… كان حلما في مخيلتي أثناء عضويتي بالمجلس الشعبي الولائي لولاية ورقلة …. وكان حلما أيضا أثناء عضويتي بالمجلس الشعبي البلدي لبلدية العالية في زمن قريب قد ولى ومضى ، لكن الحلم لا زال باقيا بعد ولم يمض ، ولكن ما أحد سمعني وشاركني رأيي بالفعل ، أما القول فموجود وبينهم وبين تنفيذه حدود ، في الحقيقة هي حدود وهميه فقط ، حلمي هذا هو الشراكة والمشورة والتشاور في ما بين الأفراد والجماعات سواء كانوا على صعيد واحد أو موزعين على قطع جغرافية متبابينة ومتباعدة ، لأن الحياة هي طموح ، والطموح هذا هو خيال وحلم بأحجام مختلفة وهو أيضا مشروع أو بعبارة أخرى مسرحية ذات فصول وأبوات ولا يستطيع الواحد منا تنفيذها وحده بل يحتاج الى من يقدم له يد العون والمساعدة ولن يتأتى هذا إلا بقبول الآخر ونبذ الأنا والأنانية ، وعلى رأي المثل العامي القائل :::: الناس بالناس ، والناس بالله ::::: فسكان بلدية العالية لا يستطيعون وحدهم القيام بكل شؤون الدين والدنيا على رقعتهم الجغرافية فهم مجتاجين لسكان دائرة القرارة ومحتاجين الى سكان بلدية الحجيرة والعكس صحيح ، وكلهم جميعا يشكلون فسيفساء المسرحية المنشودة والتي على كل عنصرفيها أن يلعب دوره كاملا غيرمنقوص لتسير عجلة الحياة ، ولدينا نحن ما يجمعنا أكثر بألف ألف مرة مما يفرقنا ، وهكذا هي الحياة أخذ وعطاء ، والناس عالم ومتعلم والباقي رعاع ، فالدول الأوروبية ليست من أصل واحد ولا من دين واحد ، وما يفرقهم أكثر بمليون مرة مما يجمعهم ، ولكن ها هم أصبحوا مضرب المثل في التعاون والتآخي ، ولقد أنشأوا عملة واحدة هي الأورو وأنشأوا سوقا أوروبية مشتركة لها قيمتها ووزنها في أنحاء كل المعمورة وأصبحت تشكل ثقلا يحسب له ألف حساب .
قلت وأقول بأني كنت أحلم بأن يكون بيننا توأمة ، أي بين أهالي دائرة القرارة وأهالي بلدية العالية على جميع الأصعدة في المجال الثقافي والرياضي والعلمي والتقني…. لنتعلم نحن أهالي العالية من جيراننا وهذا ليس بالعيب بل يزيدنا رفعة وسموا ، فأهالي دائرة القرارة وبالخصوص المجتمع الأباضي المتحضر والمواكب والمتابع ، له باع كبير وكبير وأقولها من كل أعماق قلبي وبهذا أفخر وأعتز ، فهو المجتمع الناجح في أموره الدينية والدنيوية وهذا ما بيغيه الإسلام ويعتز به ، وينبغي لمن أراد أن يسير على الدرب أن يتبع ويتعلم ويطلب المعرفة من أهلها ولا يكون مكابرا، وبهذا نكون قد جسدنا شعار ::: التعارف والمعرفة والإعتراف :::: وها هو اليوم المجتمع الإباضي كان في المستوى المطلوب وحصل على السبق في ميدان المبادرة ومد أول خيط لنسج عمليه التواصل خلال العطلة الشتوية من شهر ديسمبر المبارك من السنة المباركة 2010م وأرسل بالفوج الكشفي ::: عبد اللآوي مرموري :::: رفقة كبار الأعيان من الإطارات والمثقفين وغيرهم ، تحت عنوان رحلة الأخوة والإستكشاف من دائرة القرارة الى بلدية العالية والطيبين سيرا على الأقدام لمسافة 90 كلم ، تحت الرعاية السامية لرئيسي بلديتي القارة والعالية ، من تنظيم عشيرة جوالة الخدمة بقيادة العميد الشيخ بالحاج سليمان بن محمد ، وباسم الدكتور صالح خرفي والشاعر الكبير محمد الأخضر السائحي ، من 19 الى 25 ديسمبر 2010م بمشاركة 25 عضوا و5 قادة ، ومن أهم أنشطة العشيرة :
- معرض إعلامي عن مدينة القارة وجمعياتها الفاعلة .
- حفل على شرف سلطات البلديتين .
- ندوة مفتوحة للشباب من تنشيط العميد : الشيخ بالحاج سليمان .
- لقاءات مع شخصيات من المنطقة.
- زيارة قصري العالية والطيبين .
