في ليلة الجمعة أول شهر شوال من سنة : 1431 هجرية ببلدة العالية وبعد سماع الإعلان عن إنقضاء شهر رمضان المعظم فمن الناس من إتجه نحو المسجد ، ومنهم من اجتمعوا في منازل الأقارب في شكل حلقات لتناول الشاي والسمر لإنشاد المدائح الدينية من مجموع القصائد والبردة والبغدادية مثلما جرت به العادة والمتوارث عن الأباء والأجداد منذ القديم الى يومنا هذا الى غاية ساعة متأخرة من الليل ، أما النسوة فشرعن في تهيء منازلهن من تنظيق وإدخال بعض التعديلات من ديكور وغيره وبما يتناسب والحدث العظيم ، أما الأولاد والبنات فأخذوا يتفقدون ملابسهم الجديدة ويهيئونها ليوم الغد ، وهكذا دأب كل مجموعة ، أما عن الحناء فحدث ولاحرج…..
في الصباح الباكر من يوم الجمعة أول شوال أي أول يوم عيد الفطرمن سنة : 1431 هـ ، وبعد صلاة الصبح بمدة وفي ساحة المقبرة ركبت مكبرات الصوت والتي تنبعث منها تسابيح بعض الحضور والقرءان الكريم ، وهكذا الى أن يأتي الناس من كافة أحياء البلدة في جماعات كلهم يلبسون الأبيض يرددون التسابيح والتكبيرات بأصوات جماعية متناسقة يتبعهم الصبية الصغار والكبار يدخلون الى المصلى ويتفرقون لزيارات الوليين الصالحين سيدي عبد القادر البوطي وابن أخيه سيدي محمد بلعلمي ويترحمون على موتاهم الى أن يحين وقت الصلاة فيجتمعون في الساحة العامة لأداء صلاة العيد ثم الإستماع الى خطبة الإمام والتي يبين فيها فضائل شهر الصوم وأبعاده وأهدافه وما الى ذلك ثم الختم بالدعاء لصلاح المجتمعات الإسلامية وتوحيد شملها وكلمتها في مشارق الأرض ومغاربها والنصر على الأعداء في الداخل والخارج واسترجاع أرض فلسطين السليبة ، ثم يشرع الناس في تبادل التهاني بمناسبة العيد السعيد ، حيث يسلم الكبار على الكبار والصغار أيضا ولا يغادرون المصلى الى ان يلتحق المصلون الذي أدوا صلاة العيد بمسجد زاوية سيدي بلعلمي حيث يسلمون على بعضهم البعض ويتسامحون ، فهذا هو اليوم المعد لوأد كل الخلافات ، وهذه عادة طيبة وسنة حمدية قلما توجد في المدن الكبيرة التي ساد فيها التفكك الأسري والتي عادة ما تعرف للعيد طعما ، أما في القرية فإن للعيد طعما ونكهة خاصة وكل عنصر يشعر وكأنه جزء لا يتجزأمن العنصر الآخر وكل منهما يكمل الآخر ، وأن الكلام منبعه من القلوب الى القلوب مباشرة ، فإنه يوم الشحن الروحي للبطاريات وليس يوم الكلام من الشفاه الى الشفاه مثلما يحدث بالمدن وأن الناس ثعالب في أثواب بشرية طغى عليهم الجالنب المادي ، وأضحوا أسارى في أحضانه له وبه ولأجله تماما كالخشب المسندة ، جمادات بلا روح حاشا البعض ، وإنما أقصد السواد الأعظم…. ثم يغادر الناس المصلى لزيارة الأقارب الى غاية ساعة متأخرة من النهار، أما النسوة فلهن اليوم الثاني والثالث لزيارة الأقارب…أما عن مأكولات يوم العيد فتتمثل في الشاي والحلويات والكسكسي بالمرق واللحم ، هذه هي عاداتنا وتقاليدنا في يوم عيد الفطر جعله الله مباركا علينا وعليكم وعلى كافة الأمة العربية والمسلمة والتي نتمني لها لم الشمل وتوحيد الكلمة والنصر على الأعداء في الداخل والخارج وأن يحرر أرضيها من الغاصبين آمين يارب العالمين .