 6 الرئيسي الوحيد الممتد من وسط المدينة إلى جميع دوائر الولاية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أضرموا النيران في العجلات المطاطية وطالبوا المسؤول الأول بالحضور والوقوف على مشاكلهم، خاصة مشكلة انقطاع الكهرباء لأكثر من يومين في ظل حرارة فاقت 48 درجة مئوية تحت الظل، وهي الحالة التي دفعت بالسكان للخروج إلى الشارع في شكل أمواج بشرية. ولازال الأهالي يعانون من الحرارة القاتلة وتعطل المكيفات الهوائية وأجهزة التبريد وفساد بضائعهم سيما التجار منهم، والغريب في الأمر يضيف أحدهم ممن التقتهم "الشروق" أنهم بالرغم من النداءات المتعددة إلا أن لا حياة لمن تنادي، وتسأل آخر عن سر عدم قطع الكهرباء على المسؤولين الذين يتمتعون بالمولدات الكهربائية في بيوتهم ومسابح.
دون انقطاع ولماذا تقوم المصالح المختصة بعمليات الصيانة في الصيف فقط وليس شتاءا وهو ما أثر على الأطفال صغار السن والمرضى الذين يعانون من صعوبة في التنفس، في حين تعرف المستشفيات تدفق عشرات المرضى نتيجة ضربات الشمس والاختناق بفعل الحرارة التي لا تطاق، ومعلوم أن مناطق الجنوب تشهد منذ دخول فصل الصيف حركات احتجاجية متواصلة وقطع الشوارع والطرقات العامة نتيجة انقطاع الكهرباء، بينما تبقى المصالح المختصة تقدم تبريرات غير مقنعة وهو ما زاد من الغضب الشعبي في شكل سيناريو يتكرر كل سنة مع موجة حر متزايدة على غرار ما عرفته دائرة المنعية في غرداية، حيث تحول الصراع بين السلطات والمنتفضين إلى جدلية أوقفت عجلة الحياة بالمنطقة لأكثر من أسبوعين الشيء الذي دفع وزارة الداخلية إلى إيفاد لجنة تحقيق في القضية.