- درس وعظ من طرف أحد مشايخ مدينة القرارة بالمسجد الكبير بالطيبين .
*
… أيها الإخوة القراء ، الآن أنقل إليكم مجريات عميلة إستقبال الوافدين من مدينة القرارة وهم الفوج الكشفي عبد اللاوي مرموري بقيادة العميد الشيخ بالحاج سليما بن محمد رفقة أحباب الكشافة المشجعين ، ونزلوا وخيموا بإبتدائية الشهيد قوادري لخضر ب بلدة الطيبين وكان في استقبالهم كل من نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية العالية السيد محمد الحافظ عوفي ومديردار الشباب السيد لزهر وذان والسيد طيباوي صالح رئيس جمعية أمل بالعالية والمنشط الأخ جلاخ محمد الاخضر بن البوطي ومراسل إذاعة الواحات الأخ إبراهيم غريب والأخ نعامي لحسن مدير إبتدائية وكان ذلك صباحا ، ثم في المساء وعلى الساعة الثالثة والنصف توجه الفوج الكشفي الى زاوية بلعلمي وكان في استقبالهم سيدي الهاشمي وأبناؤه والأخ أحمد تجيني عضو مكتب جمعية الزاوية والقائم بمهام التفتيش مقاطعة دائرة الحجيرة قطاع التعليم الأساسي والأخ محمد منصوري القائم بمهام التتفتيش بالتعليم الأساسي متقاعد ، وبعد التعارف فتح باب الحوار والنقاش حوال مسائل متعددة تخص تاريخ المنطقة والعادات والتقاليد وما الى ذلك ، ثم صلاة المغرب جماعيا بمسجد الزاوية ثم العودة الى مكان التخييم دائما مع الأخ المنشط والمستقبلين،كان هذا نشاط اليوم الأول .
أما في اليوم الثاني وعلى الساعة التاسعة صباحا توجه الفوج الكشفي الى مقر دائرة الحجيرة وبالضبط الى دار الشباب أين تم إستقبالهم من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد عيسى قويدري ومدير دارالشباب السيد عيسى بالطيب والمندوب الدائري للشبيبة والرياضة السيد ضب عبد الحميد ومراسل إذاعة الواحات السيد غريب إبراهيم حيث تم التعارف والدخول في بعض المناقشات في ما يتعلق بالمنطة وتاريخها ثم التوجه الى الملعب البلدي بالحجيرة ومنه الى مقرالزاوية التيجانية حيث كان في استقبالهم شيخها سيدي عبد الحميد تيجاني وأولاده وبعد التعارف فتح باب النقاش حول مسائل متعددة تخص الزاوية ، ثم العودة الى قاعة الحفلات ببلدية العالية على الساعة الثالثة والنصف مساء لحضور المحاضرة الملقاة من طرف أحد الأساتذة المرافقين للفوج الكشفي بعنوان : طموحات الشباب وكان الحضور مكثفا تليت بمناقشات حارة ومنطقية ولقيت صدا كبير في أوساط الحاضرين.
وفي اليوم الثالث وعلى الساعة التاسعة صباحا توجه الفوج الكشفي الى القصر القديم الأثري المعروف ب قبة اللقاني بالعالية حيث تمت معاينته ثم الى زيارة ضريحي الولييين الصالحين سيدي عبد القادر البوطي وسيدي بلعلمي ثم الزاوية القديمة زاوية سيدي الصغير والتي يديرها ويشرف عليها سيدي أحمد الذي كان في استقبالهم وفتح لهم الباب على مصراعية لمعاينة البناءات القديمة، كما تمت زيارة المبنى الأثري القديم ببلدة الطيبين والأضرحة القريبة منه .
