هو من مواليد سنة: 1934 م ، ببلدة العالية دائرة الحجيرة ولاية ورقلة بحي طوجين الفلاحي حفظ القرءان الكريم في سن مبكرة عن الطالب البشير شلغوم رحمه الله ، ثم لزم الشيخ محمد الاخضر محجوبي مدة من الزمن فحفظ عنه الفقه والسيرة النبوية العطرة وقواعد اللغة العربية وبقي يمارس حياة البدواة بين الحل والترحال والتعامل مع التجارة الى أن إنخرط مبكرا في صفوف جبهة التحرير الوطني ممارسا العمل الثوري الى أن ألقي عليه القبض ودخل السجن مع والده وخرج منه مع توقيف القتال ثم مارس العمل السياسي بالإضافة الى التدريس ثم إنتقل الى مدينة تقرت بدار الشبيبة والرياضة مدرسا ثم مديرا ثم مندوبا ، ولقد مارس العمل النضالي في صفوف الحزب الواحد ثم عضوا منتخبا ونائبا بالمجلس الشعبي البلدي لبلدية تقرت الكبرى لعدة مأموريات ، ثم عضوا بأول مجلس شعبي ولائي لولاية ورقلة ثم رئيسا للمجلس الشعبي الولائي من سنة1979 المدة عشر سنوات بالإضافة الى عضوية اللجنة المركزية للحزب الواحد ثم محافظا لمحافظة ولاية غرداية ، فهو من قداء المجاهدين الأوائل مزج بين العمل السياسي والإداري ، حاليا هو متقاعد ولا زال يشارك في كل المناسبات الدينية والوطنية ويعتبر مرجعا من المراجع الأساسية التي يعول عليها بخصوص خط وادي ريغ كله من شماله الى جنوبه شرقه وغربه فهو موسوعة حرة ، وسأحاول أن أقدم البعض من قصائده والمعنونة ب : رسالة العرفان والمنجزة بتاريخ :25 رمضان 1420هـ الموافق لــ : 02 ينايرسنة 2000م ، وكانت المناسبة مناسبة الملتقى الأول لجمعية السائحي بمحضر أولاد وأحباب الولي الصالح سيدي محمد السائح بجلالة مقر خلوته وضريحه ببلدة عمر.
صلاتك ربي والسلام على النبــي صلاة بها أحيا القلوب وطهــــــرا
بليدة عمرأنت في القلب دائـمـــــا وعفوا إذا غفلت ، عفوا ذه المــرا
وحسب الذي أدريه فالأم دائمـــــا عطوف رغم الرياح لن تتغيــــــرا
بليدة عمر أنت للزهد والتقـــــى ويا بلد القرءآن نلت به فخـــــــــرا
لديك قد حط الصالحون رحالــهم ونلت رضى الجميع، أسموك بالدرا
تعاقب أهل الله فيك دلالـــــــــــة على الخيروالإحسان والحلم والثرا
أبو عبد الله وابن بكرمحمــــــــد دفينك ، في الشمال لقى له قبــــــرا
تنسلي أحبها وعلم نشأهــــــــــــا ومنها شعاع العلم عم جل الصحـرا
وفي الميم بعد الدال عام وفاتــــه وفي القرن هاء كان ذاك من الهجرا
فيا رب ثبته على القول الثــــابت ويمن حسابه وضاعف له الأجـــــرا
وناجى إمام الصلح جاءك راغبـا وما ظن أن الله يخرجه جبــــــــــرا
لصالح أهل الزاب كان جــــلاؤه فأصلح حالهم وأفتى ودبــــــــــــــرا
وكم أصلح الأحوال فيك بعلـــمه وكم صحح المفهوم قصدا وصيـــــرا
بصبر وحكمة وعلم وحنكـــــــة وحلم وشدة فكان الذي جــــــــــــرى
وجاء إمام العارفين وشيـــــخهم محمد السائح الذي حرر الأســـــــرى
ففي الغين ، فيك كان عام وفاتـه وفي السن فاء والحساب من الهجـــرا
ثلاثون للسبطي ذلك أصــــــــله أبوه علي ، وابن فاطمة الزهــــــــــرا
