ولاية ورقلة والحراك السياسي
….الإخوة القراء الكرام في كل مكان ، إليكم مني ألفين تحية وسلام ، حديثي معكم اليوم حول الحراك السياسي على إثر رياح التغييرالتي هبت خلال الربيع العربي نسفا للظلم والظالمين من أنظمة بني يعرب والذين تسلقوا الى الكراسي بطرق ملتوية وثعلبية عن طريق الزيف والشعارات الجوفاء البراقة التي لطالما خدعت الشعوب ردحا من الزمن وجعلتها تفقد العيش الكريم في كنف الشريعة الإسلامية السمحاء واختارت طرقا من صنع بني البشرالتي تميزت بالمحسوبية والرشوة….وضيعت وأضاعت حقوق وكرامة الإنسان وانتقلت به الى مصاف رتبة الحيوان…وتسببت هذه الأنظمة التابعة للغرب والماريكان في ذل وإذلال الإنسان العربي وجعلته مستهلكا لا منتجا وتابعا لا متبوعا سمته الجهل والفقر والبؤس والحرمان والشقاوة والتعاسة الأبدية حيث أصبح يصنف هذا الأخير أي العالم العربي برجل العالم المريض رغم ما يملك من بترول وغاز ومياه جوفيه وثروات أخرى باطنية وعلى سطح الكرة الأرضية ، ولقد ظهرت الإنتفاضة المباركة الشريفة في تونس وتم خلع الثعلب الماكر شين الهاربين بن علي وتحرر الشعب التونسي ، ثم إنتقلت الثورة الى مصر التي عملت هي الأخرى على رمي نظام مبارك العميل في مزبلة التاريخ…و نرى الآن الثورة المباركة تجتاح اليمن وسوريا وليبيا والعمل جاري على قدم وساق ، ليل نهار ودون هوادة ، هؤلاء الثوار الذين يقاتلون كيد الشيطان في كل مكان سينتصرون لا محالة لأن كيد الشيطان كان ضعيفا ، والى أن يحين دور المغرب والجزائر وباقي الدول العربية نعرج وإياكم الى إحدى ولايات الجنوب ألا وهي ورقلة بدوائرها وببلدياتها ال : 21، التي بترابها ما يزيد عن 1400 شركة بترولية أجنبية ومحلية تؤمن سنويا حوالي 35 ألف منصب عمل وليس ينال منها سكان الولاية إلا القلة القليلة والتى لا تتعدى الآف منصب ، ومن المناصب الرديئة والذليلة ، أما باقي المناصب الأخرى فهي تحت رحمة المافيا الإقتصادية والسياسية توزع تحت الطاولة وتذهب الى جهات أخرى مختلفة من ولايات الشمال ، وهكذا هو دأب سكان ولاية ورقلة خاصة وولايات الجنوب عامة مما حدى بالشباب الى اللجوء الى المظاهرات السلمية والإضراب عن الطعام في كل من شركة وذر فورد الماريكانية وأمام مقر دائرة حاسي مسعود وعلى سطوح مبناها ، وأيضا أمام مقر ولاية ورقلة وأمام المجلس القضائي وفي سعيد عتبة وغربوز وفي تماسين والمقارين ، هذا زيادة عن العمليات الإنتحارية التي تعدت الخمس حالات وهكذا الى أن يصل الوضع الى ما لا يحمد عقباه ، لكن المحير في الأمر هو السكوت المطبق والعام من طرف السلطات المحلية إبتداء من الوالي الى رؤساء الدوائروالذين لم يحركو ساكنا ولم يساهمو في العمل على إيجاد الحلول غير أننا نلاحظ وفي كل مرة أن الأمن هو الذي حل محل الإدارة في الحوار بالإضافة الى التعدي بالضرب المبرح للمتظاهرين دوما وكأننا في عهد الإستدمار الفرنسي نتعامل مع نظام بوليسي رغم رفع حالة الطواريء ، كما نلاحظ تسليط وممارسة الحقرة والتهميش والتمييز والعنصرية والمحاباة والرشوة والفساد بجميع أنواعه وأشكاله على سكان الجنوب الجزائري الذين أضحوا مواطنين من الدرجة الثالة بعد مواطني الشمال والصحراء الغربية ، وللعلم فإن 78 في المائة من الدخل القومي بالميزانية العامة هو من مداخيل البترول ومن الصحراء بالضبط بصرف النظر عن مداخيل الغاز والمعادن الثمينة ، كل هذا الحراك من ردود للإفعال وغيرها ولا زال الإعلام يمارس التعتيم ولم يشر لا من قريب ولا من بعيد الى الحوادث والأعمال التي تطفو على السطح بين الفينة والأخرى والتي تطالب بالحق في العمل والسكن والعيش الكريم في ضل شعار العزة والكرامة والذي كان يلوح به في الإنتخابات ، ولكن للأسف لم ير هذا الشعار النور أبدا خصوصا في ولايات الجنوب التي أبلت البلاء الحسن في العمل على غرس هذا النظام ، وبالتالي كان جزاؤها هو جزاء سنمار، وللعلم أن سكان الجنوب قد فقدوا الثقة فيما بين الحاكم والمحكوم وإزدادت بينها الهوة إتساعا، مما جعل البعض منهم ينادي بإنفصال الصحراء عن الشمال والبعض يعتمد على الإعلام الأجنبي وجمعيات حقوق الإنسان ، والبعض عمد الى الفايس بوك والبعض فتح راديو للتواصل وتبادل الخبرات بين كل بلديات وولايات الجنوب للتفكير والتشاور للخروج من هذا المأزق العفن والنتن نتانة المنتخبين المحليين النائمين والذين همهم السكوت هم الآخرين وتأمين فقط مصالحهم الشخصية ومصالح ذويهم ، هذا في أحسن الأحوال وبحسب ما جاء في هذا المقال والذي به من الهموم والمشاكل ما يغني عن السؤال ونفوض أمرنا الى الباريء الخالق شديد المحال.