كثيرا ما نكذب على أنفسنا ومن قال منكم ‘لا’ فالأكيد أنه الآن يكذب على نفسه في هذا الوقت
فأحيانا تضطرنا الظروف لكي نمارس الكذب على أنفسنا لنرضى بالواقع الذي نعيش فيه
لكن هل ترى كذبنا هذا هو الحل الأمثل…؟
نكذب على نفسنا حين نرتكب الخطأ فنحاول إقناع أنفسنا بأننا قمنا بالصواب
نكذب على أنفسنا عندما نقنع نفسنا بالبقاء مع من لا يستحق مشاعرنا
نكذب على أنفسنا حين نقول بأن الآخر يحبنا بالرغم من جراحه المستمرة لنا
نكذب على أنفسنا، حين نقول بأن هناك من سيتغير من أجلنا في الوقت
الذي هو لا تهمه مشاعرنا و لا يفكر إلا في نفسه
نكذب على أنفسنا حين نقول بأن كل شيء قضاء و قدر في هذه الحياة
– فلا يجوز لنا أن نحتج على تصرفاتنا و أفعالنا قائلين أنها مقدرة من عند الله –
فالله سبحانه و تعالى ميزنا عن الحيوانات بالعقل لنفكر
و نحسن التصرف و نختار القرارات السليمة وهذا كي لا نحاسب أنفسنا
نكذب على أنفسنا، عندما نتوهم بأننا نسلك الطريق الصحيح
بينما نحن ندرك بأن هذا الطريق لن يوصلنا إلى بر الأمان
نكذب على أنفسنا عندما نحلم بأحلام مستحيلة التحقيق و نقول بأنها يمكن أن تصبح واقعا
نكذب على أنفسنا عندما نحلل ما هو حرام و نحرم ما هو حلال….
نكذب على أنفسنا عندما نقلد شعوبا ديانتهم غير ديانتنا فنقول إننا في زمن العولمة و الحداثة
نكذب و نكذب و نكذب….
لكن متى سوف نصارح أنفسنا بالحقيقة ؟
و متى سوف تزول هذه الغشاوة عن أعيننا، لنمير بين الخطأ والصواب،
بين الحق من الباطل، بين الصديق و العدو، بين المخلص و الخائن… ؟
ألم يحن الوقت بعد لنجلس مع نفسنا و نعترف بالأخطاء التي ارتكبناها في حقها؟؟