مرورا بالإدريسين والحسن المثنى الى الحسن السبطي أصل ذه الشجـــرا
وقد جاء بالعلم الشريف مبشــــرا بمذهب مالك وأفكاره القــــــــــــــــرا
وبث علوم الدين عن طول وادينا وقد علم القرءان فيه وفســــــــــــــرا
وإن طاف أرض الله بعض بقاعها وطاب له المقام في أرضك الحـــــــرا
فقد كان في عز السلطان ونخوة وفضل أن يسيح في الأرض أكثــــــرا
وقد جاء من أرض الأسبان مـهاجرا أبوه لمغرب فلم يستطع صبــــــــــــرا
وحل على المرزوقي من صار صهره وقد كان عالما جليلا وذا خبــــــــرا
فقربه المرزوقي منه لعلمـــــــه وصارت في عينه تلمسان أكبـــــــــرا
وفيها ولي الله علما وعامـــــــلا ومن عظم الأشراف صان لهم قـــــدرا
لذلك لم يرفض على الشيخ بنتـه وطاب له المقام فيها وأصــــــــــــــدرا
وقد قبل البنت الطهور لنفســـــه وأما لشيخنا وقد كانت الذكـــــــــــــرى
وما أنجبت له ثلاثة إخــــــــــوة ومنهم محمد وكان لها بكــــــــــــــــرا
حتى حفظ القرءآن في حالة الصبـى وزاد علوم الدين فيها وأبـــــــــــــــهرا
على يد والد وجد مــــــــــــوقرا وأم عليمة ، وكان بها بـــــــــــــــــــرا
وعن علماء العصر عمــر زاده وكانت بهم ، يوما ، تلمسان مفخــــــــرا
فقرر أن يسيح في أرض ربــــه وأن ينشر العلم الشريف مبــــــــــــــكرا
فراح الى الأصنام فيها أخ لــــه وبعد إقامة يغادرها بكــــــــــــــــــــــرا
وفي الونشريس سل تجد بصماته لدى العارفين بالأسرار المحيـــــــــــــرا
مع الزائرين زر تيهرت تجد بها لشيخنا خلوة تعيد لك الذكـــــــــــــــــرى
وعبد العزيز سبه فنجا بـــــــــه وكان بأمره ، وقد طبق الأمــــــــــــــرا
وعن سيدي عيسى قيل عرج سائحا له ولد هناك أسكنه الظـــــــــــــــــــهرا
وأسموا به البلاد من دون ناقــد وعم صلاحه ، وفي هذه عبــــــــــــــرا
وقد سكن العطف طوال إثنتي عشـر ودرس فيه العلم زاد منه نشــــــــــــــرا
ففي الباء قبل الميم حل بعطفهم وفي القرن طاء والزمان تغيـــــــــــــرا
وفي الدال قبل النون غادر عطفهــم وإن رمت عدلا ، لا تلم من تنكــــــــــرا
فأهل القرى تجمعوا وتدبـــروا وقد كان الجهل في الأوساط مسيطـــــرا
وراح كبارهم لجربة علهـــــــا تجود عليهم بإبن مذهبهم أحـــــــــــــرى
أتوا بسعيد أمموه عليهـــــــــــم وكان صغير السن لكنه يقـــــــــــــــــرا
فأفتى لهم برفض أهل المذاهـــــب وصار صغيرا للكبار تنكــــــــــــــــــرا
لذلك فر الشيخ من حيهم ليــــلا تنكر راع كالرعاة وشمــــــــــــــــــــرا
بوادي النساء كانت جل طريقـه لسادس قرن ثم بطمته خضـــــــــــــــــرا
فصيفها كالشتاء تنمو أعرافهـــا وفي كل فصل أنت تشهدها خضـــــــــرا
ومرعلى أرض العلية ماشيـــــا وكانت قفارا ـ ليس فيها من عمــــــــــرا
وفي يده البندير والناي صادحــا له قصبة يجيغها دونما خبــــــــــــــــــرا
فتبعث صوتا في الفضاء مؤثـرا على الإنس ، والأنعام تحسبها أســــــرى
