رسالة مفتوحة ، نداء إستغاثة
إخواني القراء ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، منذ التقسيم الإداري الأخير سنة 1984 وسكان البلدية يعانون من ضعف التيارالكهربائي بالإضافة الى الإنقطاعات المتكررة التى فاقت الحدود ودون سابق إنذار، خصوصا في فصل الصيف مما زاد من معاناة الرضع وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بصرف النظر عن فساد المواد الغذائية في الدكاكين وفساد وتلف الأدوية في الصيدلية ونفس الشيء بالنسبة لعجين المخابز وظهور الحشرات السامة من عقارب وغيرها ، مما تسبب في إزعاج المواطنين واستيائهم وجعلهم يعيشون على أعصابهم في أوضاع شتى مزرية ، ولقد تسبب هذا الإجراء الأخير التعسفي في هجرة المواطنين نحو آفلو والجلفة وجهات أخرى من الوطن ، ولكم طالب المواطنون ورفعوا دعواتهم الى الجهات المعنية ولكن دون جدوى
والظاهر أن هذه الأخيرة تعاني الصمم في الأذان وأنها ربما تعودت الى سماع أصوات أصحاب المظاهرات وسياسة الحرق وتحطيم المباني والمحلات والمنشآت ، وهكذا هي بلدية العالية منذ نعومة الأظافر وهي تعاني كغيرها من البلديات الصحراوية من الجنوب الجزائري المهمش والذي ينظر إليه نظرة إحتقار واستعلاء رغم قلة السكان به ورغم ثرواته الباطنية من بترول وغاز ومعادن ثمينة وغيرها ….لا زال يعاني سوء التسيير وهدر المال العام في الدراسات والطرق المهترئة التي تنجز في كل سنة وتعاد لعدة مرات، قصد توفير مخطط أعباء دائم للمقاولين والموالين لهم من أصحاب سلطة القرار في هذه الولاية من الإداريين الذين يرون فيها أنها كعكة ثمينة أصحابها نائمون ومغفلون يجب أكلها قبل صحوة العملاق النائم والذي إن صحا يوما ولم يجد كعكته يأتي على الأخضر واليابس… وعلى ما يبدو هناك بادرة طيبة ظهرت في حاسي مسعود والطيبات وبعض الأحياء تمثلت في قطع الطرق بالحجارة وإشعال الإطارات المطاطية - وددت لو أنها كانت إطارات بشرية - ونتمنى أن تمس هذه الصحوة بلديتنا وباقي البلديات الخمولة ، مع الأسف هذه هي اللغة التي يفهمها إدايونا المتعسفون ، لكون لغة السلم والسلام لم تحظ بالقبول ، فواعجبا نحن أهالي الصحراء الجنوب الجزائري لم يتعد سكانه المليوني نسمة يسبحون فوق بحار من بترول وغاز وذهب ويورانيوم ، نحن أغنى بلدان العالم ولكننا عانينا في عهد الإستدمار ولا زلنا نعاني الى يومنا هذا ترى ما الأسباب ؟؟؟؟؟
ذنبنا الوحيد أننا نادينا بعدم فصل الصحراء عن الوطن الكبير وكنا أوفياء لمباديء أول نوفمبر الأغر، في حين أن جهات أخرى من الوطن نادت ولا زالت تنادي بالفصل مثل القبائل وغيرهم، ينادونهم من وراء البحار، وفعلا لقد صدق الجنرال بيجار مارسل لما قال: خرجنا من الجزائر وتركناها في أييد أمينة….هذه الأييدي الأمينة إنها تتلذذ بتعذيب المواطن الجزائري ولكي يسمع بيجارفي قبره أنين المستضعفين من النسوان والشيوخ والولدان ليتسلى ، لماذا هذه الحرب المعلنة على الجزائر والجزائريين في أقواتهم وممتلكاتهم وأجسادهم ، أين رؤساء لجان الأحياء ؟ أين المجتمع المدني؟ أين الأحزاب ورؤساء الأحزاب المرئية منها والمجهرية ؟
