ظفر الأحد تحالف ما بات يعرف بـ "حزب ورڤلة" برئاسة المجلس الشعبي الولائي الذي كان حكرا في السابق على حزبين عمرا فيه لسنوات، وكانت النتيجة مرة وقاسية للحزب العتيد الذي غادر أعضاؤه القاعة قبل نهاية عملية التنصيب، وهم يجرون الخيبة ولم يتحصلو سوى على 17 صوتا من أصل 39 صوتا، بينما ظفر المهندس محمد يزيد بن كريمة ممثل حزب الكرامة بالرئاسة بعد تحالف وإجماع مسبق بما مجموعه 22 صوتا.
وحسب بعض المتتبعين فإن التتويج ليس للحزب الذي ينتمي إليه الرئيس الجديد وإنما للتحالف الموحد الذي جمع شباب يمثلون القائمة الحرة العزة والكرامة وحزب الكرامة والفجر الجديد والأرندي، وشهدت قاعة المحاضرات بالمجلس الشعبي الولائي عملية شد الحبل إلى أخر لحظة، لكن الضربة كانت موجعة وقاصمة هذه المرة على خلاف الأعوام السابقة، حيث سقط الأفلان مصروعا وسط دهشة مناضليه وأنصاره، فيما وصف المقصيون من الحزب أن ظفر التحالف الجديد برئاسة المجلس يعد إخفاقا وشللا كليا "لأعضاء حزب الأفلان" في ولاية أحكموا قبضتهم عليها لسنوات طويلة.
وأرجع البعض الانهزام إلى تصرفات الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم الذي أدخل الحزب إلى قاعة الإنعاش بعاصمة الواحات، ووضع أشخاصا لا علاقة لهم بالسياسة في مناصب أكبر منهم، ويعد هذا الفوز الساحق الذي هندسه نائبان في البرلمان رفقة الرئيس الجديد نقلة ثانية من مرحلة سوداوية إلى منعرج لن يكون سهلا مستقبلا على التحالف الشباني في ولاية تكتنز الملايير وتعاني من "إعاقة" بنسبة كبيرة، فيما قال مدير حملة مرشح حزب الكرامة الفائز برئاسة المجلس إن الأفلان أصبح في خبر كان، وما على الرئيس الجديد سوى التشمير على ساعديه لآن القادم صعب ويحتاج إلى رجال أوفياء لخدمة المنطقة الغنية الفقيرة.،المتتبع للمشهد السياسي هذه المرة يلاحظ أن الكبار أصبح لا مكانة لهم، رغم ظفرهم بمقاعد بعد أن هزمهم من يصفونهم بالصغار في عقر دارهم، بتحالف تاريخي فريد من نوعه بين الأحزاب الجديدة التي أطلقت على نفسها التسمية المذكورة أنفا، جاعلة مبدأ إخراج ورڤلة من الوحل في مقدمة الأولويات وطي صفحة المدينة التعيسة.
عن الشروق اليومية