ينادي بها اليـبيل تترك رعيهـــا وتعطف نوقها ولو كانت البكـــــــــــــرا
فبنت اللبون ثم يعطف ثديهـــــا فيحلبه حلبا وتسكبـــــــــــــــــــــــــه درا
ومن حقة يروى ويملي جرابــه لحاجة أهله لذيذا مسكـــــــــــــــــــــــرا
وتبقى في عطفها تناشد حلبـــه لغاية إتمام ، حتى يصدر الأمـــــــــــــرا
فتمشي تباعا بعده لمراحهـــــــا على وقع أخفاف تخاله عسكــــــــــــــرا
وفي حالة إرتياح يصعب وصفهـا الى ضبط وقعها على سطعها الجـــــــرا
فلو كنت ماش واستمعت لوقعــه لراح بك الإعجاب أن تتحيــــــــــــــــرا
ويشرب كل جار من در نوقــــه وفي عام قحط جاء لم يعرف القطـــــــرا
وترعى أنعامه في زاقز تقـــرب مناطقه مرعى أو في جهة أخــــــــــرى
ويبقى في خلوة العبادة ساجــــدا يناجي إلاه الكون لن يتحيــــــــــــــــــرا
فلا تسألن إلا جلآلة شاهـــــــدا وقد كانت الأرض الطهور المطهـــــــرا
ولما إستقر الوضع كانت دروسه لمذهب مالك تنادي به جهــــــــــــــــــرا
وحارب كل بدعة أو خرافــــــة وكل فريق ضل أو ضلل الفكــــــــــــــرا
وسار على درب الإصلاح حياتــه بحكمة واعظ ولم يصدر الأمـــــــــــــــرا
وربى على الأخلاق كل طلابــه فصاروا شيوخا جاوزوا النهر والبحــــرا
وقسمهم بين الحواضر كلهـــــا على طول وادينا فحازوا بها نصـــــــــرا
لمذهب مالك وإن طال عهــــــده فإن الذي يحييه يستوجب الذكــــــــــــــرا
وإن الذي يـبقى على الرأي ثابتا فلا شك أن العلم ألزمه الصبــــــــــــــــرا
وأن إختلاف الرأي يفرض نفسه إذا حاد بعضنا وإن خابت النظــــــــــــــرا
وأشهر من لاقى سعيد بوخلــــط وقد كان ذا مال فصار له نصـــــــــــــــرا
وزف له بنت العشرين كريمــــة وصار شريك النسل نال به عطــــــــــــرا
قال : أنا لست الغريب بأرضكــم فأصلي الى سعد - ومن بنته الحــــــــــــرا
كون ذرية تبارك نشؤهــــــــــــا وأصلنا واحد فلا تكتموا الخبـــــــــــــــــرا
وأحببت آل ريغ منذ صرت بينهـم وأشهد بالوفاء للجلدة السمـــــــــــــــــــــرا
رجال الحشان صروا فعلا رجاله ومن ساء الظن - يوما - فيهم تكســـــــــــرا
هم أهل عزم في الشدائد كلهـــــا ومن حفظوا الجار ومن حفظوا الســـــــــرا
وبالفاء بعد الواو ختم قصيدتـــي ولله حمد الشاكرين وزد شكــــــــــــــــــــرا
وصل على المختار في كل لحظـة وآله والصحب الكرام خير الــــــــــــــــورا
صلاة بها تمحى الذنوب جميعهـا وتفتح أبواب السماء لمن يـــــــــــــــــــــرى
ونرجوك يا الله محو ذنوبنـــــــا وضاعف من الإحسان ألفا وزد عشــــــــــرا
فأنت الرحمان والرحيم لعبـــده ونحن عباد الله نلتزم الشكــــــــــــــــــــــــرا
ونرقب وجه الله في كل كائــــن وفي كل محدث ترى الله لو تـــــــــــــــــرى
سلام على الجمع الكريم وعزمه سلام عليكم إن أجملتم الصبـــــــــــــــــــــرا
سلام على الأحباب في كل ساحة وأحبابهم وكل من لازم الذكـــــــــــــــــــــرا