حي الدواميس من الأحياء القديمة المهجورة منذ فجر ما بعد الإستقلال ، يقع شرق النسيج العمراني محاذيا لحي طوجين ، وسمي بحي الدواميس لكون أول بناء فيه هو إنجاز الدواميس أي دهاليز تحت الأرض تكون باردة في القيلولة صيفا ودافئة شتاء تستعمل للنوم وتخزين المؤونة حتى لا تفسد ، وهذه الدواميس هي النواة الأولى للحي المذكور وهي المساعد الأول على شبه الإستقرار والتمدن والإنسلاخ من البداوة ونبذ حياة الحل والرحال تدريجيا وبعد مدة من الزمن أصبح لكل عائلة مسكنا يتألف من المطبخ وغرفة للنوم وغرفة للجلوس والإستراحة والسمر وغرفة للضيوف وبهو يتألف من الأقواس يسمى ب التواهج للجلوس والإستراحة وغزل الصوف ومعالجة النسيج لصناعة ما يسمى بالبرانس والقشاشيب والأغطية وصناعة الحبال من شعر الماعز وصناعة الفليج من وبر الجمال والشعرلصنع الخيام ، كما يوجد في إحدى زوايا المنزل الواسع أي الحوش بئرللتزود بالماء الصالح للشرب وللغسيل بالإضافة الى إسطبل بجانب الدار يستعمل للحيوانات والطيور مثل الدجاج والحمام ، وبجانبه دورة المياه ، كما يوجد تقريبا بكل غرفة بما يسمى بالمطهرة أي ميضأة صغيرة للوضوء والإغتسال، وكانوا يستعلمون الحطب في طهي الأطعمة سواء المجلوب من غابات النخيل كالعداف والكشراف والسقاس والجريد والأعذاق أو المجلوب من البراري مثل خشب الزيته والقرينة والبلبال والعرفج …. أما الإنارة فكانت تستمد من الفوانيس الزيتية والكانكي المصنوع محليا والذي يشتغل بالكاربيل ، هذا الحي يسكنه أولاد الولي الصالح سيدي بالطيب الكائن ضريحة بمنطقة دمد بمسعد ولاية الجلفة بن المكي بن محمد بن الحاج محمد بن الولي الصالح سيدي المبارك بن سيدي أحمد دفينا مدية القرارة ولاية غرداية بن الولي الصالح سيدي محمد السايح دفين بلدة عمر، أولاد سيدي بالطيب لهم سبعة ألقاب وهي ، موهوبي ، مشري ، خمري ، بالطيبي ، بلبقرة ، شلغوم ، سلفاوي ، وكانت تقيم معهم عائلة كربوب ، منهم من يقيم بحي طوجين وحي الدبابة ، قبل إنشاء هذه الأحياء المنجزة من المواد المحليه كالطين والحجر الجيري والحجرالجبسي والجبس، كانوا بدوا رحلا يتنقلون بين صحاري العريفجي ورمادة والأبرق وقرب ضريح سيدي محمد السايح ببلدة عمر وقرب تماسين وتقرت وصحاري مسعد والجلفة وغيرها ، وكان أولاد سيدي بالطيب الذين هم فصيل من أولاد سيدي المبارك من أغنياء أولاد سيدي محمد السايح حيث كانوا يملكون الأبل والأغنام والنخيل والخيول وكانوا يجمعون بين البدو والحضر يستقرون في الصيف بالقرية بالحي بجانب نخليهم ويتركونه في باقي الفصول ، وكانوا يهدون للزاوية التيجانية بعين ماضي في مطلع كل سنة أكبر قطيع من الإبل يعد بالمآت مما جعل بعض بنو عمومتهم من العائلات الأخرى يغبطونهم ويطلبون من الله أن يرفعهم إليهم من حيث الرتبة في المال أو يخفض إخوتهم الأغنياء إليهم وفعلا تحقق ذلك وتدريجياأصبح أولاد سيدي بالطيب أقرب من خط الفقر مثلهم مثل باقي بنو عمومتهم ، كانت المرأة الطيبية في الحي منتجة تساهم في الرفع من مستوى الإقتصاد الأسري الى جانب الإنجاب والتربية فهي عاملة بالداخل متعددة الأعمل ، والرجل يعمل بالخارج ، ومن جملة الأكلات الشائعة هي الكسكسي باللحم والمرق ، المشوي ، التمر بالعرعار ، البوحرور،
والشخشوخة ، المقبب ، المرشومة ، خبز المطلوع بالخميرة المحلية ، بوصلوع ، الذوابة
المفيض ، الدشيشة المفلقة ، الدشيشة الرقيقة والمتوسطة ، الرفيس ، الكعبوش ، الدشيش المغمومة ، المرود ، خبزالملة ، المطبق ، المختومة ، خبز الشحة ، خبز الرقاق المدقوقة المفور ، المحكوك ، المرورة ، شراب اللآقمي ، الوزواز، الحليب والتمر ، الشاي
ومن الألبسة النسوية الكتانة التي تشد بالخلالة الفضية والحزام المسمى بالبثرور والمحرمة بكل الألوان والأنواع وحذاء الريحية ، والخلخال الفضي والخواتم الفضية والأساور الفضية والذهبية والمرآة المزينة والمكحلة والمغربل الذهبي….
ويستعملون لتبريد الماء ونقله القربن والشكوة لمخض الحليب والضبية والمزود والجرار لتخزين العسل والسمن وتبريد الماء ، وهناك الأواني الكثيرة المصنوعة من الطين والخزف كالطواجين لطهي الخبز والقدور والفناجين والكؤوس والملاعق الخشبية والقصعة الخشبية بمختلف الألوان والشكال والأحجام .
ومن أعيان الحي الموهوب بن الموهوب وخميري والفقيه الحاج السايح مشري ، والطالب البشير شلغوم والحاج الغزال والعيد بلبقرة وإبنه أحمد والشيخ محمود والطالب سليمان موهوبي والمنقع بالطيبي والمختار بن المكي والصغيربن أحمد مكاوي البيطري والأخضر مكاوي والطيب بن الحاج أحمد مكاوي والطالب محمود مكاوي وبالضياف سلفاوي والحاج محمد بالمصطفى شلغوم ، ومن الأعيان في الوقت الحاضر الأستاذ أحمد غزال مشري والأستاذ عبد القادر سليمان موهوبي وعبد الله خمري ……
وكانوا يستعملون إطلاق الرصاص الحي بشراهة في المناسبات لكن بعد وصول الغزاة الفرنسيين أصبح ذلك محضورا وأغلب البنادق حولت الى جيش التحرير وبعضها إفتكتها الإستدمارمن أهاليها ، والحي الآن مهجورا وبقي أثريا، جل أهاليه في مقر البلدية ومنهم من رحل الى ورقلة وتقرت وبلدة عمر وبالريان وغرداية والإغواط وآفلو والجزائر العاصمة .
أضف الى مفضلتك