وفي االمساء وعلى الساعة الثالثة والنصف وصل الأعيان من مدينة القرارة وعلى رأسهم السيد رئيس المجلس الشعبي البلدي ونائبه… وفي حدود الساعة الرابعة والنصف دخل الجميع الى قاعة الحفلات بمقر البلدية العالية وكان في الإستقبال الفوج الكشفي بالأناشيد الحماسية ورؤساء الجمعيات الناشطة وأعيان البلدة ثم فحت الجلسة بتلاوة آيات من الذكر الحكيم من أداء الشاب الهاشمي باللعور بعد الترحيب بالحضور من طرف المنشط الناشط الأخ جلاخ محمد الاخضرثم عزف السلام الوطني قسما من طرف المجموعة الصوتية للفوج الكشفي ثم لحن هيا يا كشاف ولحن لا إلاه ألا الله ولحن يا شبابنا صلوا على نبينا محمد ولحن آخر يتضمن جمع القلوب وتلاه كلمة من طرف أعد أعضاء الكشافة تضمنت الرغبة في جمع الشمل ثم كلمة من رئيس المجلس الشعبي البلدي لبدية العالية السيد عوفي محمد الحافظ والتي تضمنت الترحيب بالحضور والشكر والثناء لأهالي القرارة على المبادرة الطيبة لمد جسور التآخي بين سكان البلديتين على جميع الأصعدة واعتبر هذا اللقاء التاريخي عرسا تاريخيا ثقافيا وأكد على رد الزيارة خلال الأشهر القليلة القادمة ثم حول المنشط الأخ جلاخ محمد الاخضر الكلمة الى السيد رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية القرارة الذي هو الآخر رحب بالحضوروشكر أهالي بلدية العالية على الإستقبال الرائع والإهتمام والرغبة في التواصل واعتبر هو ايضا هذا اللقاء عرسا وهمزة وصل للجمع بين الشقيقين وتمنى أن تتكرر مثل هذه اللقاءات الحميمة التي تبشر بالخير العميم لصالح الطرفين على مجالات عدة ، ثم إسكتش بعنوان - إجلس - ريح - بالإشتراك مع البعض من أعضاء الكشافة والذي لقي إعجابا من طرف الجمهور ثم الإستماع الى قصيدة شعرية بعنوان فلسطين من إعداد وإلقاء الطالب الشاب مازوزي سليم والتي عبر فيها عما يختلج في صدره تجاه فلسطين والفلسطينيين وتخذال العرب وغيرهم والتي لقيت هي الأخرى صدى واسعا لدى السامعين ثم كلمة الدكتور العميد الحاج سليمان المتضمنة طموحات الشباب ودور الحركة الكشفية ثم المجموعة الصوتية لحن بعنوان : القلب رفرف ، هيا يا جوالة من القرارة الى العالية ، ثم كلمة ممثل زاوية بلعلمي الأخ أحمد تجيني المتضمنة الترحيب والمزيد من التآخي ثم كلمة الأستاذ حماني التجاني الداعية التآخي والتواصل والتعاون في ما بين الجميع لكي يتحقق الأمل ونكون نحن القدوة لكافة البلديات على مستوى الوطن والعمل على إعلان يوم : 20 ديسمبر من كل سنة يوم المحبة والتآخي ثم كلمة البرلماني المتقاعد وعضو الأمانة الوطنية لأبناء المجاهدين الأخ عبد القادر سليمان موهوبي التي تضمنت الترحيب بالوافدين على هذه البلدية المضيافة المجاهدة ودعا الى المزيد من الأنشطة حول تجسيد مبدأ الأخوة والتآخي في هذا المضمار كما أعلن عن صدور كتاب جديد تصب مواضيعة في مثل هذه الإنشغالات الجديدة القديمة والمتجددة وأخيرا كلمة الأخ منصوري محمد القائم بمهام التفتيش قطاع التربية والتعليم المتقاعد والتي حملت بين طياتها كل معاني الأخوة والتآخي في ما بين البلديتين العالية والقرارة والقرارة والحجير ولما لا ؟ كل بلديات الوطن ولديه ما يقول الكثير والكثير ولكن نظرا لضيق الوقت ختم بأنشوده رددها معه الحضور متضمنة كل معاني الأخوة والتآخي ، وكان الختام بتبادل الهدايا الرمزية كعنوان للمحبة والأخوة والتآخي ، كما وعد السيد عوفي محمد الحافظ نائب رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية العالية برد الزيارة ورد الجميل خلال الأشهر القليلة القادمة إنشاء الله ، وبعد الإستماع الى آيات بينات من الذكر الحكيم مؤدات من طرف أحد أعضاء فرقة الجوالة تفرق الجمع المبارك ، واتجهوا الى دار الشباب بالعالية لتناول وجبه العشاء على شرف سلطات البلديتن العالية والقرارة وتمت معاينة المعرض المعد والذي يحتوي على الخيمة وبعض الأدوات التقليدية واللباس التقليدي وكذا المعرض المعد من طرف الوافدين ثم قضاء سهرة في الهواء الطالق بعيدا عن النسيج العمراني .
أما نشاط اليوم الخامس فكان التوجه نحو المدينة الأثرية طزيوة أين تمكن الفوج الكشفي من معاينة الأثاروالمسجد القديم وبعض المباني المطمورة تحت الأرض والمقبرة وبعدها تمت مشاهدة سهرة غنائية كلاسيكية من تراث الجهة بقيادة الأخ أحمد بن الزروق والتي نالت إعجاب الحضور
ثم العودة الى العالية والتجمع ثم الوداع الى مدينة القارة تعقبه إن شاء الله عدة لقاءات في إطار التواصل والتراحم والتآخي……وسوف نوافيكم إن شاء الله بالصور بعد حصولي عليها
ونشكر كل من ساهم من قريب أو بعيد في إنجاح هذا العرس الثقافي فلهم منا كل التقدير والإحترام والتبجيل.