سجّلت المصالح الصحية بولاية أدرار منذ دخول فصل الصيف هلاك 13 شخصا بفعل ارتفاع درجة الحرارة،التي تعرف هذه الأيام ارتفاعا غير مسبوق، وبدرجة متفاوتة من منطقة إلى أخرى. وكذا 3 آخرين في عين صالح بولاية تمنراست.
بلدية رفان سُجلت بها ثلاث وفيات في الفترة نفسها، بينما سُجل بمنطقة تدكلت بدائرة أولف، الواقعة على بعد 190 كلم جنوبي عاصمة الولاية أدرار، ست وفيات. ولدى توضيحه لحالة المصابين الذين يتعرضون لضربات الشمس، بفعل الحرارة الشديدة، قال مصدر طبي لـ''الخبر'' إنه لوحظ أن أجساد المتوفين مالت نحو التفحم بسبب ارتفاع درجة الحرارة. وفي العادة، يقول المتحدث، تظهر على المصاب بوادر الهلاك، حيث يصاب بارتعاش شديد، في حين لوحظ على أحد الناجين أنه أصيب بشلل جزئي، بعد أن قضى أكثر من عشر ساعات كاملة تحت أشعة الشمس المحرقة.
وتشهد ولاية أدرار، هذه الأيام، موجة شديدة من الحرارة، والتي لم يسبق لها مثيل، حيث تراوحت ما بين 53 إلى 57 درجة، ما أدى إلى وفاة ما لا يقل عن 13 شخصا، أغلبهم من الشيوخ المصابين بمرض ارتفاع ضغط الدم. وما زاد الوضعية مأساوية الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، وتعطل عديد المضخات بفعل ضعف التيار الكهربائي. في حين تجزم مصادر طبية أخرى مطلعة أن عدد الوفيات يفوق هذا الرقم بكثير، ولا سيما من فئة الشيوخ والعجزة الذين أصيبوا باختناق جراء شدة الحرارة. وقد سجلت خمس وفيات بدائرة برج باجي مختار الحدودية على بعد 850 كلم جنوب أدرار. وأكدت المصادر ذاتها أن أغلب المتوفين يعملون بورشات البناء، وبعضهم ينتمون إلى عمال التنقيب الذين يزاولون عملهم بقلب الصحراء، بالإضافة إلى تسجيل وفيات من بعض الأفارقة الذين يزاولون عملهم عند بعض المقاولين.
وذكر العديد من المواطنين، وبعض الشيوخ العارفين بأحوال الطقس بالمنطقة، أن موجة الحرارة التي تجتاح هذه الأيام ولاية أدرار لم يُشهد لها مثيل منذ أزيد من 30 سنة، كما أنها تكون، يوميا، مرفوقة بالرياح الحارة والقوية المحملة بالأتربة. وما زاد في معاناة سكان المنطقة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي وقت القيلولة، وهو ما أثار سخط واستنكار المواطنين، ودفع بالمدير العام لشركة سونلغاز لزيارة المنطقة، هذه الزيارة التي حظيت بسرية تامة، حتى على ممثلي الصحافة، خوفا من انفجار الوضع وخروج المواطنين إلى الشارع.
موت شاب عطشا بالوادي
وفي الوادي تسبب ارتفاع درجة الحرارة، التي فاقت 50 درجة مئوية تحت الظل، في تقليص حركة السكان، حيث اقتصرت الحركة على قضاء الحاجيات الضرورية صباحا.
وقد منعت العائلات أطفالها من الخروج نهارا، خوفا عليهم من ضربات الشمس. وذكرت عدة عائلات أنها فضلت قضاء جل الوقت في بيوتها، مستغلة المكيفات الهوائية، مع الصبر على الانقطاعات الكهربائية المتكررة.
كما اختارت عائلات أخرى اللجوء إلى أحواض المزارع لتلطيف درجة الحرارة، بينما سارعت أسر أخرى إلى تونس القريبة لقضاء العطلة، على أمل العودة إلى الديار بعد انخفاض درجة الحرارة. ولكن الظاهرة الجديدة المسجلة هي هروب الكثير من العائلات إلى الولايات الشمالية، سيما الساحلية، من أجل قضاء شهر رمضان الكريم هناك، حيث اضطرت لتأجير بيوت بأسعار باهظة.
ولكن أكثر المتضررين من ارتفاع درجة الحرارة، حسب مصادر متطابقة، هم البدو الرحل الذين يتنقلون بمواشيهم من مكان إلى آخر، على يابسة شديدة السخونة، وتحت شمس حارقة، حيث لقي شاب من منطقة العفلة، جنوبي الوادي، مؤخرا حتفه عطشا بين الكثبان الرملية.
كما سجلت المصالح الطبية عدة حالات إصابة بارتفاع ضغط الدم، وصعوبة التنفس لدى كبار السن، بسبب الحرارة الشديدة، إضافة إلى تسجيل ضربات بالشمس لدى سكان بعض القرى، حسب مصادر محلية.
اختناقات وإصابة 10 من أعوان الأمن في احتجاجات بسبب انقطاع الكهرباء ببسكرة
عاشت، ليلة أول أمس، بلدية الوطاية، شمالي ولاية بسكرة، احتجاجات اندلعت عقب الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، حيث خرج المئات الشباب إلى الشارع، ودخلوا في مواجهات مع عناصر الشرطة، التي سجلت إصابة ما لا يقل عن 10 أعوان بجروح وكسور.
بداية هذه الأحداث كانت بإقدام شباب هذه البلدية على قطع الطريق الذي يتوسط البلدة، بعد الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي لعدة مرات، آخرها كان في وقت المغرب، بسبب الرياح القوية التي اجتاحت المنطقة، وأدت إلى سقوط بعض الأعمدة الكهربائية، الأمر الذي قطع التيار نهائيا إلى غاية الخامسة صباحا. والملاحظ أن تدخل رئيس الدائرة ومسؤول الأمن مكن من التحكم في الوضع وتهدئة الشباب، لكن رؤيتهم لمقري هاتين الهيئتين تتمتعان بالإنارة، بفضل المولدات، زاد في هيجانهم، حيث حاولوا اقتحامهما ورشقهما بالحجارة، إلا أن عناصر الأمن تصدت لهم مستعملة القنابل المسيلة للدموع. واستمرت المواجهات، والكر والفر، لساعات عديدة إلى غاية الصباح. وقد سُجل إصابة نحو 10 عناصر من الشرطة بجروح متفاوتة، منها كسور على مستوى الأيدي والأرجل، وحالات اختناق لدى العائلات التي تقطن بجوار المرفقين المذكورين، ما استلزم نقلهم إلى مستشفى بشير بن ناصر لتلقي الإسعافات الأولية. يذكر أن سونلغاز تدخلت، وأعادت الكهرباء إلى مساكن هذه البلدية.