وهـران ثانية مدن الجزائر من حيث الأهمية الاقتصادية وحجم السكان. بلغ عدد سكانها عام 1992م 800,000 نسمة، عدد سكان المنطقة الحضرية للمدينة 1,200,000نسمة. تقع على دائرة عرض 42، 35° شمالاً، وخط طول 38 َ غربي خط جرينتش. تتوسَّط المدينة السفوح الشرقية لجبل مارجاجو غربًا، وهضبة بئر الجير شرقًا، والسبخة الكبرى جنوبًا، وهي العاصمة الإقليمية للغرب الجزائري، وقلبه الاقتصادي النابض بفضل مينائها الذي يشكل بتجهيزاته وحركته النشيطة بؤرة النشاط التجاري بين الجزائر وغربي أوروبا.
مناخها معتدل، شتاؤها معتدل دافئ، وصيفها حار، يلطفه نسيم البحر، حيث يبلغ متوسط أكثر شهور السنة برودة 12,5°م، وأشدها حرا 25°م.
يمتاز عمران المدينة بالطابع الأوروبي الحديث الذي تنتشر فيه الحدائق والمساحات والأحياء السكنية المنظمة إلى جانب مركز المدينة المعروف بشوارعه التجارية والحرفية.
ومدينة وهران من أهم المدن الصناعية في الجزائر، ولها مكانة خاصة لدى القطاع الخاص الوطني؛ حيث تتركز 70% من جملة استثماراته بهذه المدينة، لما توفره من تسهيلات ومرافق متطورة. كما تعتبر ضواحيها الحضرية: السانية، وأرزيو، من أكبر المجمعات الصناعية، المتخصصة في الصناعات البتروكيميائية في العالم.
نشأت وهران في منطقة استقرار بشري قديمة، هي منطقة وادي رأس العين التي سكنتها قبائل النفزة، وبني مسغن البربرية. وتذكر المصادر التاريخية أنها بنيت من طرف مغراوة، أحد أمراء الأندلس الأمويين عام 290هـ، 903م.
بدأت وهران بلدة صغيرة أَمَّها البحارة، والتجار الأندلسيون، فتوسع عمرانها وازدهر اقتصادها بعد أن تحولت إلى محطة رئيسية في حركة التجارة، بين الأندلس والمغرب العربي.
ومع سقوط غرناطة، سقطت وهران في قبضة الاحتلال عام 1509م، فتدهورت أحوالها وعمتها الفوضى، فطلب سكانها العون من الأتراك العثمانيين لحماية مقدساتهم الإسلامية، وإصلاح أحوال المدينة فحاصرها الباي بوشلاغم عام 1704م طيلة أربع سنوات، ثم حررها وأرسل مفاتيحها للسلطان العثماني في إسطنبول، فعادت المدينة لدورها الريادي في المجال الاقتصادي والسياسي.
وظلت وهران بعد ذلك تتعرض لغزوات الأسبان المتكررة، تُحتل تارة وتُحرر أخرى، طيلة 60 سنة كاملة، إلى أن عاد إليها الأتراك عام 1791م وحرروها، واستقروا بها، وعمروها من جديد، فأصبحت عاصمة إقليم الغرب الجزائري والبوابة البحرية الرئيسية للجزائر على الموانئ الأسبانية والفرنسية، إلى أن سقطت في أيدي الاحتلال الفرنسي عام 1831م.
أولى الفرنسيون مدينة وهران اهتمامًا خاصا، فقاموا بتشييدها على النمط الأوروبي لتصبح نموذجًا للمدينة الفرنسية. وكان أغلب سكانها من الفرنسيين حتى عام 1963م وهو تاريخ استقلال الجزائر.
هيأت الظروف الاقتصادية والإمكانات العمرانية مكانة خاصة لمدينة وهران بعد الاستقلال؛ فأصبحت ثانية مدن الجزائر العاصمة أهمية، وتدعم مركزها الإداري والاقتصادي مستفيدة من مختلف الحضارات التي تعاقبت عليها، فأخذت منها وأعطتها.