لمبدع السيد / غزال الغربي
هو كغيره من مواطني بلدة العالية عانى الفقر والبؤس والحرمان إبان تواجد المستدمر الفرنسي
الإستيطاني ، من مواليد 1904 م حافظا لكتاب الله ، لم يستسلم أبدا وبقي يكافح ويكابد من أجل ضمان بقائه وضمان قوت زوجته وأولاده، فكان يمتهن الفلاحة من زراعة للأرض بوسائل بدائية بسيطة تقليدية مستعملا الأدوات التالية لجلب الماء وإخراجه من البئر مثل : المرود والجرارة والدايات والغربة والإسترمقت والمرار والدلو المصنوع من الجلد أو الكاوتشو مِؤخرا والعرص والشريعة ، وكان يلقح النخيل ويجني التمور مهما كان طول النخلة وبعدها عن الأرض ، وكان من الذين يعملون على ترحيل الرمال بالطرق الفزيائية المعروفة سابقا والتي تغيب عن أذهان المتأخرين من جيل اليوم والى جانب ذلك كان أيضا يمتهن حرفة الحدادة بوسائل بسيطة منها الرابوز والمطرقة والسندان والمنشار حيث يصنع القواديم والفؤوس والمناجل والعتلة لنزع الحشان ويصنع أيضا المصابيح التي تشتغل بالكاربيل ، وكان يصلح الأواني الخشبية مثل الجفان والقصعة وألواح التلاميذ التي يستعملونها لكتابة القرءان ، ومن سعف النخيل كان يصنع
المراوح والمذبات وأشياء أخرى كثيرة لا حصر لها ، وأيضا كان يحسن حفر الأبار وغراسة الحشان ، فهو مبدع من المبدعين الكبار متعددي الخبرات بحيث إستفادت منه كل الفيئات ، وفي وقتنا الحاضر قلما نجد مثل هؤلاء المبدعين المتعددي التخصصات ، فهم خدموا أنفسهم وخدموا المجتمع ودخلوا التاريخ من بابه الواسع بأعمالهم المشرفة النافعة ، فهو إبن القرية العالية ومنها وإليها وبها دفن رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه توفي سنة 1990م مخلفا وراءه بنين وبنات فهم خير خلف لخير سلف .