متى نراكم يا كرام الحي ؟ هاهي الأزمات ، الأزمة تلو الأخرى تظهر بين الفينة والأخرى كقطع الليل المظلم على كاهل المواطن المسكين الذي خدعتموه بشعاراتكم البراقة فرميتم بقسيكم وحبالكم أثناء الحملات الإنتخابية واسترهبتم الناس ووعدتموهم وأخلفتم موعدكم ، أليس هذا وعد عرقوب ؟ كما أننا نعلم أن الكثير منكم من إشترى الأصوات واشترى الذمم واستغل ضعف وحاجة المحتاجين ، يا من ليس لكم ضمير ، يا أصحاب الصناديق والمناسبات لقد إنكشف أمركم ومنيتم بالفضيحة على رؤوس الأشهاد ، ويا من تلاعبتم بعواطف الغلابى وخربتم البلاد، لقد غضب عنكم الرب وشتمكم العباد ، إحذرو من أن تظهروا مرة أخرى في الميدان فسوف تلقون غيا ، فلا أهلا ولا سهلا ولا مرحبا بكم ، طيب يا سيدي نقول عن غـــــزة أنها حرمت من الكهرباء لكونها تحت الإستدمار الإستيطاني اليهودي ، ونحن حرمنا من الكهرباء لماذا؟؟؟؟ هل نحن تحت الإستدمار اليهودي ؟ فإن كان كذلك ولا بد فالحمد لله صحراؤنا واسعة تكفينا وتكفيهم والى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فنحن نرحب باليهود بنو عمومتنا.
على كل أن أصحاب بلدية العالية يعانون : فلا ثلاجة تعمل ولا مكيف يعمل ولا حتي شيء ، فإننا نستعمل مراح من كرطون وسعف النخيل ، ولقد خسرنا دهاليزنا التي كانت تقينا حر الصيف وتركنا حياتنا البدائية التي ألفناها وألفتنا وكنا في جنة عاليه ولقد وسوس لنا شياطين الإنس وأخرجونا من جنتنا الى جهنم الحضارة المريضة في العالم الثالث والتي يتلاعب بها الجهال وصرنا بين الجنة والناس ننتظر ظهور قالفة قادمة من تركيا أو من إحدى الدول الأوروبية لكسر الحصار عنا وتزويدنا بتوربينات ومحولات لنرى النور وينجلي عنا الظلام .
هذه رسالة مفتوحة الي فخامة رئيس الجمهورية ليتولى شؤون الصحراء بنفسه ولا يتركها في أيدي العابثين من الإداريين الإنتهازيين أصحاب المصالح والذين يكذبون ويوهمون السلطة العليا بأن الصحراء بخير، نقولها بصراحة أننا لسنا بخير ما دامت ثرواتنا تهدر في مشاريع وهمية بين فلان وعلان ، أما منتخبونا فهم سذج ورعاع وجهلة وانتهازيين وأصحاب مصالح فلا خيرمن ورائهم يرجى وهم تحت الوصايا الإدارية تحكم عليهم قبضتها وهم يتوددن إليها ويتشدقون ويتملقون ويتمسحون بالأعتاب لينالوا رضا الإدارة التي تغلق أبوابها في وجه المواطن البسيط الذي لا حول له ولا قوه ، أين الحملات التحسيسية ضد التسمم العقربي ؟ أين حملات النضافة ؟ ألسنا في ذروة فصل الصيف ؟ الشوارع مكدسة بالقمامات والحجارة…أين أيمة المساجد ، أين دوركم ؟ كرهنا الميضأة ، أخرجوا الى الشوارع وتجولوا وعيشوا مع المواطن وراعوا إنشغالاته وجسدوها في شكل نصايح وتوجيهات وتوصيات وحركوا المواطن ليرعى مصالحه التي هي مصالح الأمة.
يا أيه المنتخبين النايمين لقد أفاق المواطن وعرف بأن الإدماج في تشغيل الشباب لا يناله إلا المقربون من الإداريين الخبثاء وذويهم لقد إنكشف أمركم ، المواطن أضحى واعيا ويفهم قصدكم ، وسوف ينالكم منا الذى عما قريب إن لم تعتدلو.